دخلت العجوز، لقسم شرطة العمرانية مرتدية عباءتها السوداء، ومنحنية الظهر تخفي وجهها خلف “الإيشارب” الأسود، وتنذرف قطرات الدمع لتغطي تجاعيد وجهها الذي أنهكه الزمن وتطلب من رجال المباحث سرعة إعادة حفيدتها الصغيرة بعد إختفائها
وأمام الرائد "محمد الجوهري" رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية وقفت منكسة الرأس لتبدو كالحمل الوديع والمغلوب على أمره، وبدموع تتساقط فوق خديها ببطء شديد روت تفاصيل بلاغها لتقول ودموع التماسيح تسبقها أنها أعطت حفيدتها نقودًا لتذهب لشراء الحلوى ولكن طال غيابها ولم تعود.

ولكن بحسه الأمني وخبرة السنوات شك الضابط فى كلام المبلغة ليأمر رجاله بتكثيف التحريات حول أسرة الطفلة المتغيبة،
وبينما كان رجال المباحث يسابقون الزمن لكشف غموض الحادث وأثناء السير فى جمع التحريات ورد إخطار من أمن القاهرة مفادة العثور على جثة الطفلة المتغيبة طافية أعلى سطح نهر النيل بمنطقة كورنيش النيل وعليها أثار تعذيب.

وعندها أيقن رئيس المباحث صحة شكوكه بسرعة كبيرة توافرت لرجال المباحث معلومات ثمينة حيث فجرت التحريات مفأجاة من العيار الثقيل وكشفت أن المبلغة تقوم يوميًا بمساعدة إبنها ووالد الطفلة وزوجته وإبنتها الأخرى وزوجها وإبنها بعمل حفلة تعذيب على الطفلة.

وأضافت التحريات أن الطفلة تعيش بصحبتهم داخل شقة بشارع الثلاثيني بدائرة القسم منذ إنفصال والدها عن والدتها وكانوا يشكون فى نسبها.

وعلى الفور ألقى القبض على المتهمين ال6 وبتضييق الخناق عليهم وباستجوابهم كلًا منهم على إنفراد أقروا بإرتكاب الواقعة ليكشفوا عن جريمة بشعة تبكي لها الفضيلة وتنعاها المروءة.

وأمام رجال المباجث قالت الجدة أنها كانت دائما إفتعال المشاكل مع والدة المجني عليها قبل طلاقها من إبنها بسبب شكها في سلوكها وعندما طلقها نجلها لم تجد سوى الطفلة للانتفام من والدتها كما كنت أعايرها بوالدتها أنها سيئة السمعة وعلاقتها بالرجال في المنطقة.

وأضافت الجدة أنها كانت تحبس الطفلة داخل غرفة معتمة لأيام وتمنع عنها الطعام والشراب حتى أن الطفلة كانت تشرب بولها لتروى عطشها.

وأقر والد الطفلة بأنه طلق والدتها منذ 7 سنوات وتزوج من سيدة أخرى وأنجب منها أطفالًا وأنه كان يشك دائمًا فى نسب الطفلة له كنا نحبسها في غرفة ونتعدى عليها بالضرب والتعذيب إنتقامًا من والدتها لسوء سلوكها.

تعود تفاصيل الواقعة عندما ورد بلاغ لقسم شرطة العمرانية "سعدية أ ع"، 73 سنة، ربة منزل، ومقيمة في شارع الثلاثيني بدائرة القسم بغياب حفيدتها "ملك م م"، 9 سنوات، طالبة ومقيمة بذات العنوان، ولم تتهم أحدًا.

وبإجراء التحريات دلت أن وراء الواقعة المبلغة ونجلها "محمود م م"، 30 سنة، عامل، والد المجني عليها، وزوجته "إيمان م ز"، 30 سنة، ربة منزل، و"زينب م م"، 34 سنة، ربة منزل وعمة المجني عليها، وزوجها "ضياء م ح"، 35 سنة، سائق، ونجلهما "إسلام ضياء م"، 15 سنة، ميكانيكي، حيث قامت المبلغة والأول والثانية والثالثة بالتعدي على المجنى عليها بالضرب ما أدى لوفاتها واستعانوا بعدها بالرابع والخامس وقاموا بنقل الجثة داخل سيارة ميكروباص وتخلصوا منها بإلقائها في نهر النيل بمنطقة المنيب وعقب تقنين الإجراءات القانونية ألقى القبض على المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة.

وأضافوا أن المجني عليها تقيم بصحبة والدها وزوجته عقب إنفاصاله عن والدتها منذ 7 سنوات ودائمي التعدي عليها بالضرب لاعتقادهم أن والدتها أنجبتها من علاقة غير شرعية.

وكانت الأجهزة الأمنية عثرت على جثة المجني عليها طافية بمياه نهر النيل بمنطقة قصر النيل بالقاهرة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيق مع المتهمين.