خرجن للعمل بحثًا عن لقمة العيش.."أمال" و"صباح" و"عدلية" ستات بميت راجل
الأحد 27/نوفمبر/2016 - 01:00 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
ابتسامة لا تفارق ملامحهن وشعلة من النشاط استقرت بأبدانهم، تغمر السعادة وجوههن وكأنهن لا يحملن همًا ولا يشعرن بضيقً، يستقبلون الحياة بصدر رحب، فيتسامرون ويتبادلون أحاديثًا مشوقة طامحين في الخروج من بوتقة الفقر التي ألتفت حولهم كالثعبان، رافعين شعار "ضل راجل ولا ضل حيطة".
هؤلاء نساء تماثلت ظروفهم، جمعهم ذاك الرصيف ليعلن عن رغبتهن في تحصيل الرزق، بعد أن رفض أزواجهن تحمل المسؤولية، تجلس الحاجة أمال علي كرسيها تضع أمامها منضدة صغيرة عليها بعض أكياس العيش، الذي صار مصدرها الدائم للرزق منذ 13 عامًا، بعد أن أعلن زوجها تخليه عن العمل: "جوزي نايم في البيت وأنا اللي بصرف عليه هو والعيال، كان شغال حداد مسلح ودلوقتي عاطل، بحجة أن مفيش شغل".
تؤكد المرأة الخمسينية أن زوجها سافر إلى ليبيا 3 سنوات للعمل، ولم تعلم عنه شيء في تلك الفترة، وتضيف: "جوزت البنات والولد لسه، وطبعًا عليا أقساط وديون كبيرة من جهازهم، وعايشة ومستحملة زي ما المثل قال، ضل راجل ولا ضل حيطة"، تتحدث الحاجة "أمال" عن واقعها المؤلم الذي تحول إلى موضع سخرية مثيرة للشفقة في نظرها.
وتتابع: "مش فارق معايا حاجة، العمر ضاع وحياتي مش هتتغير، أنا بنزل من 9 الصبح لحد بعد العشا وهو نايم في البيت، المطرة تغرقني واتبهدل وهو مش في دماغه، وأنا مجبرة أشتغل كل يوم علشان لو قعدت مش هنلاقي ناكل"، تلتقط منها أطراف الحديث الحاجة "صباح" رفيقتها في الرصيف، التي وجدت في بيع البرسيم رزق وفير لها، بعد أن قضت 16 عامًا تعول أسرتها لكون زوجها عاطل عن العمل.
تؤكد صباح أن زوجها كان يعمل "مبيض محارة" وبعد أن تخلى عن العمل أصبحت هي العائل الوحيد للأسرة: "فرشت حبة هدوم على الرصيف ولما البيع قل خالص بقيت أجيب برسيم والحزمة بنص جنيه، بصرف على تعليم عيالي وكلهم على وش جواز والعريس اللي بيجي بنرفضه لأني مش قادرة أجهزهم، وأبوهم ولا في باله".
تشاركهم في الرصيف الحاجة "عدلية على" صاحبة الـ60 عامًا، تجلس برفقتهم فتندمج معهم تارة وتذهب في عالم آخر من التفكير المرهق تارة أخرى، فيظهر على وجهها حزن عميق تصحبه بابتسامة حتى لا يلاحظها أحد، مضي 24 عام ولا زالت المرأة الستينية تحمل على عاتقها مسؤولية أسرتها المكونة من 6 أفراد: "جوزي جاله عجز في أيده وأنا اللي بصرف على البيت، ابنى الوحيد متجوز وبياخد فلوس من الناس ويقولهم خدوا من امي".
وتتابع: "زود الهم عليا ربنا يسامحه وبدفع ليه ديونه بدل ما يجيب لينا العار وحد يسجنه، احنا صعايدة ودمنا حامي، وجوزي كان بتاع بطاطا وملهوش معاش، والكشك اللي كان حيلتنا بتوع المحافظة شالوه، مفيش حاجة بتهون عليا الحزن غير الحاجة امال وصباح، اللي متضايقة من حاجة بتحكي وبنشارك بعض، لأننا في مركب واحدة وهمنا واحد".
هؤلاء نساء تماثلت ظروفهم، جمعهم ذاك الرصيف ليعلن عن رغبتهن في تحصيل الرزق، بعد أن رفض أزواجهن تحمل المسؤولية، تجلس الحاجة أمال علي كرسيها تضع أمامها منضدة صغيرة عليها بعض أكياس العيش، الذي صار مصدرها الدائم للرزق منذ 13 عامًا، بعد أن أعلن زوجها تخليه عن العمل: "جوزي نايم في البيت وأنا اللي بصرف عليه هو والعيال، كان شغال حداد مسلح ودلوقتي عاطل، بحجة أن مفيش شغل".
تؤكد المرأة الخمسينية أن زوجها سافر إلى ليبيا 3 سنوات للعمل، ولم تعلم عنه شيء في تلك الفترة، وتضيف: "جوزت البنات والولد لسه، وطبعًا عليا أقساط وديون كبيرة من جهازهم، وعايشة ومستحملة زي ما المثل قال، ضل راجل ولا ضل حيطة"، تتحدث الحاجة "أمال" عن واقعها المؤلم الذي تحول إلى موضع سخرية مثيرة للشفقة في نظرها.
وتتابع: "مش فارق معايا حاجة، العمر ضاع وحياتي مش هتتغير، أنا بنزل من 9 الصبح لحد بعد العشا وهو نايم في البيت، المطرة تغرقني واتبهدل وهو مش في دماغه، وأنا مجبرة أشتغل كل يوم علشان لو قعدت مش هنلاقي ناكل"، تلتقط منها أطراف الحديث الحاجة "صباح" رفيقتها في الرصيف، التي وجدت في بيع البرسيم رزق وفير لها، بعد أن قضت 16 عامًا تعول أسرتها لكون زوجها عاطل عن العمل.
تؤكد صباح أن زوجها كان يعمل "مبيض محارة" وبعد أن تخلى عن العمل أصبحت هي العائل الوحيد للأسرة: "فرشت حبة هدوم على الرصيف ولما البيع قل خالص بقيت أجيب برسيم والحزمة بنص جنيه، بصرف على تعليم عيالي وكلهم على وش جواز والعريس اللي بيجي بنرفضه لأني مش قادرة أجهزهم، وأبوهم ولا في باله".
تشاركهم في الرصيف الحاجة "عدلية على" صاحبة الـ60 عامًا، تجلس برفقتهم فتندمج معهم تارة وتذهب في عالم آخر من التفكير المرهق تارة أخرى، فيظهر على وجهها حزن عميق تصحبه بابتسامة حتى لا يلاحظها أحد، مضي 24 عام ولا زالت المرأة الستينية تحمل على عاتقها مسؤولية أسرتها المكونة من 6 أفراد: "جوزي جاله عجز في أيده وأنا اللي بصرف على البيت، ابنى الوحيد متجوز وبياخد فلوس من الناس ويقولهم خدوا من امي".
وتتابع: "زود الهم عليا ربنا يسامحه وبدفع ليه ديونه بدل ما يجيب لينا العار وحد يسجنه، احنا صعايدة ودمنا حامي، وجوزي كان بتاع بطاطا وملهوش معاش، والكشك اللي كان حيلتنا بتوع المحافظة شالوه، مفيش حاجة بتهون عليا الحزن غير الحاجة امال وصباح، اللي متضايقة من حاجة بتحكي وبنشارك بعض، لأننا في مركب واحدة وهمنا واحد".