بالصور.. والدة طفلة الـ 8 شهور تروي لـ «المواطن» مأساة أبنتها
الجمعة 21/أكتوبر/2016 - 11:25 ص
إيمان عبدالعاطي
طباعة
مازال مسلسل الإهمال الطبي في مصر يواصل حلقاته المستمرة، فبرغم مرور مصر بثورتين متتاليتن، إلا أن الدولة مازالت ترفع شعار "يبقى الوضع على ما هو علية"، ليصبح الإهمال أشبه بالوباء سائد بين مؤسسات الدولة ومنها الصحة، والتي شهدت خلال الفترة الماضية عدد ليس بقليل من حوادث إزهاق العشرات من الأرواح ضحايا الإهمال الطبي، فهذه الواقعة نرصد من خلالها ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي، لطفلة تدعي بسملة شريف صابر لم تبلغ من العمر سوى 8 شهور، دخلت معهد الجهاز الحركي العصبي «شلل الأطفال» بإمبابة، لتركيب مفصل وشريحة برجلها اليسري، وخرجت من المستشفي جثة هامدة.
تلقى اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارا من المقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، بتلقيه بلاغًا من صفاء محمد نجيب، تبلغ من العمر 31 عامًا، ربة منزل، ومقيمة بمنشاة البكاري، يفيد بوفاة نجلتها بسملة شريف صابر البالغة من العمر 8 شهور، بمعهد الجهاز الحركي العصبي«مستشفي شلل الأطفال» بإمبابة بسبب إهمال ممرضة، وتحرر محضر بالواقعة، وبإحالتها للنيابة العامة، قالت أمام المستشار محمد الحسيني وكيل نيابة إمبابة، أنها ذهبت بإبنتها لتغيير مفصل برجلها اليسري، فطلب منها الطبيب كيس دم، بسبب وجود «أنيميا»، للطفلة، وبعدما أحضرته، وتم إعطائه للطفلة بدأت يديها تتحول للون الأزرق، وتظهر عليها أعراض تشنجات،فقامت الممرضة، بإعطائها حقنة ضد الحساسية، لكن حالتها ازدادت سوءا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، فأمر محمد الحسيني وكيل النيابة، بتشريح جثة الطفلة لمعرفة سبب الوفاة، وإستدعاء الممرضة لسماع أقوالها، وصدر القرار بسكرتارية محمد حسن،.
إلتقى «المواطن» مع صفاء محمد والدة الطفلة لتروي تفاصيل الواقعة، وتنهمر من عينيها الدموع، لتسيل على وجهها، حزنا على فراق نجلتها، قائلة: ذهبت ببسملة لمستشفي شلل الأطفال بإمبابة، لتغيير مفصل برجلها اليسري، وتركيب شريحة، فطلب مني الطبيب إجراء تحليل طبية، لإجراء العملية، وظهرت نتيجة التحاليل أن إبنتي تعاني من أنيميا ووصلت لــ 8، فقام الطبيب بإعطائها علاج حديد عدة أيام، لترتفع نسبة الحديد بالدم، وفعلًا ارتفعت لــ 10، فحينها قام الطبيب بتحديد معاد لإجراء العملية،وبعدما أجري العملية انخفضت نسبة الأنيميا لــ 9، فطلب مني الطبيب أن أذهب لمستشفي اليوم الواحد، لإحضار كيس دم، وبعدما أحضرته قامت أحدي الممرضات بالمستشفي وتدعي إحسان، بإعطائها الدم، دون فحصه، وكانت الساعة وصلت لمنتصف الليل، فقالت الممرضة: « لما يخلص كيس الدم صحيني، أو لما البنت تصحي من النوم» إلا أن جسمها لم يستجب للدم، وأخذي يديها تتحول للون الأزرق، وأعراض تشنجات، كان وقتها أذان الفجر، فذهبت مسرعة للطبيب، وقام بحقنها ضد الحساسية،إلا أنه زادت أعراض التشنجات عليها أكثر، وقامت بإستفراغ مادة بيضاء اللون، ثم بعدها دم.
فصمتت الأم قليلا، وهي تبكي، وأخذت تتحدث مرة أخرى لتستعيد ذاكرتها مشهد وفاة نجلتها أمام عينيها، لتتابع حديثها: قالت لي الممرضة «إحسان» أن نذهب لمستشفي الأمن المركزي خلف مستشفى شلل الأطفال، لعمل جلسة بخار، وتوصيل الأكسجين للطفلة، فبعد ذهبنا المستشفى، أخذت الطفلة تنزف دماء من أنفها وفمها، وتحول لون جسدها للأزرق، وكأنها لفظت أنفاسها الأخيرة، فبعدما ذهبنا المستشفى، طلب الطبيب إدخالها للعناية المركزة، إلا أنه وجدها جثة هامدة، فطلب مني الاتصال بالممرضة لإحضارها، وعندما ردت عليه وأخبرته بأنها ستأتي، تأخرت، وعندما حاولت الاتصال بها وجدتها أغلقت هاتفها المحمول، فذهبت للمستشفي لأسال عنها، لكنهم لم يدلوني بشئ.