تُعد قضية مكافحة الإرهاب من أبرز القضايا التي تشغل بال رؤساء وملوك جميع الدول العربية والغربية في الوقت الحالي، خاصةً بعد انتشاره في بعض الكثير من الدول العربية خلال الفترة الماضية وخاصةً في مصر، وهو ما دفع صحيفة الرياض السعودية إلى أن تدعو جميع الدول العربية منها والأوروبية أن تقف بجانب مصر خاصةً في ملف مكافحة الإرهاب، وأن يكون ذلك فوق أي أجندات ضيقة أخرى.
وفي هذا السياق يرصد حق المواطن ، تعليقات بعض السياسين على دعوة الرياض السعودية، والتعرف على أسبابها.
الرياض تدعو الجميع للوقوف بجانب مصر
دعت صحيفة الرياض السعودية الجميع إلى دعم مصر وخاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن مصر واستقرارها يجب أن يكون فوق أي أجندات ضيقة.
وقالت فى افتتاحيتها اليوم الجمعة، بعنوان مصر وصراع الأجندات الضيقة ، إن الوطن العربى يئن اليوم تحت تحديات لا يخفى عنا ما هي وما طبيعتها، بعض تلك التحديات تضغط باتجاه تغييرات وجودية لدول هى ركيزة فى وطننا العربى، وتداعى تلك الدول وانهيارها لا محالة مؤثر على باقي دول المنطقة ومنها دول الخليج، يدرك ذلك كل العرب دولاً وشعوباً، فاللحظة التى نمر بها ليست لحظة تنافس سياسي يمكن أن تهضمها المنطقة وتتعامل معها، بل نحن فى لحظة إمعان فى تعميق التأزم العربي إلى ما لا نهاية، يدفع بذلك أيدي فى الداخل والخارج على حد سواء.
وأضافت أن مصر إحدى الدول الركيزة فى الوطن العربي وما فتئت تسعى لاستنهاض قواها بعد ثورتين فى عامين، وقالت فمصر أكبر من أى تيار سواء من الإخوان المسلمين أو غيرهم، فالمهم هو نهضة مصر واستقرارها وتفعيل دورها وأخذها لمكانها ومكانتها، ولا نرى نحن أن فائدة قد نرجوها فى المنطقة بأن تصاب مصر بوعكة أو مرض قد يعيقها عن ممارسة دورها وتابعت ولنا أن نتخيل حجم التأذى الإقليمى والدولى من ضعف مصر فقط .
وأكدت الصحيفة، أن القاهرة لديها دور تقوم به ويجب دعمها من الدول الغربية قبل دول الخليج، لا سيما فى مكافحة الإرهاب الذى يمتد اليوم بشكل خطير فى الشمال الإفريقي، وسيمتد إلى السواحل الأوروبية قريباً، إن لم يتم معالجته فى إطار التعاون المشترك، وأول خطوة هو دعم استقرار مصر ومنحها الفرصة والكف عن التأليب وحشد الشارع واستغلال الحوادث، فلذلك مآلات خطيرة لا يمكن قبولها أو تحملها.
وقالت إن مصر واستقرارها يجب أن يكون فوق أى أجندات ضيقة، فهى أكبر من شخص أو حزب أو جماعة، وإن من الضروري أن نتنبه إلى فلسفة القوى الكبرى، ورأيها فى الدور المستقبلي للدول العربية فى المنطقة، ورغبتها استحضار نماذج قد تتوأم مع المبادئ والمصالح الغربية، وهذا يجب أن يجعلنا متيقظين فى دول الخليج بألا نستخدم على كل المستويات، ومن دون أن نشعر لتنفيذ هذه الغايات والمبادئ، التي ستضر بمصالح بعضنا البعض، فللمملكة اليوم مصالح مباشرة متنوعة فى مصر، وضرر القاهرة سيترتب عليه ضرر الرياض كعمق استراتيجى خليجى، وسيمتد هذا الضرر للعواصم الخليجية دون استثناء، لنكتشف بعد ذلك حجم الخسارة الفادحة التى لن تعوض .
ضمانة الأمن القومي
أكد الدكتور إبرهيم عيسى، عضو حزب الوفد، أن دعوة صحيفة الرياض السعودية باقي الدول العربية إلى دعم مصر وخاصة فى مجال مكافحة الإرهاب، طبيعية خاصةً في ظل الظروف التي تعاني منها مصر الآن .
وأضاف عيسى، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن جميع الدول العربية تعلم جيداً أن مصر هي ضمانة الأمن القومي للخليج كله، خصوصاً أمام الهاجس الذي يراوض بعض دول الخليج من إيران .
زواج لا طلاق منه
أكد عمرو علي، عضو المكتب السياسي لتكتل القوة الثورية، أن دعوة الرياض للجميع بالوقوف بجانب مصر شيء متوقع، لافتاً إلى أن الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن السعودية هي فناء مصر الخلفي وكذلك مصر بالنسبة للسعودية .
وأضاف علي، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أنه هناك ارتباط مصائر بين مصر والسعودية بشكل يجعل من أي خلاف وقتي يتوارى مع القيمة الاستراتيجية للبلدين، مشيراً إلى أن سقوط الرياض هو سقوط للقاهرة والعكس أيضاً صحيح، خاصةً ونحن نتحدث عن موضوع تتعرض له البلدين بضراوة هذه الايام وهو الارهاب .
وأوضح علي، أن قادة البلدين والسياسيين يعلمون جيداً أن أي خلاف يجب أن لا ينسيهما وحدة المصير، لذلك يأتي تحليل الجريدة السعودية ضمن هذه السياسة العامة .
وقال عضو المكتب السياسي لتكتل القوة الثورية، إننا شاهدنا أن الإختلاف المصري السعودي العميق في الموضوع السوري لم يقلل من حجم التعاون بينهما في كل المجالات، إيماناً بأن حلف القاهرة والرياض هو زواج لا طلاق منه لصالح العروبة والدولتين .
الحليف الاستراتيجي
أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن دعوة جريدة الرياض السعودية إلى كل البلاد العربية والأوروبية بدعم مصر فى كل المجالات، وخاصةً فى مجال مكافحة الإرهاب، رؤية عميقة من الجريدة لكل ما يجري في الساحة الإقليمية والدولية، وأن التحالفات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وإنهاء الخلاف الأمريكى الإيرانى سيجعل المنطقة العربية تدخل فى إطار المشروع التوسع الإيرانى.
وأضاف الشهابي، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن ارتباط تركيا بحلف الناتو، وعدم الوثوق فيها كحليف استراتيجي، يقول بوضوح بأنه لاتوجد سوى مصر بشعبها وقواته المسلحة هي الحليف الاستراتيجى الذى يعتمد عليه العرب وفى القلب منها السعودية لمواجهة كل الأخطار التى تهدد بقاء الأمة العربية وتماسك دولها.
وأوضح الشهابي، أن دعوة جريدة الرياض جاءت لأن انتصار مصر فى هذه المعركة هو انتصار للعرب على المدى القريب والمدى الكبير، لافتاً إلى أن الجريدة تقصد من قولها بأن مصر واستقرارها يجب أن يكون فوق أي أجندات ضيقة، تلك التحالفات مع تركيا وإنشاء قاعدة لتركيا فوق الأراضي القطرية، وإقرار أن كل الدول المتحالفة مع الدول العربية لها مصالح تخدم دولها بشكل مباشر إلا مصر المستقرة فهي تخدم كل الدول العربية مباشرةً.
أكبر الدول التي تحارب الإرهاب
أكد مصطفى جمال، الباحث السياسي، أن العائلة الحاكمة في بلاد الحجاز والتي أطلقت على الدولة نفسها إسمها، لديها الكثير من الهواجس والتخوفات من أي شيء يهدد عرشها خاصةً الإرهاب، ولذا هي على استعداد تام لفعل أي شيء لحماية عرشها.
وأضاف جمال، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أنه بما أن السعودية لا تملك القدرة ولا الخبرة الكافية لمكافحة الإرهاب وحدها، فمن الطبيعي أن تدعم أكبر دول المنطقة التي تحارب الإرهاب من مستهل الثمانينات وهي مصر.