"أورطة عيال" و"قروض متكومة" على آمال.. "الجهل يعمل أكتر من كده"
السبت 10/ديسمبر/2016 - 02:53 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
غرفة متسعة توارت ملامحها خلف أعمار متفاوتة لأطفال صغار، فتبدو لأول وهلة وكأنها "حضانة" يلهون بها منتظرين قدوم أولياء أمورهم وقت الرحيل، تجلس بينهم امرأة تتشح بجلباب أسود، وتعصب رأسها بـ"إيشارب" قاتم السواد، تتطلع في وجهوهم بين الحين والآخر في انتظار مصيرهم المجهول.
مصائب كثيرة التفت حول عنق الحاجة "آمال محمود" على حد وصفها، بدأت بموت زوجها وانتهت بهروب زوج ابنتها من دفع القروض المتراكمة عليه: "جوز بنتى أشترى عربية ملاكي يشتغل عليها وأنا اللي جبتله القرض بالبطاقة بتاعتي وبتاعة بنتى وأختها، ولما الفلوس أتكومت عليه طفش وبقيت أسدها أنا وبناتي الاتنين بدل ما نتحبس أحنا 14 نفر في أوضة واحدة، وبنتى قاعدة بعيالها الـ4 وكلنا".
تؤكد المرأة الخمسينية أن الفوضى التي يعيشون فيها سببًا في كثرة الإنجاب: "لو كنا فاهمين الدنيا كويس ومتعلمين مكنش ده بقى حالنا، بناتي شغالين في البيوت وأنا قاعدة هنا بالعيال أخد بالي منهم، وجوز البت منعرفش حاجة عنه بقاله سنة، والتانية بعد ما كتبنا كتابها اتطلقت وأهل الواد عاوزين الشبكة، وانا بعتها علشان أجهزها بيها، وبدل ما كان هم واحد بقوا اتنين وربنا يقويني".
تخرج الحاجة آمال "كيس بسكويت" من الدولاب وتعطيه لحفيدها بعد أن أجهده البكاء فينقض عليه وكأنه لما يأكل منذ مئات السنين، ثم تستدير يسارًا لتضع "الببرونة" على فم أخيه الرضيع ليغرق في سبات عميق، ثم تواصل حديثها قائلة: "أنا معنديش إمكانيات هى دي عيشتى وهي دي حياتي، والناس هنا وحشين ياكلوا لحم البنى آدم، وأخر حاجة بعت الأنبوبة علشان أسد القروض، وابنى عمل حادثة في رجله وعجز ومش بيشتغل، وانا والبنات اللي بنصرف".
وتضيف المرأة الخمسينية: "إيجار الأوضة 50 جنيه والنور مش بندفعه من أيام الثورة، والعيال مقدرتش أعلمهم وهي كنبة اللي حيلتنا العيال الصغيرة بتنام عليها والباقي بيناموا على الأرض علشان بتسعنا كلنا، كان نفسي عيالي يبقى عندهم طموح وميخيبوش خيبتى ويعلموا نفسهم، بس ورثوا الفقر والاستسلام مننا، الجهل هو اللي عمل فينا كنا لو كان أهلنا دخلونا مدارس مكنش هيبقى ده حالنا".
مصائب كثيرة التفت حول عنق الحاجة "آمال محمود" على حد وصفها، بدأت بموت زوجها وانتهت بهروب زوج ابنتها من دفع القروض المتراكمة عليه: "جوز بنتى أشترى عربية ملاكي يشتغل عليها وأنا اللي جبتله القرض بالبطاقة بتاعتي وبتاعة بنتى وأختها، ولما الفلوس أتكومت عليه طفش وبقيت أسدها أنا وبناتي الاتنين بدل ما نتحبس أحنا 14 نفر في أوضة واحدة، وبنتى قاعدة بعيالها الـ4 وكلنا".
تؤكد المرأة الخمسينية أن الفوضى التي يعيشون فيها سببًا في كثرة الإنجاب: "لو كنا فاهمين الدنيا كويس ومتعلمين مكنش ده بقى حالنا، بناتي شغالين في البيوت وأنا قاعدة هنا بالعيال أخد بالي منهم، وجوز البت منعرفش حاجة عنه بقاله سنة، والتانية بعد ما كتبنا كتابها اتطلقت وأهل الواد عاوزين الشبكة، وانا بعتها علشان أجهزها بيها، وبدل ما كان هم واحد بقوا اتنين وربنا يقويني".
تخرج الحاجة آمال "كيس بسكويت" من الدولاب وتعطيه لحفيدها بعد أن أجهده البكاء فينقض عليه وكأنه لما يأكل منذ مئات السنين، ثم تستدير يسارًا لتضع "الببرونة" على فم أخيه الرضيع ليغرق في سبات عميق، ثم تواصل حديثها قائلة: "أنا معنديش إمكانيات هى دي عيشتى وهي دي حياتي، والناس هنا وحشين ياكلوا لحم البنى آدم، وأخر حاجة بعت الأنبوبة علشان أسد القروض، وابنى عمل حادثة في رجله وعجز ومش بيشتغل، وانا والبنات اللي بنصرف".
وتضيف المرأة الخمسينية: "إيجار الأوضة 50 جنيه والنور مش بندفعه من أيام الثورة، والعيال مقدرتش أعلمهم وهي كنبة اللي حيلتنا العيال الصغيرة بتنام عليها والباقي بيناموا على الأرض علشان بتسعنا كلنا، كان نفسي عيالي يبقى عندهم طموح وميخيبوش خيبتى ويعلموا نفسهم، بس ورثوا الفقر والاستسلام مننا، الجهل هو اللي عمل فينا كنا لو كان أهلنا دخلونا مدارس مكنش هيبقى ده حالنا".