دائمًا ما يثير حزب النور السلفي، الجدل والدهشة في تصريحاته وبياناته على الأحداث الجارية، سواء داخل أو خارج مصر، الأمر الذي أصاب أعضاء مجلس النواب بالغضب، إثر إصدار حزب النور بيان حول اجتماع مجلس الأمن الأخير بشأن الأحداث في سوريا، وطالب فيه بدعم المعارضة السورية بالسلاح من أجل مواجهة روسيا.

"النور" يطالب بدعم المعارضة السورية بالسلاح
بداية، أصدر حزب النور، بيانًا للتعليق حول اجتماع مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا، مؤكدًا أن الاجتماع لم يحمل أي قرارات تخفف عن الشعب السوري، وأن ما فعله مجلس الأمن عصف بأحلام الشعب السوري وحقهم الطبيعي في الحياة.

وقال الحزب: "في الوقت الذي تتم فيه حملات ممنهجة ضد المدنيين من الشعب السوري خصوصًا في حلب، لربما يحمل لهم قرارًا قد يخفف عنهم ما يعانونه من ويلات الحرب والقصف الوحشى من القوات الموالية للنظام السورى مدعومةً بغطاءٍ جوي روسي، وإذ بالجلسة الأخيرة لمجلس الأمن تعصف بتلك الأحلام البسيطة لهم وحقهم الطبيعي في الحياة نتيجة فشل المجلس في تحمل مسؤولياته تجاه هذا الشعب المنكوب نتيجة إساءة استخدام بعض الدول الدائمة العضوية بالمجلس لحق النقض ضد قرارات من شأنها تهدئة الأوضاع في سوريا، وليس كما تمنى إنهاء الأزمة والمعاناة للشعب السوري؛ وهو ما يعني التلاعب بمصيره من أجل تحقيق أهداف تلك الدول في نزاعاتها الاقليمية والعالمية".

وتابع في بيانه: "حرى بمجلس الأمن وأعضائه من الدول دائمة العضوية والأخرى غير دائمة العضوية، عدم العبث بمصير هذا الشعب من خلال مواقف ونزاعات إقليمية ودولية لا يتحمل فاتورتها سوى الشعب السوري واستمرار نزيفه للدماء منذ سنوات، وأن يتحمل مسؤولياته أمام العالم وأمام الشعب السوري من خلال وقف فوري وكامل للقتال وحظر الطيران خصوصًا في المناطق التي تعاني من القصف المستمر والحصار وبالأخص حلب".

واستكمل: "لا بد دعم المقاومة المعتدلة بالأسلحة التي تمكنها من مواجهة الاعتداءات الجوية لمواجهة العدوان الروسي الإيراني العلوي السافر، وتوفير حماية حقيقية للمنشآت المدنية والحيوية وللمدنيين من الاستهداف من قبل النظام السوري المدعوم من الميليشيات الإيرانية والطيران الروسر، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والأساسية للمناطق المحاصرة أو المناطق المنكوبة وحمايتها، ووقف كافة أشكال التدخل الأجنبي في سوريا سواء المباشر أو غير المباشر، وفرض عقوبات رادعة للجهات التي تقوم بأي عمل من شأنه حدوث أي معاناة للشعب السوري أو تدعمه".

كما أوضح أنه لا بد الوقوف بقوة ضد أي مساعٍ لبعض الدول بالمنطقة؛ لتحقيق توسع وانتشار إقليمي من شأنه تهديد الأمن والسلم بالمنطقة خصوصًا تلك المخططات التي تستهدف تغيير ديموغرافية المناطق السورية لصالح أقليات وطوائف تخدم أهداف تلك الدولة، واستمرار النزاع والقتال في سوريا يوفر بيئة مناسبة وحاضنة لانتشار الأفكار المنحرفة وعامل جذب للعناصر التكفيرية مما يشكل خطرًا داهمًا على سوريا والمنطقة بأكملها، وهو الأمر الذي يستلزم وقف الأسباب المؤدية لهذه الحالة من استقطاب المنحرفين فكريا، ومطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بصياغة موقف موحد إزاء الأزمة تلتزم به الدول الأعضاء بما يحقق مصلحة الشعب السوري".

وحمل حزب النور، المجتمع الدولي كافة ومجلس الأمن خاصة مسئولية ما يجري على الأرض في سوريا من جرائم ضد الشعب السوري ضحية لها، وهو الأمر الذي يتطلب التوقف الفوري عن المتاجرة بحقوق هذا الشعب في صراعات ليس له ناقة ولا جمل فيها سوى رغبته في الحصول على الحد الأدنى من حقوقه المشروعة.

الحياد عن موقف مصر
أعرب خالد عبد العزيز فهمي، عضو مجلس النواب، استغرابه من بيان حزب النور السلفي، بشأن إعلانه دعم المعارضة السورية بالسلاح، لمواجهة الجيش النظامي، قائلًا؛ إن موقف حزب النور يثبت أن لها دورا فيما يحدث بسوريا من خلال العناصر الإسلامية.

وأضاف عبد العزيز، أن هذا البيان يحيد عن موقف القيادة المصرية التي تدعو إلى الحلول السلمية بعيدا عن الصراع المسلح، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يضر بمصالح مصر التي لا تتدخل في شئون الغير.

أمر خطير يشعل المنطقة
فيما قال أحمد عبد الجزار، عضو لجنة الشئون العربية فى مجلس النواب، إن دعوة حزب النور إلى دعم المعارضة السورية بالسلاح لمواجهة روسيا و"النظام العلوي"، أمر يثير الفتن في المنطقة العربية، ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا في سوريا.

وأضاف الجزار، أنه من غير المعقول أن يصدر حزب سياسى بيانًا بهذا الشكل، يطالب فيه المقاومة بحمل السلاح، متسائلًا أي مقاومة يقول عنها حزب النور يدعمها حزب النور في سوريا.

وأكد الجزار، أن الحل السياسي هو الأمر الوحيد لحل القضية السورية، وأن حمل الأطراف السلاح يزيد الأمور اشتعالًا في المنطقة، وهو أمر مرفوض.