"4 لتر بنزين وزود الميه" جملة يمزح بها الزبائن معه، لكنهم يدركون مدى أمانته وإخلاصه في عمله، في شارع جسر المنشية بمنطقة "منشأة البكاري" التابعة لمحافظة الجيزة، يقف "طارق رفعت"، ويملأ "الجراكن" بعناية وحرص شديدين بناءًا على طلب زبائنه من سائقي "التوك توك" و"الموتوسيكلات" يستقبلهم بابتسامة عريضة ونفس راضية فيبادلوه التحية والسلام.

قرر "طارق رفعت" صاحب الـ42 عامًا العمل في "كشك البنزين" برفقة صاحبه بعد أن ضاق به الحال بعد ثورة الـ25 من يناير وانخفاض راتبه، تخرج "طارق" من كلية السياحة والفنادق وعمل طباخًا بإحدى المطاعم في الغردقة، لكن تدهور الحال عقب الثورة، وقرر العودة إلى مسقط رأسه بمنشأة البكاري، ليبحث عن عمل يكفي احتياجات اسرته.

يعمل طارق بـ "كشك البنزين" مع صاحبه الذي قرر فتحه منذ عامين بعد ظهور أزمة البنزين وارتفاع أسعاره: "البنزينات اللي هنا كلها بعيدة على الناس أحنا وفرنا عليهم المسافة"، يقوم "طارق" بإحضار البنزين والزيت من ناهية وكرداسة والبنزينات الموجودة بالقرى الصغيرة، ويؤكد أنه لا يكون عليها إقبالًا: "لما بناخد منها مش بيحصل عجز لأن في فائض للبنزين".

يحرص "طارق" على بيع البنزين والزيت فقط، ويؤكد أن السولار ليس عليه إقبال، يعمل منذ الـ6 صباحًا حتى الـ6 مساءً، بينما يتولى صاحبه العمل ليلًا، ويؤكد الرجل الأربعيني أنه تعرض للكثير من المواقف الصعبة منذ أن بدأ عمله: "مرة جيه واحد شارب بليل وخد مني 10 لتر بنزين ومشي من غير ما يدفع"، موضحًا أن هذا الكشك وفر الكثير من الأعباء والمتاعب على أهل المنطقة والسائرون على الطريق الدائري: "في ناس بتكون عطلانة على الدائري بدل ما يسيبوا العربيات ويمشوا بينزلوا السلم بس وبيشتروا الكمية اللي محتاجينها".