انطلاق الدورة العاشرة من مهرجان الظفرة الثلاثاء
السبت 10/ديسمبر/2016 - 05:57 ص
تنطلق فعاليات الدورة العاشرة من عمر مهرجان الظفرة، فى الفترة من 13 إلى 29 ديسمبر الجارى، فى مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبى، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية.
وعقدت اللجنة مؤتمرًا صحافيًا أمس للإعلان عن انطلاقة الدورة العاشرة للمهرجان يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بحضور كل من اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعى، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعبد الله بطى القبيسى، مدير إدارة الاتصال والفعاليات فى اللجنة، وعبيد خلفان المزروعى، مدير الفعاليات التراثية فى اللجنة، ومحمد بن عاضد المهيرى، مدير مزاينة الظفرة للإبل.
وأكد فارس خلف المزروعى فى كلمته بالمؤتمر أن أبوظبى خطت فى سعيها للمحافظة على التراث العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة، وصونه للأجيال القادمة، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، خطوات كبيرة وواثقة، وحققت إنجازات مهمة فى فترة زمنية وجيزة، وذلك بالتوازى مع حرصها البالغ على التعاون وتبادل المعرفة والخبرات مع ثقافات الشعوب الأخرى.
وذكر "المزروعى" أنه منذ انطلاقة أول موسم لمهرجان الظفرة حتى يومنا هذا، فقد استطاع هذا الحدث أن يسرد تاريخ الإمارات وأن يُبرز مدى تلاحم ماضيه العريق مع حاضره المجيد، وذلك من خلال طرح العديد من المسابقات التراثية والفعاليات المتميزة، مؤكداً بذلك أنّ تراث الإمارات هو اليوم والأمس والغد، وهذا بحد ذاته يعتبر أجمل ما يُضاف لمكانة التراث الثقافى لدولة الإمارات على الصعيد العالمى.
وأكد "المزروعى" أنه منذ انطلاقته الأولى فى عام 2008 بمدينة زايد فى المنطقة الغربية، تمكن مهرجان الظفرة، من تحقيق السبق فى أن يحظى بمكانة إقليمية وعالمية مرموقة على صعيد المهرجانات التراثية.
وعاماً بعد آخر ارتفع عدد المُشاركين من ملاك الإبل رغبة فى التواجد والمنافسة فى هذا الحدث التراثى الكبير، وتطوّرت فئات وأشواط المزاينة وجوائزها، ويُضاف لذلك العديد من المسابقات والفعاليات التراثية والشيّقة.
كما أشار إلى أن المهرجان استطاع تحقيق مكانته المميزة بفضل الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لمشاريع صون التراث وتشجيعه على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات التراثية، وكذلك الاهتمام الكبير من قبل راعى الحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجهود صون التراث العريق والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة، والمتابعة الدائمة للمهرجان وإستراتيجية تطويره من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم فى المنطقة الغربية.
وأضاف من هنا فقد نجح مهرجان الظفرة فى الترويج للتراث الإماراتى وتعزيز جهود صونه والحفاظ عليه، وبات يُسهم فى وضع المنطقة الغربية على خارطة السياحة العالمية، مُعرّفاً بها وبتفاصيل ثقافتها وأصالتها.
وفى الختام رحب بجميع الزوار وتشريفهم للمهرجان فى دار زايد، كما توجه بالشكر والتقدير لجميع ممثلى وسائل الإعلام لحرصهم على التواجد فى مهرجان الظفرة فى كل دوراته، كما توجه بالشكر لجميع الرعاة والداعمين للمهرجان، وللمُحكمين فى مختلف المسابقات لما يبذلونه من جهود كبيرة، ولجميع المشاركين فى كل المسابقات من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون، مُتمنين لهم منافسات ممتعة.
من جهته أكد عبد الله بطى القبيسى أن مهرجان الظفرة يُقام دوماً وسط اهتمام إقليمى وعالمى، يعكس عراقة الإمارات، واهتمام أبوظبى بصون تراثها، خاصة أن الإبل والصقور والخيول والصناعات اليدوية والتمور تشكل جميعها مفردات أساسية فى تراثنا الثقافى الذى نعتز ونفخر به.
وذكر "القبيسى" أن المهرجان ساهم فى التعريف بالمنطقة الغربية على نطاق عالمى واسع مع انطلاق الدورة الأولى فى عام 2008، خاصة مع الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات الإعلامية التى أشادت بدور المهرجان فى تطبيق الاستراتيجية الثقافية لأبوظبى وبجهود صون التراث، ووصفته بأنّه أكبر مهرجان لحياة البداوة فى العالم، حيث تتحوّل منطقة الظفرة عند أبواب الربع الخالى إلى مقصد لقوافل الإبل والمُشاركين من دول الخليج العربى، فضلا عن استقطاب عشرات الآلاف من الزوار والسياح سنوياً.
وأكد أن هذا النجاح وهذه الإنجازات فى إطار سعى القيادة الرشيدة لأن تجعل من المنطقة الغربية مقصدًا ثقافيًا وسياحيًا على المستوى العالمى، وإلى تثبيت مكانتها على الخارطة الاقتصادية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير الكوادر البشرية.
وأضاف قائلاً اليوم تجتمع الجهود المُخلصة من جديد لانطلاقة دورة جديدة من حدث مهم يُعنى بحماية التراث البيئى والتاريخى ويُعزّز صلة الوصل بين ماضى المواطن الإماراتى وحاضره.
وتوجه "القبيسى" بهذه المناسبة بالشكر لكل من ساهم فى تقديم مختلف أشكال المُساندة لتنظيم الدورة العاشرة: الرعاة الرسميين، مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، شركة سيكيورتيك، مركز إدارة النفايات بأبوظبى "تدوير"، وشركة بترول أبوظبى الوطنية "أدنوك".
وفى نهاية حديثة شكر كل الجهات الداعمة للمهرجان: ديوان ممثل الحاكم فى المنطقة الغربية، دائرة الشئون البلدية - بلدية المنطقة الغربية، القيادة العامة لشرطة أبوظبى، هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، شركة أبوظبى للخدمات الصحية "صحة"، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، شركة أبوظبى للتوزيع، وجهاز أبوظبى للرقابة الغذائية، وقناة بينونة الشريك الإعلامى الرسمى.
وبدوره توقع عبيد خلفان المزروعى تزايد عدد السياح والزوار لمدينة زايد أثناء فترة المهرجان لما يزيد عن 80 ألف شخص، الذين يتوافدون سنويا لبوابة الربع الخالى للتعرّف على حياة الصحراء والتمتع بأصالة العادات والتقاليد العربية.
وذكر أن المهرجان فى دورته الجديدة يشتمل على 16 فعالية تراثية هى: مزاينة الإبل للمحليات الأصايل والمجاهيم، مسابقة الحلاب، مزاينة الصقور، مسابقة الصيد بالصقور، مزاينة السلوقى، سباق السلوقى العربى التراثى، مزاينة التمور وأفضل أساليب تغليفها، مزاينة غنم النعيم، مسابقة اللبن الحامض، سباق الخيل العربى الأصيل، الحرف اليدوية، مسابقة السيارات الكلاسيكية، سوق الظفرة، وركن الطفل.
وأكد فى هذا الصدد أهمية مبادرة ومساهمة الشباب الإماراتى بالحفاظ على تراثه، بالتوازى مع الجهود الرسمية لرعاية ودعم جهود صون التراث الثقافى، والعمل على ربط الماضى بالحاضر والتمازج بين الأصالة والمعاصرة.
كما ذكر أنه وللمرّة الأولى تُشارك محمية المرزوم للصيد، فى تنظيم مسابقة أجمل الصقور فى مهرجان الظفرة فى إطار تعزيز جهود صون الصقارة، وتحفيز الجيل الجديد على ممارسة رياضات الآباء والأجداد، وتشمل مزاينة الصقور التى ستقام فى ساحة المسابقات بسوق الظفرة، فئات بيور شاهين وبيور جير وبيور قرموشه.
وأوضح المزروعى أن مهرجان الظفرة ينظم من جديد سباق الخيول العربية الأصيلة، إحدى أهم الرياضات التراثية فى دولة الإمارات، ويشترط أن تكون الخيول المشاركة خيولاً عربية أصيلة "واهو" توليد محلى، وللمسابقة 3 أشواط هى شوط الظفرة الرئيسى، الشوط المفتوح، وشوط المبتدئين.
كما تُقام مزاينة السلوقى العربى من فئتى الأريش والحص للتأكيد على أهمية صون السلالة الأصيلة للسلوقى العربى، ومكانتها التاريخية للصيد عند البدو حيث تعتبر من أهم ركائز الموروث العريق.
وأشار إلى أن اللجنة المنظمة تقيم مسابقة مزاينة التمور إيماناً منها بأهمية التمور كركيزة تراثية ومنتج استراتيجى، وتقديم الدعم المستمر لجهود مزارعى المنطقة والدولة عموماً. وقد حددت اللجنة المنظمة أربعة أنواع من التمور للمزاينة وهى الفرض والدباس والخلاص والشيشى، كما حددت مجموعة من الشروط للاشتراك فى مسابقة تغليف التمور.
كما أوضح المزروعى أن الدورة العاشرة من المهرجان تشهد تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع سوق الظفرة السوق الشعبى التراثى الدائم للمهرجان، حيث يشمل 200 محل تراثى، وكانت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية قد وقعت مع شركة أبوظبى للعمليات البترولية البرية المحدودة "أدكو"، اتفاقية تعاون لتنفيذ المشروع فى موقع المهرجان.
ومن جانبه ذكر محمد بن عاضد المهيرى، مدير مزاينة الإبل فى مهرجان الظفرة، أن مهرجان الظفرة يُسلّط من خلال مسابقة جمال الإبل الضوء على دور الإبل فى ثقافــــة وتراث دولة الإمارات، ويشمل العديد من الفعاليات التراثية المصاحبة. والمشاركة فى مسابقة جمال الإبل مفتوحة للسلالات الأصيلة من فئتى الأصايل والمجاهيم، أما السلالات المهجنة فهى غير مقبولة.
وأشار إلى أنّه يشارك سنوياً فى مزاينة الظفرة للإبل ما يُقارب الـ2000 من ملاك الإبل فى منطقة الخليج العربى، وذلك بما يزيد عن 20 ألف ناقة.
وأوضح المهيرى أنه فى هذا الموسم الجديد، اللجنة العليا المنظمة قامت بإجراء عدد من التعديلات اللازمة فى أشواط المزاينة، وذلك بهدف تحقيق المزيد من التطوّر للمسابقة وتلبية الطموحات.
وأكد أن مزاينة الإبل فى الدورة العاشرة من مهرجان الظفرة تتضمن 84 شوطاً منها 4 أشواط خاصة بمسابقة الحلاب، مع تخصيص 18 شوطاً لملاك الإبل من دولة الإمارات العربية المتحدة حصراً، فيما المشاركة مفتوحة فى بقية الأشواط لملاك الإبل من دول مجلس التعاون الخليجى.
وقال المهيرى إن لجنة تحكيم تشرف خبيرة على انتقاء أفضل مواصفات الجمال فى الإبل المشاركة، وتكون المفاضلة والتمييز بين المراكز للإبل المشاركة على أساس نظام النقاط من 100 درجة.
كما أوضح درجات التحكيم التى تتوزع على الرأس والرقبة (25 درجة)، الجزء العلوى (25 درجة)، الجزء الأمامى (15 درجة)، الجزء الخلفى (10 درجات)، الشكل العام والرشاقة (25 درجة) ويشمل هذا المعيار طول البدن وارتفاع المطيّة والذلالة وصحة الجسم ولمعان الشعر.
كما أشار إلى أن مسابقة المحالب المقامة تشكل ضمن فعاليات المهرجان ركناً أساسياً من أركانها، حيث يعد حلب النوق جزءاً من تراث الإبل وعلاقة أهل المنطقة فيها، وتهدف المسابقة إلى اختيار النوق الأكثر إدراراً للحليب وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها، ولطالما أقيمت هذه المسابقة بين أبناء القبائل سابقاً للتعرف على أفضل أنواع الحليب وأغزره المستخلصة من النوق.
وفي ختام حديثه أكد المهيري، على أن هذه المسابقة اشتقت من روح البداوة التى تعطى الإبل مكانة مرموقة فى الحياة اليومية الأمر الذى يجعل البدوى يُمعن فى تربيتها وتغذيتها حتى يحصل بالمقابل على أفضل ما عندها.