في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر 1973، ذاقت مصر كلها طعم الفرحة، بعد سنوات عجاف من النكسة، ما بين شهيد وفقيد ومصاب، وآخرين ما زالوا على قيد الحياة، جمعتهم أرض واحدة ورصاصات متفرقة منذ 41 عامًا، وفرقهم الاهتمام الإعلامي فمنهم من كان ولا يزال نجم شاشات التلفاز، ومنهم من كان مسار حديث بين أبنائه وأحفاده فقط.
                       
أبطال صنعوا النصر بدمائهم، وكتبوا شهادة تحرير سيناء، منهم من لقي ربه، ومنهم من يجلس بين الأوسمة التي حصل عليها، ليتذكر أيام «الفرحة» ويستعيد شريطًا طويلًا من الذكريات.

ويرصد «المواطن» قصص5 أبطال أوصلوا اسم مصر إلى عنان السماء:

«سعد شحاتة»

هو جندي مصري من أبطال الفرقة 16 المشاة، تعرض للأسر واحتجز في إسرائيل 6 أكتوبر، الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرًا، وكان البطل ضمن مجموعته داخل سيناء بعمق 15 كيلومترًا، تلك اللحظة التى بكى فيها عند رفع العلم على خط بارليف، وقد قام ضمن مجموعته باصطياد 22 دبابة إسرائيلية وأسر الكثير من جنود جيش اليهود.

أُصيب «شحاتة» بأربع طلقات في أنحاء جسمه، ومكث يومين فاقدًا للوعي إلى أن التقطته مجموعة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقامت بسجنه قرابة 6 أشهر ونصف، ثم أعيد للقاهرة مرة أخرى.

«سيد زكريا»

تردد اسمه كثيرًا عام 1996 تحديدًا، عندما اعترف جندي إسرائيلي لأول مرة، للسفير المصري في ألمانيا، بأنه قتل الجندى المصري، سيد زكريا خليل، مؤكدًا أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده.

وبدأت قصة الشهيد، حينما أصدر تعليمات في أكتوبر73 لطاقمه المكون من 8 أفراد، بالصعود إلى جبل الجلالة بمنطقة رأس ملعب، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام، كما استدعى الإسرائيليون طائرات جديدة، حملت 100 جندي إسرائيلي، اشتبك معهم أسد سيناء، وفي هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي، بعد رفضه الاستسلام، ومع استمرار المعركة غير المتكافئة، استشهد جميع أفراد الوحدة واحدًا تلو الآخر، وبقي «زكريا» وزميله «أحمد الدفتار»، في مواجهة الطائرات وجنود المظلات، ونفدت ذخيرتهما، ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندي إسرائيلي خلف البطل وأفرغ في جسده خزانة كاملة من الرصاصات، ليستشهد على الفور وتسيل دمائه على رمال سيناء الطاهرة، بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين.

«محروس عرفان»

هو أحد أبناء مدينة «تلا» وكان مدرس بمدرسة «تلا» الثانوية يعرفه أهل بلدته، ويحملون له الحب والتقدير والعرفان، ولكن لا يعرفه الكثيرين خارج بلدته، رغم أنه أحد الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر، وساهم بالنصر من خلال إسقاط 7 طائرات للعدو الصهيوني أثناء خدمته، كضابط دفاع جوي داخل القوات المسلحة بحرب أكتوبر.

«فرحانة سلامة»

لم تحمل هذه السيدة أي رتبة عسكرية ولكن ما قامت به من أعمال، يدل على أن المرأة المصرية كانت شريكة النصر، فهذه السيدة بنت مدينة العريش، آثرت ألا تترك المعتدي يحتل أراضيها ووطنها، حيث قامت بما قد يعجز عنه أشد الرجال في ظل ظروف شديدة الخطورة.

وكانت أول عملية تقوم بها «فرحانة»، هي عملية تفجير قطار في العريش، فقد قامت بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذي كان محملًا ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين، وفي دقائق معدودة كان القطار متفجرًا بالكامل.

«فاروق محمد محمد حسن» 

خدم «فاروق» بالقوات المسلحة من 1967 إلى 1974، وهو حاصل على نوط الجمهورية من الطبقة الأولى، كان ملقب بالنسر الأكبر، بسبب دقه إصاباته للأهداف، حيث قام بتدمير 23 دبابة إصابات مباشرة و11 مجنزرة.