يشغل بال الكثيرين البحث عن عادات وأنماط وأشكال الزواج والتى تختلف من محافظة لأخرى حسب طرق النشأة والتربية والتفكير ولا يخفى علينا مراعاة نقاط أخرى كحالة البلدة المادية السائدة، لذلك كان لزامآ علينا إيضاح أسرار عقائد الزواج الكامنة لدى عقول الشعب الاسماعيلى.
الاسماعيلية مدينة ساحرة مميزة تخطف عقول الكثيرين ممن يخطون فوق ترابها ولكن هنا يراودنا سؤال هام، هل ينال أهالى الاسماعيلية قسطآ من سحرها؟ وقبل أن أتطرق لﻹجابة على هذا السؤال فيجب أن أذكر الجميع بأن المحافظة تحوى أصول مختلفة فليس كل من يقطنها هو اسماعيلى أصلآ، يرجع ذلك الى هجرة أهلها الأصليين الى المحافظات المجاورة فترة المعارك الحربية الأخيرة وكذلك الحال فى مدن القناة الثلاث وحينما تم بنائهم من جديد، استقبلوا أصولآ أخرى ترجع لمحافظة الشرقية والدقهلية ومحافظات الصعيد وغيرهم، وإجابة السؤال هى نعم ولكن بنسب مختلفة والنصيب الأوفر يكمن فى كبار السن وقصصهم عن جمال البلدة وروعة تصميمها بالطرازين الفرنسى والإنجليزى.
لذلك نمى لدى البعض نسيج من الغرور يورثه لأبنائه وهذه النوعية هى أصعب البيوت التى يمكن أن تسمع يومآ زغاريد فرج تطل من شرفتهم، فهم ينتقون الأزواج والزوجات بفلاتر الأصل والحسب والنسب والطلة وربما الطول والوزن كما هو الحال مع متعصبى العرق الشركسى.
وآخرون تشغلهم الحياة المنعمة ورغد العيش يوهم من يعرفهم أنهم ذو جاه ومنصب وما أن تولج مسكنهم حتى تفاجئك البساطة فى أوهن أشكالها فهؤلاء يسلكون نهجآ يتسم بطيب الخلق ورقى حال الروح حتى تصبح نسيبآ قريبآ فيجترونك لأهوائهم التى تخدم مصالحهم فقط بمنتهى الأنانية.
على الجانب الآخر تجد شابآ خلوقآ ميسرآ بفتح السين و رب بيت ميسر بكسر السين همه الأكبر هو أن يرى ابنته فى بيت جدرانه الستر والراحة أو أن يرى ابنه سعيدآ لاختياره الزوجة الصالحة فى هذه الحالة لا يطلب الأب الكثير ففى المدن تختلف العادات قليلآ عن الريف فلا يتوقف الأب عند نقطة(الشبكة أو مكان الفرح أو عدد قطع العفش) ويلجأ الكثيرون الى المسكن الإيجار ويراعى الوالد ذلك نظرآ لتدهور المعيشة وصعوبة الحصول على قوت اليوم، فيتقاسمون محتويات عش الزوجية بقناعة ورضا لا بإلزام فليست هناك قاعدة ثابتة فى ذلك فممكن أن يشترى العريس غرفة نوم ومعيشة وأطفال وتتحمل العروسة المطبخ وأدواته والمفروشات والأجهزة الكهربائية أو يتبادلا محتويات المسكن حسب طاقاتهم المادية وحسب تقدير ظروف الطرفين.
وفى كل الأحوال فتبقى هناك قاعدة لﻷسف تمر عليها الأيام والسنون لتثبت وترسخ فى الأذهان ولا تتغير أو تتبدل وهى انفرادة شباب الاسماعيلية بالتكاسل والتباطؤ وعدم السعى فبالتالى تتولد لديهم حالات خطرة من اللامبالاه فيجوبون الشوارع ليكون كل همهم هو التقرب من الفتيات لكسر روتين يومهم لا لرغبة الزواج منهم وقصد أبوابهم لنيل الحلال، وأدرك الأهالى ذلك مؤخرآ فأصبحوا أكقر تيسيرآ على المتقدم لابنتهم لطلب الزواج، أو يفضلون الوافد من محافظات أخرى أكثر مراعاة لﻷصول والحقوق وأكثر صونآ(للعشرة)، وهنا أيضآ لا يعسرون الأمور بل يساهمون لتسهيل الحصول على سعادة أبنائهم.
و يجب التشديد على حقيقة تنام داخل كل بيت اسماعيلى، وهى أنه ليست هناك أية فرصة لجبر البنت على الزواج رغم وصول الكثيرات لسن العنوسة المحدد فى الأبحاث الاجتماعية والدراسات المجتمعية، كما يبارك الأهل اختيار الإبن أيآ كان فلابد أن يصلوا الى حالات من الرضا والمباركة المطلقة والسعى فى توطيد العلاقات مع الأسرة التى يبنون معها جسرآ أسريآ جديدآ.
فرغبات الزواج فى الاسماعيلية تنحصر فى شاب صادق وفتاة متعقلة وأسرة غير متعنتة و عش يراعى ظروف الطرفين واحتفال مميز بليلة الزفاف يحتوى أهل وأصدقاء ودائرة معارف العروسين، وما هو غير ذلك فهو شرخ فى نفوس نسبة لا يمكن التهاون بها لتصبح فى النهاية...
فئة تتلقى دعوات أفراح الغير.