مهرجان "دبي" يسرق الشهرة من نظيره "القاهري".. وخبراء: "السبوبة"
ورغم ما تمثله مصر في صناعة السينما العربية من حضور قوي يتمثل في امتلاكها أفضل نجوم الفن على مر تاريخ السينما العربية، وامتلاء جعبتها بأفضل وأقوى أفلام السينما أيضًا، إلا أنها فقدت السيطرة على صعيد المهرجانات الدولية العربية والعالمية، لاسيما وأن مهرجان دبي السينمائي الدولي، والذي ولد حديثًا وتم تأسيسه من 13 عاما فقط، بدأ يأخذ منعطف القوة ويزحزح مهرجان القاهرة السينمائي من فوق القمة، حتى اعتلى الصدارة كأقوى مهرجان عربي، كما إنه يزاحم المهرجانات العالمية في جميع التصنيفات.
ومع كثرة المشاكل التنظيمية التي يواجهها مهرجان القاهرة الدولي عام تلو الآخر، بدأ أكثر نجوم الفن العربي قبل العالمي في فقدان الثقة في مصداقيته، وتنافروا بعيدًا عنه تاركين أقدم وأعرق مهرجانات المنطقة، ليتسابقوا على حضور مهرجان دبي السينمائي الذي شيد حديثًا، دون أن يكتسب الخبرة التنظيمية والفنية إلا أنه استطاع أن يضع نفسه بين الكبار.
"المواطن"، يرصد لكم أهم النقاط، التي جعلت أغلب نجوم الفن يتسابقون على مهرجان دبي السينمائي الدولي.
نادر عدلي "السبوبة"
قال نادر عدلي، الناقد الفني، إن مهرجان القاهرة السينمائي يعتبر من أقدم وأعرق مهرجانات المنطقة العربية، التي تحاول بأكملها أن ترتدي ثوبه، وتسير على خطواته، بأسلوب أكثر تنظيمًا.
وأضاف "عادلي"، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن مهرجان دبي السينمائي، يمتلك قدرة تسويقية كبيرة لا يمتلكها نظيره المصري، موضحًا أن المقارنة بينهما ظلم لمهرجان القاهرة الدولي، لافتًا "يجب أن نضع أيدينا على الأخطاء حتى نتجنبها فيما بعد.
وتابع، أن مهرجان دبي السينمائي الدولي، يشرف عليه الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو ما يعطي للمهرجان اهتمام كبير عن غيره، بما يرجع إلى إشراف الدولة.
واستطرد: " يمتلك مهرجان دبي الأموال الطائلة، التي تتعدى الـ15 مليون دولار، منوهًا أنها كلمة الفصل التي تعمل على نجاحه تنظيميًا، وتنفرد به بعيدًا عن زخم المهرجانات العربية.
واختتم حديثه: "على مهرجان القاهرة الدولي أن يسترجع أوراقه التنظيمية، ويعيد هيكلته التنظيمية بصورة احترافية، تعود عليه بالنفع وتتجنب الأخطاء، التي وقع فيها بالسابق، حتى يسترجع قوته ويعود كبيرًا كما كان".
البشلاوي: الوهج و"السيط"
فيما رأت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن أسباب تراجع مهرجان القاهرة الدولي أمام نظيرة في دبي، يرجع إلى الوهج و"السيط" والبهرجة التي يتخذها الأخير خلال الدعاية له، والتي تتكلف أموال باهظة.
وقالت البشلاوي في تصريح خاص لـ"المواطن" أن توجه نجوم الفن العربي والمصري بوجه الخصوص إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي، يرجع الى ما اسمته بـ"السبوبة"، لاسيما وإن نجوم العالم أيضاً يهرولون إليه لنفس السبب.
وأضافت أن جميع الأفلام العالمية التي تعرض في دبي السينمائي لأول مرة، يدفع فيها مبالغ كبيرة جدًا، لا يقوى عليها مهرجان القاهرة السينمائي ذو الإمكانيات المادية الضعيفة، مقارنةً بمهرجان دبي السينمائي الدولي.
واستطردت أن السيط والغنى هو ما جعل "دبي" يغرد منفرداً، لاسيما وإننا كأعلام رددنا كثيرا عن قوته وحيازته على المركز الاول عربياً، وهو ما أدى الى مزاحمته لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي العريق والكبير.
وتابعت :" مهرجان القاهرة السينمائي، من يديره اثنين "فعولية" غير معنين أكثر من الجانب الأدبي، الذي يقايدوا عليه، بجانب الأموال التي يجنوها منه على هيئة مكافأت".
واختتمت حديثها قائلة:"هناك فرق كبير بين الاخلاص في المشروع الثقافي الذي تقوم بانشاءه، وفرق بين إنك لا تدعم بالأموال وتعمل بمقولة:"هنعمل على قد فلوسهم".
الإمكانيات فقطوقال الناقد الفني أسامة عبد الفتاح، إن الإمكانيات وحدها، هي ما تصنع فارق بين مهرجان القاهرة الدولي، ونظيره في "دبي".
وقال عبد الفتاح، في تصريح خاص لـ"المواطن"، إن كنت تمتلك الأموال فستصبح كبيرًا، وهو ما يفتقده مهرجان القاهرة السينمائي، الذي يضع له مصاريف 6 مليون جنيه، بجانب حصوله على مليون من خارجه، لافتًا أنه مبلغ غير متكافئ بالنسبة لمهرجان دبي، الذي ينفق عليه حوالي 15 مليون دولار.