جهل، فقر، عنف، خوف من مستقبل غامض.. كل هذه الظروف وأكثر دفعته للتحول لذئب مسعور لاتأخذه شفقة ولا رحمة لأقرب الناس إليه وهو صديقه، الذي كان يساعده ويعطيه المال عندما يكون بحاجة إليه، فكان نصيبه بعد كل ذلك أن يلقي مصرعه بطعنة سكين على أيدي من كان يعطف عليه ويساعده بالمال.

تلقى اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من المقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة بتلقيه بلاغًا من الأهالي المقيمين بمنطقة القومية دائرة القسم يفيد بتمكنهم من الإمساك بشخص بعد نشوب مشادة كلامية بينه وبين آخر أسفل دائري القومية، تطورت إلي مشاجرة قام علي إثرها المتهم بالتعدي علي المجني عليه بسلاح أبيض «سكين» كان بحوزته، أصابته بالصدر، فأودت بحياته في الحال، وفر هاربا.

إلا أن الأهالي استطاعوا الإمساك به، وملاحقته، وقاموا بإبلاغ قسم الشرطة، وتبين انه يدعي «محمد.ص.ا.ع» يبلغ من العمر 31 عاما، عامل، وبمواجهته إعترف بإرتكابه الواقعة، وتحرر المحضر بالواقعة رقم 11908 إداري قسم شرطة إمبابة لسنة 2016 وبإحالته للنيابة العامة.

اعترف أثناء التحقيقات أمام المستشار محمد الشربيني مدير النيابة بأنه كان صديق المجني عليه بدوي محمد بدوي، البالغ من العمر 33 عاما، عامل بشركة بمدينة 6 أكتوبر، وكان يقترض منه أموالا بإستمرار ولايقوم بسدادها، إلا أن المجني عليه طلب منه أن يسترد له أمواله التي أخذها منه، لكنه لم يملك المال اللازم لاعطائه له، فقام بإستدراجة لأسفل الدائري بالقومية بإمبابة، وقام بطعنة طعنة بالصدر بسكين كانت بحوزته، وفر هاربا إلا أن الأهالي استطاعوا الإمساك به.

وأضاف أن المجني عليه تعدي عليه بالضرب محدثا إصابته فأمر المستشار محمد الشربيني بتحويل المتهم للطب الشرعي لمعرفة مابه من إصابات، إذا كانت ناتجة وقت ارتكاب الواقعة من عدم، وبعرض جثة المجني عليه على الطب الشرعي تبين أنه لقي مصرعه اثر أصابته بطعنة بالصدر عمقها 19 سم، فأمر المستشار محمد الشربيني مدير النيابة بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق، لاتهامه بالقتل العمد، وإرسال الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة "السكين" للأدلة الجنائية.

التقى « المواطن» مع المتهم محمد صابر ليروي تفاصيل الواقعة، في ندم ودموعه تنهمر من عينه وتسيل على وجهه لمافعله في صديقه، فبدأ حديثه قائلًا: "بدوي كان صديق عمري وكنت دائمًا اقترض منه أموالا، لأنه ميسور الحال، ولديه الكثير من المال، إلا أنه طلب مني الأموال التي كنت اقترضها منه، رغم أني لا أملك المال لكي اسدد له أمواله، فبدأت بيننا المشاكل بإستمرار".

فقمت بسداد جزءًا من المبلغ، إلا أنه أخذ يطالبني مرة أخري بسداد باق المبلغ لأنه بحاجة إليه، وأنا لا أملك سواه، فحينها سيطر الشيطان على عقلي، وفكرت في طريقة لأتخلص منه كي لا يطالبني بسداد المبلغ مرة أخري، فأخذت أخطط وأدبر في طريقة لأتخلص منه فلم يعد أمامي طريقة سوي قتله.

فاتصلت به لاستدرجه لقتله بحجة أني سأعطي له أمواله، وقمنا بالإتفاق أننا سنتقابل بالمساء أسفل دائري القومية، وذهبت لاقابله حاملا في طيات ملابسي سكين، وعندما طلبت من بدوي أن ينتظر لسداد أمواله نشبت بيننا مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، وقمت بطعنه بالسكين وهربت مسرعًا حتي لا يراني أحدا إلا أن حظي السيئ آن المارة بالشارع شاهدوني، وقاموا بالامساك بي وإبلاغ قسم الشرطة.