استيقظت من نومها مسرعة كي تصل إلى عملها مبكرًا، اتجهت صوب غرفة أبناءها كي تطمئن أنهم لا زالوا يغرقون في ثبات عميق، ثم همست في أذني ابنتها الكبرى قائلةً:" خلي بالك من أخواتك" ثم انصرفت، عادت إلى منزلها قرب منتصف الليل منهكة بعد أن انتهت من أداء وظيفتيها، بمجرد أن وطأت أقدامها داخل المنزل، تسلل إلى قلبها شعور بالخوف وكأنها تشعر بأن هناك كارثة في انتظارها، وجدت ابنتها "جهاد" تجلس بمفردها والدموع تغمر وجنتيها، تم قالت لها بصوت حزين "أنا رجعت من الشغل ملقتش آية في البيت".

حالة من الذعر سيطرت على الأم جعلتها تصرخ وتلطم خديها، وتسارع بالنزول إلى الشارع بحثًا عن ابنتها، تقول "فوزية السيد" والدة آية:" مش عارفة أعمل إيه عشان ألاقي بنتي بلغت الشرطة وقالوا هنحط رقمها تحت المراقبة ونعرف هي فين بس لحد دلوقتي مفيش أي حاجة حصلت".

تؤكد "فوزية" أن ابنتها اختفت يوم 229 وحتى تلك اللحظة لا تعلم عنها شيء، تعمل فوزية عاملة نظافة في عيادة أسنان صباحًا وفي عيادة أخرى بعد العصر من أجل الإنفاق على أبناءها الثلاثة بعد أن انفصلت عن أبيهم منذ عامين، تقول:" طول اليوم بشتغل عشان اكفيها هي واخواتها وادفع إيجار الشقة ومصاريف المدارس والدروس ومتبهدلة، لا بنام ولا قادرة أعيش وقلبي واجعنى عليها".

طرق عديدة لجأت إليها المرأة الأربعينية خلال رحلة البحث عن ابنتها، حيث سافرت إلى العديد من المحافظات لتحرير محاضر في أقسام الشرطة لتسهيل عملية البحث عنها في كل مكان:"احنا ساكنين في مساكن التبين في حلوان، دورت عليها في كل مكان فيها وسافرت أسكندرية والمنوفية والشرقية ورحت العتبة، دورت في الحدائق والمحلات والمستشفيات أنا كل اللي طلباه أنهم يحطولى رقمها تحت المراقبة لأنه الوسيلة الوحيدة اللي هتوصلنى ليها، رقمها 01129235145".