أصيبت محلات بيع العطارة بحالة من الشلل بعد التحفظ على كميات من السلع خلال نقلها بعدد من الأكمنة في نطاق محافظة الغربية، خلال الأيام القليلة الماضية؛ وذلك لعدم وجود ما يفيد مصدر تلك السلع كان أبرزها السمسم والكسبرة والفول السوداني والكركدية والينسون وغيرها، في ظاهرة اعتبرها التجار الأولى من نوعها، مطالبين بتسهيل الإجراءات.

كانت مباحث التموين بالغربية قد وجهت عدة ضربات لتجار العطارة، وأصحاب محلات السرجة، في عدة أكمنة، أبرزها كمين الرجدية بدائرة مركز طنطا، الذي اعتبره التجار مثلث برمودة الذي يصبح مصير كل من يمر به في عالم المجهول، وذلك بالتحفظ على أطنان من المحاصيل ومصادرتها، إضافة إلى نشوب خلافات مالية بين التجار وأصحاب تلك السلع الذين باعوها بموجب إيصالات أمانة لحين السداد الآجل؛ نظرًا لضعف حركة البيع والشراء في الآونة الأخيرة، علاوة على عدم تحصيل عدد كبير من السائقين على مقابل نقل تلك البضائع بعد خسائر التجار الفادحة، "أحمد السيد"،21 سنة، قائد السيارة رقم (4269 دس ب)، أكد في المحضر 24631 جنح قسم ثان طنطا، أنه تم استيقافه أثناء مروره أمام نقطة مرور الرجدية؛ والتحفظ على حمولة السيارة ومصادرة طن فول بلدي، وذلك بعد أن ألزمه أفراد الكمين بتقديم ما يفيد مصدر الحمولة.

وأبدى السائق استغرابه من تلك الإجراءات حيث لا يوجد مزارع يتعامل بأية أوراق رسمية في حالة بيعه المحصول للتجار، كما لا يوجد لأي محصول تم جمعه من الأرض منذ أيام أي شهادة صلاحية.

كما استوقف رجال مباحث التموين الذين انضموا لنفس الكمين، " قاسم فايد محمد" 38 سنة، مقيم بمنطقة محلة البرج، أول المحلة، وتحفظوا على حمولة السيارة وكانت عبارة عن (1.984 طن ) كسبرة، عجز قائد السيارة ومالك الحمولة عن تقديم أي أوراق تفيد مصدرها، حيث تضمن محضر ضبط الواقعة رقم 24709 جنح قسم ثان طنطا، أن المضبوطات لا يمكن تحديد مدى صلاحيتها للاستهلاك، الأمر الذي أثار غضب مالك الكمية المضبوطة، نظرا للخسارة الفادحة التي لحقت به، إضافة إلى أنه لا تصلح أي أوراق عرفية من المزارع الذي باع المحصول تصلح لإثبات مصدر المضبوطات.

وفي نفس السياق أكد "أحمد طاهر"28 سنة، صاحب مخزن أعلاف بناحية قرية أبو الغر، التابعة لمركز كفر الزيات، أنه فوجئ بقوة من رجال الشرطة تداهم المخزن وتوجيه اتهام له بتجميع كميات كبيرة من الذرة الصفراء مجهولة المصدر وغير مدون عليها أية بيانات توضح تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية.

وهاجم صاحب المخزن التعسف في تلك الإجراءات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال تطبيقها، قائلًا: "خدوا مني ( 103 ) شيكارة ذرة صفراء مجروشة زنة الشيكارة ( 50 كيلوجرام ) يعني أخسر فلوس نص طن وأكتر عشان ورق محدش اتعامل بيه قبل كدا في الدنيا؟"، لافتًا إلى أن اصطحابه بسيارة الشرطة أضر بسمعته كتاجر حيث تحرر المحضر رقم 29857 جنح مركز كفر الزيات، وتم عرضه في اليوم التالي على النيابة التي باشرت التحقيق، وأمرت بصرفه، ومازالت التحقيقات مستمرة، مع استمرار مصادرة المضبوطات.

وفي السياق ذاته واصلت أجهزة البحث الجنائي بالغربية علمها منذ الأسبوع الماضي، حيث صادرت 200 كيلو جرام فول صويا من محل أعلاف حيوانية، حيث يؤكد أحمد عادل كمال، 30 سنة، صاحب المحل، أنه عجز عن تقديم ما يفيد مصدر البضاعة، التي اشتراها من المزارعين دون أوراق رسمية تقنع رجال الشرطة الذين حرروا المحضر رقم 25968 جنح مركز زفتى، متضمنًا عدم صلاحية المضبوطات للاستهلاك الحيواني، لافتًا إلى أنه لم يتم فحص المضبوطات من خلال أي متخصص مرافق لرجال الشرطة.

وامتدت الأزمة لتشمل تجار التجزئة الذين أخفوا السلع المعروضة بالمحلات، خوفًا من مصادرتها والدخول في دوامة الملاحقات القانونية، إضافة إلى رفع أسعار بعض أنواع العطارة المتمثلة في السمسم والكركديه والينسون، حيث لم تسلم تلك الأنواع من المصادرة الأمنية لكميات كبيرة منها أخرها واقعة المحضر vقم 14492 جنح قسم ثان المحلة، حيث صادر رجال المباحث نصف طن ينسون ووطن كركديه، وذلك لنفس السبب، علاوة على امتناع العديد من السائقين عن نقل أي بضائع أو سلع من المحافظات الأخرى لمحافظة الغربية، مع ارتفاع تكاليف النقل بسبب التضييق الأمني، حيث طالب التجار بتسهيل الإجراءات وعدم تكبدهم المزيد من الخسائر بسبب ركود تجارتهم مؤخرًا.