مديحة وزوجها يواجهان الجوع بـ"رغيف عيش مبلول" و"حبة ملح"
السبت 10/ديسمبر/2016 - 03:21 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
"أحنا فعلا كلناها بملح زى ما المثل بيقول" بنبرة حزينة يخفق لها القلب وتدمع لها العينان، وتنصت لها الأذنان، تتحدث الحاجة مديحة واصف، وقبل أن تستغرق في حديثها أشارت لزوجها بالمكوث إلى جوارها ليسترجعا مأساة طويلة عاشاها معًا، ومازالت مستمرة لتلك اللحظة، ذاقا فيها ألم المرض والجوع، والذل والفقر.
تلخصت حياة الحاجة "مديحة" وأسرتها المكونة من 6 أفراد داخل غرفة تكسوها الأتربة، وتغمرها كراكيب حوت ضروبًا من الحشرات، فتتعثر الأقدام من ضيق المكان، ومن نوم البعض على الأرض، فضلًا عن الملابس المتناثرة في أنحاء الغرفة:"دي زريبة مش أوضة بس العين بصيرة والإيد قصيرة، نصيبنا نعيش كده".
على الجانب الآخر تجلس ابنتها "سحر" التي التزمت الصمت، تداعب صغيرتها بين الحين والآخر دون أن يلاحظ أحدًا بعدما "طفش" زوجها وتركها "زي البيت الوقف لا متجوزة ولا مطلقة"، تؤكد الحاجة "مديحة" أن زوج ابنتها كان سيئ السلوك ولا يتحمل المسؤولية، تزوجها في غرفة تخلو من الأثاث ولم يكن له عمل دائم: "شوية عربجى وشوية سواق، بس قلت أسترها ومش مهم العفش، وفي الآخر طلع ندل وسابها ومنعرفش حاجة عنه من سنتين".
تبكي الطفلة وتنظر لأمها من شدة الجوع، فتلتفت الأم يمينًا ويسارًا لعلها تجد ما يسد جوع صغيرتها، لكن الدموع استبقتها وسالت على خديها أثر شعورها بالعجز، من هنا أسرعت الحاجة "مديحة" وأحضرت كوبًا من الماء، وضعته على النار ليكتسب الدفئ، ثم أضافت إليه بعضًا من السكر ووضعته في "الببرونة" وأعطته للرضيعة، مرت لحظات واستغرقت الطفلة في النوم، ومازالت أمها جالسة لا تبرح مكانها في صمت تام مندهشة لحالها التي تعجز عن التأقلم معه.
"مفيش فلوس نجيب لبن ليها ومش بترضى ترضع من أمها"، يمضي اليوم والحاجة مديحة لا تغادر مكانها بعد أن تمكن المرض من جسدها وأصابها بالعجز التام: "رجلى اتكسحت وسدرى تاعبنى وبقالنا 15 سنة عايشين كده وعيالي كل واحد مكفي نفسه وكلهم أرزاقية على باب الله".
أنغمرت المرأة الستينية في البكاء ليتلقط زوجها أطراف الحديث قائلًا: "انا ممنوع من الشغل بس اشتغلت غفير عشان ممدش إيدي لحد حتي التموين مش بنجيبه لأننا معملناش الورق"، يؤكد الرجل السبعيني أن صاحب العمل يخصم من راتبه دائمًا لكونه مريض ويعمل قدر اسطاعته: "لما بتأخر شوية أو بتعب بيخصم ليا لحد ما أقبض 10 جنيه وإيجار الأوضة لوحده 70 جنيه".
"رغيف عيش مبلول" و"حبة ملح" هما طعام الأسرة المعتاد، وما عدا ذلك فيكون مساهمة من أهل الخير: "بنقضيها وراضيين الحمد لله، نفسي الظروف تحسن واقدر أجيب باب للأوضة بدل الباب الخشب المتكسر واهو يسترنا".
تلخصت حياة الحاجة "مديحة" وأسرتها المكونة من 6 أفراد داخل غرفة تكسوها الأتربة، وتغمرها كراكيب حوت ضروبًا من الحشرات، فتتعثر الأقدام من ضيق المكان، ومن نوم البعض على الأرض، فضلًا عن الملابس المتناثرة في أنحاء الغرفة:"دي زريبة مش أوضة بس العين بصيرة والإيد قصيرة، نصيبنا نعيش كده".
على الجانب الآخر تجلس ابنتها "سحر" التي التزمت الصمت، تداعب صغيرتها بين الحين والآخر دون أن يلاحظ أحدًا بعدما "طفش" زوجها وتركها "زي البيت الوقف لا متجوزة ولا مطلقة"، تؤكد الحاجة "مديحة" أن زوج ابنتها كان سيئ السلوك ولا يتحمل المسؤولية، تزوجها في غرفة تخلو من الأثاث ولم يكن له عمل دائم: "شوية عربجى وشوية سواق، بس قلت أسترها ومش مهم العفش، وفي الآخر طلع ندل وسابها ومنعرفش حاجة عنه من سنتين".
تبكي الطفلة وتنظر لأمها من شدة الجوع، فتلتفت الأم يمينًا ويسارًا لعلها تجد ما يسد جوع صغيرتها، لكن الدموع استبقتها وسالت على خديها أثر شعورها بالعجز، من هنا أسرعت الحاجة "مديحة" وأحضرت كوبًا من الماء، وضعته على النار ليكتسب الدفئ، ثم أضافت إليه بعضًا من السكر ووضعته في "الببرونة" وأعطته للرضيعة، مرت لحظات واستغرقت الطفلة في النوم، ومازالت أمها جالسة لا تبرح مكانها في صمت تام مندهشة لحالها التي تعجز عن التأقلم معه.
"مفيش فلوس نجيب لبن ليها ومش بترضى ترضع من أمها"، يمضي اليوم والحاجة مديحة لا تغادر مكانها بعد أن تمكن المرض من جسدها وأصابها بالعجز التام: "رجلى اتكسحت وسدرى تاعبنى وبقالنا 15 سنة عايشين كده وعيالي كل واحد مكفي نفسه وكلهم أرزاقية على باب الله".
أنغمرت المرأة الستينية في البكاء ليتلقط زوجها أطراف الحديث قائلًا: "انا ممنوع من الشغل بس اشتغلت غفير عشان ممدش إيدي لحد حتي التموين مش بنجيبه لأننا معملناش الورق"، يؤكد الرجل السبعيني أن صاحب العمل يخصم من راتبه دائمًا لكونه مريض ويعمل قدر اسطاعته: "لما بتأخر شوية أو بتعب بيخصم ليا لحد ما أقبض 10 جنيه وإيجار الأوضة لوحده 70 جنيه".
"رغيف عيش مبلول" و"حبة ملح" هما طعام الأسرة المعتاد، وما عدا ذلك فيكون مساهمة من أهل الخير: "بنقضيها وراضيين الحمد لله، نفسي الظروف تحسن واقدر أجيب باب للأوضة بدل الباب الخشب المتكسر واهو يسترنا".