"الشتاء".. الموت السريع لقاطني العشوائيات
السبت 29/أكتوبر/2016 - 10:45 ص
إسلام أبو خطوة
طباعة
مع قدوم فصل الشتاء من كل عام، يتجدد لهم مسلسل الرعب، آلاف من الأسر يعيشون مهددين بالموت غرقًا، أجبرتهم الحياة الضنكة والظروف المعيشية على الاستسلام لواقع الحال الرديئة، لسان حالهم شاكر المولى عز وجل على قضائه، لا يحلمون سوى الشعور بالأمان.
مع شروق صباح كل يوم جديد يتلفظون الشهادة بعدما عاشوا ساعات من الرعب الحقيقى فى فترات الليل، ظلام دامس، أمطار تتساقط على فراشهم المتواجد داخل غرف خشبية لا يتعدى مساحتها الأمتار القليلة.
أولى هذه المناطق العشوائية "عشش السكة الحديد" بالدقى، والتى لا تبعد سوى أمتار عن محطة مترو البحوث، تجد عالم آخر من المهمشين والبسطاء يجلسون في عشش خشبية فى سكون، مستسلمين لما كتب الله لهم، وجوههم يائسة، وقلوب محبطة من أمل نظرة الدولة لهم، مع قدوم فصل الشتاء، يرفعون أيديهم إلى المولى لحفظهم من الموت أسفل عششهم الخشبية.
"إحنا بنشوف الموت فى الشتا فى كل دقيقة".. هكذا استهل حمدى عبد العال، أحد أهالى سكان العشش، مشيرًا إلى أنه مازال نصف سكان المنطقة لا يتحصلون على شقق سكنية مما خصصتها الوزارة لهم، وفى فترات الليل من الشتاء القارص، ينهال عليهم بوابل من رصاص السقيع أثناء نومهم من خلال ثقوب الاخشاب التى قلما تحميهم من برد الشتاء.
ينهض صاحب الأربعين عامًا ليشير إلى غرفته التى لا تتجاوز الـ5 أمتار ويقول:"أنا ومراتى و5 عيال عايشين فى العشة دى ومافيش لا ميه ولا نور علشان بيقطع كتير بسبب الأمطار".
وتابع: "فى الليل مش بنعرف ننام علشان البرد اللى مش بيفارقنا كل لحظة، والأخشاب مش بتمنع البرد، وكمان لما بتنزل المطر تصبح هذه الأخشاب مبلله ونصبح نحن مهددون بالموت فى كل ثانية".
وأمام عشة متهالكة تعتليها أقمشة رثة تخرج منها روائح تشمئز منها الأنوف، يجلس شاكر عبد الحفيظ أحد الأهالى على كرسى خشبيى صغير ويقول: "يابيه إحنا مش بنام خالص ولو أسرتى نامت أنا ساعات بصحى علشان أحرصهم"، يشير عم "عبد الحفيظ" إلى أنه مثل عدد كبير من الرجال الذين لديهم القدرة على السهر يستغلون فترات الليل فى مراقبة العشش من اللصوص لمنع سرقتها.
وتابع: "فصل الشتا بيجى علينا زى يوم القيامة، نبقى مش عارفين نعمل ايه من البرد مش قادرين ننام ولا قادرين نحمى نفسنا من الكوارث"، يشير "عبد الحفيظ" إلى أن عدد من الأهالى فى الأعوام الماضية لقوا مصرعهم إثر تعرضهم لأسلاك كهرباء ملاصقة للمياه.
ومن منطقة عشش السكة الحديد بالدقى إلى سكان أهالى عزبة "عزيز عزت" بإمبابة، حيث تجد مساكن تشبه الكهوف، تهبط عن مستوى سطح الأرض أمتار، ومنازل عبارة عن عنابر مطولة من الناحتين غرف صغيرة لا تتجاوز الأمتار، يقطنون بها عشرات السكان ليصبحون أشبه بالفئران.
عزة سالم محفوظ، سيدة فى العقد الثالث من عمرها، تروي مأساتها وقصة ابنها الوحيد الذي راح ضحية الفقر والحرمان، وسط غرفة بسيطة لا تتجاوز مساحتها الأمتار تجد من أمامها المياه مختلطة بمياه المجاري تخرج منها روائح تشمئز منها الأنوف.
مع صباح كل يوم، تجد وجه ابنها الوحيد يزداد إصفرارًا، وجسمه يقل بعض الشىء، ظلت طيلة الـ5 أشهر تجوب به المستشفيات الحكومية أملاً فى شفائه، ولكن كانت الظروف الضنكة عامل كبير فى سلب روح فلذة كبدها وهو يعانى مرض الربو.
حال هذه الأم الثكلي لا يختلف كثيرًا عن الأمهات اللاتى تعشن فى هذه الكهوف المميتة، فبمجرد أن تطأ قدماك أرض العزبة تسمع أصوات صراخ من قلوب ظلت طلية الأعوام الماضية تعان الأهمال المتعمد، ومع قدوم فصل الشتاء إزدادت مأساتهم ومخاطر مساكنهم تارة أشبة بالمقابر وتارة أخرى تذكرة موت بسعر رخيص.
وبحسب روايات الأهالى فإن عددًا كبيرًا من السكان بالمنطقة لقوا مصرعهم صعقًا بالكهرباء المتلامس مع مياه الصرف المتواجد بشكل دائم داخل هذه الغرف.
مع شروق صباح كل يوم جديد يتلفظون الشهادة بعدما عاشوا ساعات من الرعب الحقيقى فى فترات الليل، ظلام دامس، أمطار تتساقط على فراشهم المتواجد داخل غرف خشبية لا يتعدى مساحتها الأمتار القليلة.
أولى هذه المناطق العشوائية "عشش السكة الحديد" بالدقى، والتى لا تبعد سوى أمتار عن محطة مترو البحوث، تجد عالم آخر من المهمشين والبسطاء يجلسون في عشش خشبية فى سكون، مستسلمين لما كتب الله لهم، وجوههم يائسة، وقلوب محبطة من أمل نظرة الدولة لهم، مع قدوم فصل الشتاء، يرفعون أيديهم إلى المولى لحفظهم من الموت أسفل عششهم الخشبية.
"إحنا بنشوف الموت فى الشتا فى كل دقيقة".. هكذا استهل حمدى عبد العال، أحد أهالى سكان العشش، مشيرًا إلى أنه مازال نصف سكان المنطقة لا يتحصلون على شقق سكنية مما خصصتها الوزارة لهم، وفى فترات الليل من الشتاء القارص، ينهال عليهم بوابل من رصاص السقيع أثناء نومهم من خلال ثقوب الاخشاب التى قلما تحميهم من برد الشتاء.
ينهض صاحب الأربعين عامًا ليشير إلى غرفته التى لا تتجاوز الـ5 أمتار ويقول:"أنا ومراتى و5 عيال عايشين فى العشة دى ومافيش لا ميه ولا نور علشان بيقطع كتير بسبب الأمطار".
وتابع: "فى الليل مش بنعرف ننام علشان البرد اللى مش بيفارقنا كل لحظة، والأخشاب مش بتمنع البرد، وكمان لما بتنزل المطر تصبح هذه الأخشاب مبلله ونصبح نحن مهددون بالموت فى كل ثانية".
وأمام عشة متهالكة تعتليها أقمشة رثة تخرج منها روائح تشمئز منها الأنوف، يجلس شاكر عبد الحفيظ أحد الأهالى على كرسى خشبيى صغير ويقول: "يابيه إحنا مش بنام خالص ولو أسرتى نامت أنا ساعات بصحى علشان أحرصهم"، يشير عم "عبد الحفيظ" إلى أنه مثل عدد كبير من الرجال الذين لديهم القدرة على السهر يستغلون فترات الليل فى مراقبة العشش من اللصوص لمنع سرقتها.
وتابع: "فصل الشتا بيجى علينا زى يوم القيامة، نبقى مش عارفين نعمل ايه من البرد مش قادرين ننام ولا قادرين نحمى نفسنا من الكوارث"، يشير "عبد الحفيظ" إلى أن عدد من الأهالى فى الأعوام الماضية لقوا مصرعهم إثر تعرضهم لأسلاك كهرباء ملاصقة للمياه.
ومن منطقة عشش السكة الحديد بالدقى إلى سكان أهالى عزبة "عزيز عزت" بإمبابة، حيث تجد مساكن تشبه الكهوف، تهبط عن مستوى سطح الأرض أمتار، ومنازل عبارة عن عنابر مطولة من الناحتين غرف صغيرة لا تتجاوز الأمتار، يقطنون بها عشرات السكان ليصبحون أشبه بالفئران.
عزة سالم محفوظ، سيدة فى العقد الثالث من عمرها، تروي مأساتها وقصة ابنها الوحيد الذي راح ضحية الفقر والحرمان، وسط غرفة بسيطة لا تتجاوز مساحتها الأمتار تجد من أمامها المياه مختلطة بمياه المجاري تخرج منها روائح تشمئز منها الأنوف.
مع صباح كل يوم، تجد وجه ابنها الوحيد يزداد إصفرارًا، وجسمه يقل بعض الشىء، ظلت طيلة الـ5 أشهر تجوب به المستشفيات الحكومية أملاً فى شفائه، ولكن كانت الظروف الضنكة عامل كبير فى سلب روح فلذة كبدها وهو يعانى مرض الربو.
حال هذه الأم الثكلي لا يختلف كثيرًا عن الأمهات اللاتى تعشن فى هذه الكهوف المميتة، فبمجرد أن تطأ قدماك أرض العزبة تسمع أصوات صراخ من قلوب ظلت طلية الأعوام الماضية تعان الأهمال المتعمد، ومع قدوم فصل الشتاء إزدادت مأساتهم ومخاطر مساكنهم تارة أشبة بالمقابر وتارة أخرى تذكرة موت بسعر رخيص.
وبحسب روايات الأهالى فإن عددًا كبيرًا من السكان بالمنطقة لقوا مصرعهم صعقًا بالكهرباء المتلامس مع مياه الصرف المتواجد بشكل دائم داخل هذه الغرف.