قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في رسالة وجهها لشعبه في اليوم العالمي للتسامح، أن دولة الإمارات لا تميز بين الأشخاص، ولا تهين أحدًا بناء على أصله أو طائفته أو دولته.

وقال محمد بن راشد في خطابه: "أحببت أن أوجه كلمات من القلب للأخوة المواطنين والمقيمين وأخص منهم جيل الشباب، ما زالت ذكرياتي عن مجلس والدي الشيخ راشد -رحمه الله- منذ أكثر من أربعة عقود حاضرة في ذهني إلى اليوم، وذكرياتي عن شكل المجلس وطبيعة رواده فكان المجلس يضم المواطنين صغيرهم وكبيرهم، مواطنين من قبائل ومن مذاهب وطوائف مختلفة، ومن أصول وأعراق مختلفة أيضا لكنهم جميعا مواطنون أمام راشد".

وأضاف: "كان أقربهم من راشد مجلسا أكثرهم عملا وتأثيرا في مجاله، فكان مجلس راشد يحتضن كل المقيمين من مختلف الديانات والجنسيات والثقافات، فقابلوا ذلك بمحبة وعرفان وولاء نعرفه وفيهم أبنائهم حتى اليوم، فكل المواطنين كان لهم نفس القدر من الاحترام والتقدير والحقوق والواجبات، وكان أقربهم من راشد مجلسا أكثرهم خدمة وعملا وتأثيرا في مجاله".

وأشار نائب رئيس الدولة، إلى أنه عرف الشيخ زايد بعد الاتحاد ونشأت بينهم علاقة الابن بأبيه والطالب بمعلمه وعرف مجلسه وعرف أخلاقه، وعرفت تقديره للناس فكان مجلسه مدرسة وحديثه مع الناس مدرسة، وتعامله مع الناس مدرسة فاستضاف الجميع في مجلسه دون النظر لأصولهم وطوائفهم وقبائلهم ومذاهبهم وداينتهم مضيفا أن الشيخ زايد أعطى وعلم الجميع وأحبهم جميعهم على الرغم ممن اختلافاتهم، لذلك دعا له الجميع بعد رحيله بل وأورثوا حبه لأبنائهم وأحفادهم، لافتا أن هذا هو ميراث زايد وراشد وأعظم ما تركوه لن هذه القيم والروح والأخلاق.

وتابع حاكم دبي، "أن أكثر ما يفاخر به الناس والعالم عند السفر ليس ارتفاع المباني ولا اتساع الشوارع ولا ضخامة الأسواق بل نفتخر بتسامح دولة الإمارات، وبأن الإمارات دولة يعيش بها الجميع على اختلافاتهم بمحبة وتسامح حقيقيين، ويعملون لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق".

وأضاف نائب رئيس الدولة: "أقول ذلك وقد لاحظت في الفترات الأخيرة وخاصة على بعض وسائل التواصل ما يعكر هذا التسامح التي تعيشه دولة الإمارات، نحن لا نفرق بين الناس ولا نهين أحدا بناء على أصله أو طائفته أو دولته، ولا نرى الناس إلا سواسية كما خلقهم الله لا فضل لأحد على غيره إلا بعمله وأخلاقه والتزامه بقانوننا ودستورنا واحترامه لدولتنا".

ووجه "راشد" رسالة لوزيرة التسامح قائلا: "أيها الأخوة والأخوات أصدر خليفة بن زايد، حفظه الله، رئيس الدولة، ووريث حكمة زايد، وتسامح زايد قبل فترة قانونًا لمكافحة التمييز والكراهية وفيه من المواد الرادعة ما يصون المجتمع وما يحفظ إرث زايد لنا وللأجيال القادمة، مضيفا: "توجيهاتنا لوزيرة التسامح بمتابعة تنفيذ هذا القانون وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا نريد إثارة نعرات طائفية أو عنصرية أو مذهبية في مجتمعنا، ولا نريد خلق فتن بين الناس ولا نريد أي تمييز بناء على لون أو طائفة أو أصل".

واستكمل: "نوجه الوزيرة بمتابعة تطبيق القانون ولا حصانة لأحد صغير أو كبير موظف أو مسؤول لأن مصلحتنا جميعا هي أن نحافظ على سمعة دولتنا، مصلحتنا في ترسيخ مجتمع متسامح مترابط متلاحم مصلحتنا جميعا في حماية إرث زايد، مصلحتنا جميعا حماية الإمارات، وأهم مكتسبات الإمارات هي قيمها وأخلاقها ومبادئها التي يحترمنا العالم من أجلها والتي نريد أن ننقلها للأجيال القادمة بإذن الله".

واختتم خطابه: "وفقني الله وجميع إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين لكل ما فيه خير ومصلحة هذا البلد العظيم".