وحدات الأقصر الصحية تعاني نقص حاد في الأمصال المضادة لـ«لدغات العقارب».. وكيل وزارة الصحة: جميع الأمصال متوفرة.. والأهالي: «الأطفال بتموت مننا في السكة ومفيش علاج»
الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 03:39 م
مرفت الفخراني
طباعة
قالت مديرية الصحة بالأقصر، برئاسة الدكتور أسامة الدسوقي، إن عدد الواحدت الصحية بالمحافظة 117 وحدة، موزعة على القرى والمراكز والنجوع، لخدمة الأهالي وتقديم الرعاية الصحية لهم.
ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة نقص حاد في عدد من الأمصال الخاصة بلدغات العقارب والحشرات وغيره، ما اضطر محافظ الأقصر، الدكتور محمد بدر، إلى فتح تحقيق في الواقعة التي كانت في منتصف شهر سبتمبر الماضي.
الوحدة الصحية بنجع عبد العزيز والبغدادي
إذا انتقلنا إلى الوحدات الصحية بمركز «البياضية» شرق محافظة الأقصر، نجد وفاة الطفل «مصطفى أحمد عبد الرحيم»، من نجع «الفخرانية» التابع لقرية «البغدادي»، والذي يبلغ من العمر 3 أشهر بعد تعرضه للدغة عقرب، الجمعة قبل الماضية، دليل على نقص الأمصال بالوحدات.
يقول والد الطفل إنه عندما ذهب بطفله إلى الوحدة الصحية بنجع «عبد العزيز»، التي تم نقل مستشفى البياضية إليها، لم يجد مصل العقرب ثم توجه إلى الوحدة الصحية بـ«البغدادي»، ولم يجد مصل العقرب أيضًا، ما أدى إلى تدهور حالة الطفل الصحية.
أضطر والد الطفل إلى الذهاب لمستشفى الأقصر الدولي، وتم إدخاله قسم العناية المركزة، لكن قد توفي لتأخر حالته.
وحدث في عام 2014 أيضًا واقعة مشابهة، حيث تعرض الطفل «حسام عرفة أبو النجا الصيفي»، من قرية «العديسات» للدغة عقرب، ولعدم توفر المصل بالوحدات والمستشفيات أصيب بشلل نصفي.
يقول «أبو النجا»، والد الطفل، إن مستشفى الأقصر الدولي رفضت استقبال وعلاج ابنه، بعد أن توجه لها عندما أكد له طبيب الوحدة بقرية «العديسات قبلي»، جنوب الأقصر، أن ابنه مصاب بلدغة عقرب.
وتابع «طلب مني المسؤولين في المستشفى التوجه إلى مستشفى الأقصر العام، وهناك أخبروني بعدم توفر المصل المضاد للعقرب، ووجهوني إلى مستشفى «البياضية» المركزي التي رفضت هي الأخرى علاج ابني، فعدت مرة أخرى للمستشفى الدولي»، لافتًا إلى أن ابنه لا يستطيع تحريك رجله ولا ذراعه الأيمن، كما أنه يعاني من إعوجاج في فمه.
كذلك هو حال أغلب قرى محافظة الأقصر، ففي الشمال نجد أن وحدات «المدامود» و«العشى»، بلا أمصال أيضًا.
وتذكر «أم أحمد»، ربة منزل، إنها تعرضت للدغة عقرب منذ فترة، وعند ذهابها للوحدة الصحية بـ«العشى» لم تجد المصل، لذا توجهت إلى المستشفى الدولي بالأقصر، التي تبعد عن القربة مسافة تستغرق ثلث ساعة، الأمر الذي يعرض المرضى للخطر، خاصة الأطفال الذين لا يتحملون.
الوحدة الصحية بـ«أرمنت»
الوحدة الصحية بـ«أرمنت الحيط» التابعة لمركز «أرمنت» غربي محافظة الأقصر، تم إنشاءها منذ الثمانينات، وهي من أكبر الوحدات الصحة التي تخدم الأهالي، وهي الوحيدة بالمركز، وتخدم أكثر من 10 الآف نسمة، لكن الوحدة دون أمصال مضادة للدغات.
يقول «محمد يوسف حسن» 40 عامًا، موظف، الوحدة الصحية تعاني من نقص الخدمات التي أهمها الأمصال بشكل عام كمصل «العقرب، الكلب، الثعبان»، والمنطقة التي يقطن بها منطقة زراعية، ما يجعلهم عرضة أكبر لخطر الثعابين والعقارب.
وأضاف «حسن» أن الخطر يتمثل بشكل أكبر على الأطفال، خاصة أن هناك طفل قد تعرض للدغة عقرب، وعندما ذهبوا له إلى الوحدة الصحية، لم يجدوا المصل المضاد، ما اضطرهم إلى الذهاب إلى مستشفى الأقصر الدولي، التي تبعد حوالي 30 كيلو متر عن المحافظة، قائلًا: «يعنى ممكن الأطفال تموت مننا في السكة».
ولفت إلى أن الوحدة أيضًا تعاني من نقص في الأدوية والكوادر البشرية من أطباء وتمريض أيضًا، ولا يوجد بها طبيب نساء وتوليد أو رمد أو أنف وأذن وحنجرة أو أسنان.
ويقول قناوي النوبي، 50 عامًا، عضو مجلس محلي سابق، وأحد المواطنين بالقرية، إن حياة الأهالي معرضة للخطر بسبب عدم توفر الأمصال بالوحدات الصحية، وسط تجاهل من الصحة.
وأشار إلى أنه من المفترض أن تكون الوحدات الصحية هي المنقذ، لأنها الأقرب بالقرية، لكن تذهب إلى الوحدة لا تجد بها أطباء، وتتسائل عن الأمصال، ويكون الرد أنها غير متوفرة، أي أن حياة الأهالي مهددة دون أي التفات من المسؤولين.
وردًا على ما سبق، أكد أسامة الدسوقي، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن الأمصال متوفرة بجميع الوحدات الصحية على مستوى المحافظة، وهناك مخازن رئيسية بالمحافظة، عندما تنتهي بأي وحدة يتم إمدادها بها، مؤكدًا على عدم وجود نقص بها.
وعن وفاة الطفل من «البياضية»، يقول «الدسوقي» إن الطفل يبلغ من العمر شهرين، وذهب به والده إلى الوحدة الصحية بنجع «عبد العزيز»، التي تم نقل قسم النساء والحضانات الخاص بمستشفى البياضية، لحين انتهاء العمل بها، لكن لا يوجد بها طوارىء، وعندما ذهب به إلى الوحدة الصحية بالبغدادي، أعطاه الطبيب المتواجد المصل لكن لتدهورت حالته، وتم تحويله لمستشفى الأقصر الدولي.
وأشار «الدسوقي» إلى أنه منذ توليه العمل وكيلًا لوزارة الصحة بالأقصر، حرص على توفر الأمصال والمحاليل والعلاج بجميع المستشفيات والوحدات الصحية.
ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة نقص حاد في عدد من الأمصال الخاصة بلدغات العقارب والحشرات وغيره، ما اضطر محافظ الأقصر، الدكتور محمد بدر، إلى فتح تحقيق في الواقعة التي كانت في منتصف شهر سبتمبر الماضي.
الوحدة الصحية بنجع عبد العزيز والبغدادي
إذا انتقلنا إلى الوحدات الصحية بمركز «البياضية» شرق محافظة الأقصر، نجد وفاة الطفل «مصطفى أحمد عبد الرحيم»، من نجع «الفخرانية» التابع لقرية «البغدادي»، والذي يبلغ من العمر 3 أشهر بعد تعرضه للدغة عقرب، الجمعة قبل الماضية، دليل على نقص الأمصال بالوحدات.
يقول والد الطفل إنه عندما ذهب بطفله إلى الوحدة الصحية بنجع «عبد العزيز»، التي تم نقل مستشفى البياضية إليها، لم يجد مصل العقرب ثم توجه إلى الوحدة الصحية بـ«البغدادي»، ولم يجد مصل العقرب أيضًا، ما أدى إلى تدهور حالة الطفل الصحية.
أضطر والد الطفل إلى الذهاب لمستشفى الأقصر الدولي، وتم إدخاله قسم العناية المركزة، لكن قد توفي لتأخر حالته.
وحدث في عام 2014 أيضًا واقعة مشابهة، حيث تعرض الطفل «حسام عرفة أبو النجا الصيفي»، من قرية «العديسات» للدغة عقرب، ولعدم توفر المصل بالوحدات والمستشفيات أصيب بشلل نصفي.
يقول «أبو النجا»، والد الطفل، إن مستشفى الأقصر الدولي رفضت استقبال وعلاج ابنه، بعد أن توجه لها عندما أكد له طبيب الوحدة بقرية «العديسات قبلي»، جنوب الأقصر، أن ابنه مصاب بلدغة عقرب.
وتابع «طلب مني المسؤولين في المستشفى التوجه إلى مستشفى الأقصر العام، وهناك أخبروني بعدم توفر المصل المضاد للعقرب، ووجهوني إلى مستشفى «البياضية» المركزي التي رفضت هي الأخرى علاج ابني، فعدت مرة أخرى للمستشفى الدولي»، لافتًا إلى أن ابنه لا يستطيع تحريك رجله ولا ذراعه الأيمن، كما أنه يعاني من إعوجاج في فمه.
كذلك هو حال أغلب قرى محافظة الأقصر، ففي الشمال نجد أن وحدات «المدامود» و«العشى»، بلا أمصال أيضًا.
وتذكر «أم أحمد»، ربة منزل، إنها تعرضت للدغة عقرب منذ فترة، وعند ذهابها للوحدة الصحية بـ«العشى» لم تجد المصل، لذا توجهت إلى المستشفى الدولي بالأقصر، التي تبعد عن القربة مسافة تستغرق ثلث ساعة، الأمر الذي يعرض المرضى للخطر، خاصة الأطفال الذين لا يتحملون.
الوحدة الصحية بـ«أرمنت»
الوحدة الصحية بـ«أرمنت الحيط» التابعة لمركز «أرمنت» غربي محافظة الأقصر، تم إنشاءها منذ الثمانينات، وهي من أكبر الوحدات الصحة التي تخدم الأهالي، وهي الوحيدة بالمركز، وتخدم أكثر من 10 الآف نسمة، لكن الوحدة دون أمصال مضادة للدغات.
يقول «محمد يوسف حسن» 40 عامًا، موظف، الوحدة الصحية تعاني من نقص الخدمات التي أهمها الأمصال بشكل عام كمصل «العقرب، الكلب، الثعبان»، والمنطقة التي يقطن بها منطقة زراعية، ما يجعلهم عرضة أكبر لخطر الثعابين والعقارب.
وأضاف «حسن» أن الخطر يتمثل بشكل أكبر على الأطفال، خاصة أن هناك طفل قد تعرض للدغة عقرب، وعندما ذهبوا له إلى الوحدة الصحية، لم يجدوا المصل المضاد، ما اضطرهم إلى الذهاب إلى مستشفى الأقصر الدولي، التي تبعد حوالي 30 كيلو متر عن المحافظة، قائلًا: «يعنى ممكن الأطفال تموت مننا في السكة».
ولفت إلى أن الوحدة أيضًا تعاني من نقص في الأدوية والكوادر البشرية من أطباء وتمريض أيضًا، ولا يوجد بها طبيب نساء وتوليد أو رمد أو أنف وأذن وحنجرة أو أسنان.
ويقول قناوي النوبي، 50 عامًا، عضو مجلس محلي سابق، وأحد المواطنين بالقرية، إن حياة الأهالي معرضة للخطر بسبب عدم توفر الأمصال بالوحدات الصحية، وسط تجاهل من الصحة.
وأشار إلى أنه من المفترض أن تكون الوحدات الصحية هي المنقذ، لأنها الأقرب بالقرية، لكن تذهب إلى الوحدة لا تجد بها أطباء، وتتسائل عن الأمصال، ويكون الرد أنها غير متوفرة، أي أن حياة الأهالي مهددة دون أي التفات من المسؤولين.
وردًا على ما سبق، أكد أسامة الدسوقي، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن الأمصال متوفرة بجميع الوحدات الصحية على مستوى المحافظة، وهناك مخازن رئيسية بالمحافظة، عندما تنتهي بأي وحدة يتم إمدادها بها، مؤكدًا على عدم وجود نقص بها.
وعن وفاة الطفل من «البياضية»، يقول «الدسوقي» إن الطفل يبلغ من العمر شهرين، وذهب به والده إلى الوحدة الصحية بنجع «عبد العزيز»، التي تم نقل قسم النساء والحضانات الخاص بمستشفى البياضية، لحين انتهاء العمل بها، لكن لا يوجد بها طوارىء، وعندما ذهب به إلى الوحدة الصحية بالبغدادي، أعطاه الطبيب المتواجد المصل لكن لتدهورت حالته، وتم تحويله لمستشفى الأقصر الدولي.
وأشار «الدسوقي» إلى أنه منذ توليه العمل وكيلًا لوزارة الصحة بالأقصر، حرص على توفر الأمصال والمحاليل والعلاج بجميع المستشفيات والوحدات الصحية.