من المعروف عن إسرائيل أنها تختلق الأساطير ثم تقوم بتأصيلها تأصيلاً دينيًا عميقًا حتى تعطيها مشروعية من لا شيئ ، وأخيرًا تقوم بتوظيفها سياسيًا لخدمة مصالحها السياسية والعسكرية وأهمها المسجد الأقصى بالقدس .
ومن الأساطير التى صنعتها إسرائيل البقرة الحمراء والتى ستظهر لليهود كى يحتفظون بها لفترة معينة ثم يذبحونها ويحرقونها لإستخدام رمادها فى التطهير من نجاسة الموتى التى تمنع من دخول الحرم القدسى ، وبالفعل فقد ظهرت إشاعات كثيرة فى إسرائيل بظهور البقرة الحمراء المزعومة آخرها ماتردد مؤخرًا عن ظهور البقرة فى كفر حسيديم بالقرب من القدس ولكن بعد فحصها إتضح أنها لم تنطبق عليها المواصفات المطلوبة حيث وجدو فى زيلها شعرتين لونهما أبيض .
مظاهر تعامل اليهود مع بقرتهم الحمراء:
هناك أسس وقوانين وضعها اليهود المتطرفين فى التعامل مع البقرة الحمراء المزعومة وأهما أن تلك البقرة لا يجوز أن يتعامل معها الاشخاص وكهنة المعابد الموجودين حاليًا لأنهم ليسوا طاهرين حسب الأسطورة ، فمن سيتعامل مع البقرة يجب ألا يكونوا قد لامس الموتى ، ولذلك تقوم إحدى المستوطنات اليهودية المتطرفة شرق القدس بتأسيس قرية أطفال كهنة لينشأوا على الطهارة منذ ميلادهم من خلال عزلهم فور ولادتهم داخل قرية خاصة بهم ، كى توكل إليهم مسئولية التعامل مع البقرة الحمراء المزعومة من ذبح وحرق واستخدام رمادها للتطهير . ولن يسمح للأطفال بمغادرة القرية حتى ظهور البقرة اليهودية الحمراء.
الحركات اليهودية التى تبنت أسطورة البقرة:
صنعت تلك الأسطورة على يد اليمين اليهودى المتطرف الذى يهدف الى بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى وتحويل القدس الى عاصمة أبدية لإسرائيل مثل:
- مدرسة الفكرة اليهودية : وهى مدرسة يهودية متطرفة يرأسها الحاخام يهودا كرويزر ،وأول أهدافها هو احتلال وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه.
- حركة كاخ : وهى من أكثر الحركات تطرفًا فى إسرائيل ولها تاريخ إجرامى حيث قام أعضاء الحركة بجرائم وحشية ضد العرب والمسلمين أشهرها مذبحة الحرم الإبراهيمى فى الخيل .
- حركة جبل المعبد : وتتلخص كل أهدافها فى إعادة بناء الهيكل
التأصيل الدينى للأسطورة :
ويزعم صانعوا الأسطورة موسى عليه السلام هو أول من تعامل مع بقرة حمراء وحاولوا تأصيلها من التوراة التى بين أيديهم بإستخدام قصة البقرة الحمراء فى سفر العدد الإصحاح 19 ،حتى يؤمن الإسرائيلي واليهودى أن الأسطورة ليست بدعة حديثة . وبالفعل أستخدمت الحركات الدينية المتطرفة النص التوراتى المزعوم وكلم الرب موسى وهارون قائلاً : هذه فريضة الشريعة التى أمر بها الرب قائلاً: كلم بنى إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير فتعطونها لإليعازار الكاهن فتخرج الى خارج المحلة وتذبح قدامه .
الشروط اللازمة فى إختيار الأطفال :
- عدم ولادة الأطفال فى مستشفى حيث يتواجد المرضى والأموات.
- أن يكون المكان الذى ينشأوا فيه جيد التهوية .
- أن يكون الطفل خالى من العيوب حيث يوجد 70 عيب تجعل الطفل لا يصلح كاهنا.
- ليس مسموحًا لزيارة هؤلاء الأطفال إلا لمن تم تغطيسه فى حمام شرعى .
- يجب أن يكون الطعام الذى يقدم للأطفال فى أواني خاصة .
الإستخدامات السياسية للأسطورة :
ودائما مايتم دعم المؤسسات العسكرية والسياسية فى إسرائيل بالإساطير التى تعطى مشروعية دينية للممارسات الوحشية والعنف ضد الفلسطينيين ، ولأعمال الحفر تحت المسجد الأقصى والتلاعب بالحقائق من خلال تزوير التاريخ والدين لخدمة السياسة . وتستخدم الأسطورة أيضا لمواجهة الضغوط السياسية الدولية حيث الدافع الدينى دائما مايكون أقوى من الدافع السياسى .
أهم إسقاطات الأسطورة :
* وهنا الإسقاط الواضح الذى يثبت فشل أسطورتهم أن البقرة المذكورة فى التوراة كانت تستخدم كقربان دينى للتكفير عن الخطايا وأن قصة البقرة وقعت على أيام موسى عليه السلام حيث لم يكن للهيكل وجود ،لان الهيكل منسوب لسليمان عليه السلام أى بعد عصر موسى عليه السلام بثلاثة قرون.
فأسطورة البقرة الحمراء لم يكن لها أى صلة بالهيكل أو القدس .