مأساة البواب الأعمى بدأت بـ"النصب "وانتهت بـ "منور العمارة"
الأربعاء 14/ديسمبر/2016 - 12:57 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
جميعهم يغرقون في سبات عميق، وهو لا زال مستيقظًا، نامت عينيه بمشيئة القدر وفقد نظره لكن قلبه لازال يبصر، يجلس على سريره الخشبي بـ "حوش" العمارة فتنتبه أذنيه لـ "دبة النملة"، بمجرد أن تطأ قدم غريب باب العمارة فسريعًا ما يستوقفه ليعلم من هو، طريقًا مكتظًا بالأشواك والمطبات يسلكه عم "محمد عبد السلام" بدأ من مسقط رأسه بمحافظة بني سويف وحتى قدومه إلى القاهرة، معاناة طويلة استمرت أكثر من 20 عامًا كان بطلها الصبر وضحيتها الخسارة، ونهايتها داخل "منور العمارة".
تتلخص حياة الرجل الستيني وأسرته المكونة من 8 أفراد داخل منور أشبه بـ "عشة الفراخ" لا يحميهم من حرارة الشمس في الصيف ولا من سقوط الأمطار في الشتاء، بدأت حياة عم محمد بسفره إلى العراق، أقام بها 8 سنوات كعامل نظافة، واستطاع ادخار مبلغ يؤهله للزواج، أسرع بالعودة إلي مصر وتزوج وقام بتأجير قطعة أرض عمل فلاحًا بها: "دفعت في الأرض 12 ألف جنيه على 5 سنين ومكنتش باخد من صاحبها وصل يثبت انى بدفع أو أي ورق لأنه كان بيرفض، قولتله أنا دفعت ليك فلوس قالي اسرح بالسلامة يا شاطر ملكش عندي حاجة لا الأرض ولا الفلوس، اشتكيته في المحافظة بس محدش قدر يساعدني لأن مفيش ورق يثبت وضاعت تحويشة العمر".
لدى عم محمد 3 إناث و4 ذكور وزوجته، جميعهم في التعليم ولا يقدرون على مساعدة والدهم، محاولات عديدة قام بها ليفوز بعمل يعول منه أسرته حتى انتهى به المطاف وصار بوابًا في إحدى العمارات بالبساتين " كنت بمسحها وانظفها واحرسها واخد 35 جنية في الشهر، قضيت فيها سنة، وبعدين جيت هنا على عمارة في الزهراء بقالي فيها 17 سنة، اغسل العربيات وامسح السلم أحرس العمارة ليل نهار، ومكنتش بنام، لحسن حرامى يكسر باب شقة وأنا اللي كنت مسؤول عن كل حاجة".
بدأت حياة الرجل الستيني تشتد رويدًا رويدًا حتي أصبحت حالكة السواد، بعدما اصدمت عيناه بمسمار أفقده بصره" انطسيت في مسمار وعيني احمرت، كشفت والدكاترة حكوا مع بعضهم مفهمتش حاجة، وقالولي خلاص مفيش فايدة في عينك ومع الوقت نظرك هيروح ومفيش عمليات نافعة، أخويا خدني أعمل جلسات كهربا، حطوا قطن في بؤقي ويشغلوا الكهربا وانا أزعق وأرفص لحد ما عروقى وقفت وعين واحدة اتعمت خالص، بعدها جيت أجيب عيش الفرن كنت واقف في الطابور لقيت نفسى مش شايف ووقعت على الأرض، جابوني بالموتوسيكل لحد البيت وبقيت أحسس على الحيطان، ومش شايف".
تضاعفت معاناة عم محمد بعد أن صار كفيفًا، فتسرع زوجته وتمد إليه يد العون وتساعده في العمل، فتتولى حراسة العمارة في النهار وزوجها في الليل، وتقوم بمسح السلالم وتنظيف السيارات الخاصة بالسكان" مش باخد فلوس من صاحب العمارة، السكان هما اللى بيدونا لما بنمسح ليهم وعلى حسب مزاجهم، ومرة يدفعوا وعشرة لأ وطبعًا منقدرش نتكلم لأن ملناش سكن غير المنور وصاحب العمارة قعدني فيه من غير إيجار بشرط إني احرس العمارة، أنا مش بنام خالص من كتر شيل الهم، مش بنام ليل ولا نهار، العاِلم ينام وانا ميجيش ليا نوم، وعشان لو حد غريب دخل اشوفه رايح لمين وادله".
تتلخص حياة الرجل الستيني وأسرته المكونة من 8 أفراد داخل منور أشبه بـ "عشة الفراخ" لا يحميهم من حرارة الشمس في الصيف ولا من سقوط الأمطار في الشتاء، بدأت حياة عم محمد بسفره إلى العراق، أقام بها 8 سنوات كعامل نظافة، واستطاع ادخار مبلغ يؤهله للزواج، أسرع بالعودة إلي مصر وتزوج وقام بتأجير قطعة أرض عمل فلاحًا بها: "دفعت في الأرض 12 ألف جنيه على 5 سنين ومكنتش باخد من صاحبها وصل يثبت انى بدفع أو أي ورق لأنه كان بيرفض، قولتله أنا دفعت ليك فلوس قالي اسرح بالسلامة يا شاطر ملكش عندي حاجة لا الأرض ولا الفلوس، اشتكيته في المحافظة بس محدش قدر يساعدني لأن مفيش ورق يثبت وضاعت تحويشة العمر".
لدى عم محمد 3 إناث و4 ذكور وزوجته، جميعهم في التعليم ولا يقدرون على مساعدة والدهم، محاولات عديدة قام بها ليفوز بعمل يعول منه أسرته حتى انتهى به المطاف وصار بوابًا في إحدى العمارات بالبساتين " كنت بمسحها وانظفها واحرسها واخد 35 جنية في الشهر، قضيت فيها سنة، وبعدين جيت هنا على عمارة في الزهراء بقالي فيها 17 سنة، اغسل العربيات وامسح السلم أحرس العمارة ليل نهار، ومكنتش بنام، لحسن حرامى يكسر باب شقة وأنا اللي كنت مسؤول عن كل حاجة".
بدأت حياة الرجل الستيني تشتد رويدًا رويدًا حتي أصبحت حالكة السواد، بعدما اصدمت عيناه بمسمار أفقده بصره" انطسيت في مسمار وعيني احمرت، كشفت والدكاترة حكوا مع بعضهم مفهمتش حاجة، وقالولي خلاص مفيش فايدة في عينك ومع الوقت نظرك هيروح ومفيش عمليات نافعة، أخويا خدني أعمل جلسات كهربا، حطوا قطن في بؤقي ويشغلوا الكهربا وانا أزعق وأرفص لحد ما عروقى وقفت وعين واحدة اتعمت خالص، بعدها جيت أجيب عيش الفرن كنت واقف في الطابور لقيت نفسى مش شايف ووقعت على الأرض، جابوني بالموتوسيكل لحد البيت وبقيت أحسس على الحيطان، ومش شايف".
تضاعفت معاناة عم محمد بعد أن صار كفيفًا، فتسرع زوجته وتمد إليه يد العون وتساعده في العمل، فتتولى حراسة العمارة في النهار وزوجها في الليل، وتقوم بمسح السلالم وتنظيف السيارات الخاصة بالسكان" مش باخد فلوس من صاحب العمارة، السكان هما اللى بيدونا لما بنمسح ليهم وعلى حسب مزاجهم، ومرة يدفعوا وعشرة لأ وطبعًا منقدرش نتكلم لأن ملناش سكن غير المنور وصاحب العمارة قعدني فيه من غير إيجار بشرط إني احرس العمارة، أنا مش بنام خالص من كتر شيل الهم، مش بنام ليل ولا نهار، العاِلم ينام وانا ميجيش ليا نوم، وعشان لو حد غريب دخل اشوفه رايح لمين وادله".