الصراع على السلطة بين شيعة العراق ينذر بالتحول إلى العنف.. قاب قوسين أو أدنى .. انتشار الاقتتال الداخلي المستمر
الأربعاء 18/مايو/2016 - 02:46 ص
احتدم صراع على السلطة داخل الأغلبية الشيعية في العراق مع تعثر محاولات تشكيل حكومة جديدة فيما يثير خطر تحول الصراع إلى العنف ونسف المساعي التي تقودها الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية .
ولأول مرة منذ الانسحاب الأمريكي في نهاية 2011 اقتربت القوى الشيعية الشهر الماضي من حمل السلاح في مواجهة بعضها البعض حين اقتحم مؤيديون لرجل الدين الشيعي واسع النفوذ مقتدى الصدر مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء في بغداد .
وتمركز مسلحون من جماعات شيعية منافسة في مواقع قريبة مما أثار شبح اندلاع قتال فيما بين الشيعة على غرار ما شهدته مدينة البصرة في جنوب البلاد عام 2008 حين قتل مئات الأشخاص .
وأظهر مقطع فيديو نشر على الموقع الالكتروني لجماعة سرايا الخراساني المدعومة من إيران شاحنات تحمل هؤلاء المقاتلين الذين كانوا مسلحين بقذائف صاروخية وأسلحة آلية وتجوب شوارع العاصمة تحت سمع وبصر القوى الأمنية .
وتشكل الأزمة أكبر تحد سياسي حتى الآن لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو إسلامي شيعي معتدل تولى المنصب في 2014 ووعد بهزيمة الدولة الإسلامية ورأب الصدع مع السنة والأكراد واستئصال الفساد الذي يعصف بإيرادات الدولة التي تضررت بالفعل بشدة جراء انخفاض أسعار النفط .
ويقول الصدر- وهو سليل عائلة من رجال الدين الموقرين- إنه يدعم الإصلاحات السياسية التي طرحها العبادي واتهم زعماء شيعة آخرين بالسعي للإبقاء على نظام المحاصصة السياسية الذي يتسبب في انتشار الفساد في الإدارة العامة .
واقتحم أنصاره المنطقة الخضراء شديدة التحصين في 30 أبريل نيسان الماضي بعد أن عرقلت جماعات سياسية منافسة موافقة البرلمان على تشكيلة حكومية جديدة تتكون من تكنوقراط مستقلين اقترحهم العبادي لمكافحة الفساد .
وأوضح قائد في جماعة سرايا الخراساني التي انتشرت قرب المنطقة الخضراء ردا على ذلك أنهم سيقاتلون لمنع أنصار الصدر من احتلال المنطقة التي تضم البرلمان ومقار حكومية وسفارات .
وقال القائد وقد ارتدى ملابس خضراء مموهة وعمامة سوداء متحدثا لمقاتليه في الفيديو الذي نشر على الإنترنت نحن هنا لوأد هذه الفتنة في مهدها .
* قاب قوسين أو أدنى
وانحسر احتمال اندلاع العنف بعد أيام قليلة حين غادر أتباع الصدر المنطقة الخضراء وحلت قوات الجيش والشرطة محل مسلحي الفصيل منافس .
لكن تلك الواقعة قدمت لمحة من صراع على الهيمنة داخل الطائفة الشيعية التي يفترض بها أن تكون متحدة في جهود هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على نحو ثلث أراضي العراق في 2014 .
وقال نائب شيعي بارز في البرلمان لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من سيناريو دموي عنيف مرددا تعليقات صدرت عن مسؤولين أمنيين وحكوميين طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم وهم يتحدثون عن الانقسامات الداخلية .
وقال النائب البرلماني إنه خلال اجتماع في أول مايو أيار لأعضاء من الائتلاف الوطني وهو مظلة سياسية فضفاضة تشكلت في 2010 على يد الجماعات الشيعية الرئيسية وبينها التيار الصدري بدا القادة الشيعة الآخرون مقتنعين بأنه قد تجاوز الحد .
وأضاف النائب الذي شارك في الاجتماع أن الصدر لم يحضره لكن الحاضرين بعثوا إليه بإنذار بأن أنصاره قد يبعدون بالقوة إذا لزم الأمر .
وأكد سياسيان آخران حضرا الاجتماع إرسال هذه الرسالة للصدر البالغ من العمر 42 عاما والذي يتهمه خصومه دوما بمحاولة فرض شروط على بقية الائتلاف الوطني .
وقال عمار الحكيم رجل الدين الشيعي البارز الذي تربطه صلات بإيران ويرأس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو أحد المكونات الرئيسية في الائتلاف الوطني من المؤسف أن هناك سياسيين مستعدين لإحراق العراق من أجل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم تحت ذريعة الإصلاحات .
وحشد الصدر عشرات الآلاف من أنصاره خلال الأشهر القليلة الماضية للضغط على العبادي للوفاء بتعهداته بالإصلاح والتي يدعمها أيضا آية الله على السيستاني أكبر مرجع شيعي في العراق .
* اقتتال داخلي
كانت آخر مرة تحول فيها الصراع الداخلي بين الشيعة إلى اقتتال دموي في عام 2008 حين أمر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الجيش بالاشتباك مع أنصار الصدر في البصرة لإنهاء سيطرتهم على أجزاء من المنطقة الجنوبية التي تضم معظم الثروات النفطية للبلاد .
وعلى عكس الموقف الحالي واجه الصدر حينها قوات حكومية وليس جماعة مسلحة. لكنه اعتبر أيضا قتالا شيعيا-شيعيا نظرا لأن الجيش يتشكل في غالبيته من الشيعة .
وسلم المالكي السلطة للعبادي في 2014 بعد فشل الجيش في وقف تقدم الدولة الإسلامية ويعتبر حاليا خصما لرئيس الوزراء .
وتتلقى الفصائل الشيعية المسلحة الكبرى بالعراق دعما بالمال والسلاح والتدريب من إيران ويضعهم هذا على طرفي نقيض مع الصدر الذي انتفع يوما من الدعم الإيراني لكنه يقدم نفسه كزعيم أكثر نزوعا للنهج الوطني .
وتقاتل سرايا الخراساني ومنظمة بدر- وهي من أكبر الجماعات التي تدعمها إيران- إلى جانب كتائب السلام التابعة للصدر وعشرات الجماعات الأصغر الأخرى مع الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في إطار ما يعرف باسم قوات الحشد الشعبي .
لكن وحدة الهدف فيما بينها بدأت تتراجع على ما يبدو ويظهر استعراض القوة من جانب الفصائل المدعومة من إيران معاناة الدولة لكبح نفوذهم المتعاظم .
وبعد سلسلة من التفجيرات الدامية ببغداد تبنتها الدولة الإسلامية خلال الأيام الماضية تبادل سياسيون من منظمة بدر ومن التيار الصدري الاتهامات بالتواطؤ .
في الوقت نفسه يبدو الصدر عازما على ارتداء عباءة القيادي المصلح في البلاد في خطوة ربما تهدف ولو جزئيا على الأقل للاستعداد للانتخابات العامة خلال العامين المقبلين.
ولأول مرة منذ الانسحاب الأمريكي في نهاية 2011 اقتربت القوى الشيعية الشهر الماضي من حمل السلاح في مواجهة بعضها البعض حين اقتحم مؤيديون لرجل الدين الشيعي واسع النفوذ مقتدى الصدر مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء في بغداد .
وتمركز مسلحون من جماعات شيعية منافسة في مواقع قريبة مما أثار شبح اندلاع قتال فيما بين الشيعة على غرار ما شهدته مدينة البصرة في جنوب البلاد عام 2008 حين قتل مئات الأشخاص .
وأظهر مقطع فيديو نشر على الموقع الالكتروني لجماعة سرايا الخراساني المدعومة من إيران شاحنات تحمل هؤلاء المقاتلين الذين كانوا مسلحين بقذائف صاروخية وأسلحة آلية وتجوب شوارع العاصمة تحت سمع وبصر القوى الأمنية .
وتشكل الأزمة أكبر تحد سياسي حتى الآن لرئيس الوزراء حيدر العبادي وهو إسلامي شيعي معتدل تولى المنصب في 2014 ووعد بهزيمة الدولة الإسلامية ورأب الصدع مع السنة والأكراد واستئصال الفساد الذي يعصف بإيرادات الدولة التي تضررت بالفعل بشدة جراء انخفاض أسعار النفط .
ويقول الصدر- وهو سليل عائلة من رجال الدين الموقرين- إنه يدعم الإصلاحات السياسية التي طرحها العبادي واتهم زعماء شيعة آخرين بالسعي للإبقاء على نظام المحاصصة السياسية الذي يتسبب في انتشار الفساد في الإدارة العامة .
واقتحم أنصاره المنطقة الخضراء شديدة التحصين في 30 أبريل نيسان الماضي بعد أن عرقلت جماعات سياسية منافسة موافقة البرلمان على تشكيلة حكومية جديدة تتكون من تكنوقراط مستقلين اقترحهم العبادي لمكافحة الفساد .
وأوضح قائد في جماعة سرايا الخراساني التي انتشرت قرب المنطقة الخضراء ردا على ذلك أنهم سيقاتلون لمنع أنصار الصدر من احتلال المنطقة التي تضم البرلمان ومقار حكومية وسفارات .
وقال القائد وقد ارتدى ملابس خضراء مموهة وعمامة سوداء متحدثا لمقاتليه في الفيديو الذي نشر على الإنترنت نحن هنا لوأد هذه الفتنة في مهدها .
* قاب قوسين أو أدنى
وانحسر احتمال اندلاع العنف بعد أيام قليلة حين غادر أتباع الصدر المنطقة الخضراء وحلت قوات الجيش والشرطة محل مسلحي الفصيل منافس .
لكن تلك الواقعة قدمت لمحة من صراع على الهيمنة داخل الطائفة الشيعية التي يفترض بها أن تكون متحدة في جهود هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على نحو ثلث أراضي العراق في 2014 .
وقال نائب شيعي بارز في البرلمان لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من سيناريو دموي عنيف مرددا تعليقات صدرت عن مسؤولين أمنيين وحكوميين طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم وهم يتحدثون عن الانقسامات الداخلية .
وقال النائب البرلماني إنه خلال اجتماع في أول مايو أيار لأعضاء من الائتلاف الوطني وهو مظلة سياسية فضفاضة تشكلت في 2010 على يد الجماعات الشيعية الرئيسية وبينها التيار الصدري بدا القادة الشيعة الآخرون مقتنعين بأنه قد تجاوز الحد .
وأضاف النائب الذي شارك في الاجتماع أن الصدر لم يحضره لكن الحاضرين بعثوا إليه بإنذار بأن أنصاره قد يبعدون بالقوة إذا لزم الأمر .
وأكد سياسيان آخران حضرا الاجتماع إرسال هذه الرسالة للصدر البالغ من العمر 42 عاما والذي يتهمه خصومه دوما بمحاولة فرض شروط على بقية الائتلاف الوطني .
وقال عمار الحكيم رجل الدين الشيعي البارز الذي تربطه صلات بإيران ويرأس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو أحد المكونات الرئيسية في الائتلاف الوطني من المؤسف أن هناك سياسيين مستعدين لإحراق العراق من أجل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم تحت ذريعة الإصلاحات .
وحشد الصدر عشرات الآلاف من أنصاره خلال الأشهر القليلة الماضية للضغط على العبادي للوفاء بتعهداته بالإصلاح والتي يدعمها أيضا آية الله على السيستاني أكبر مرجع شيعي في العراق .
* اقتتال داخلي
كانت آخر مرة تحول فيها الصراع الداخلي بين الشيعة إلى اقتتال دموي في عام 2008 حين أمر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الجيش بالاشتباك مع أنصار الصدر في البصرة لإنهاء سيطرتهم على أجزاء من المنطقة الجنوبية التي تضم معظم الثروات النفطية للبلاد .
وعلى عكس الموقف الحالي واجه الصدر حينها قوات حكومية وليس جماعة مسلحة. لكنه اعتبر أيضا قتالا شيعيا-شيعيا نظرا لأن الجيش يتشكل في غالبيته من الشيعة .
وسلم المالكي السلطة للعبادي في 2014 بعد فشل الجيش في وقف تقدم الدولة الإسلامية ويعتبر حاليا خصما لرئيس الوزراء .
وتتلقى الفصائل الشيعية المسلحة الكبرى بالعراق دعما بالمال والسلاح والتدريب من إيران ويضعهم هذا على طرفي نقيض مع الصدر الذي انتفع يوما من الدعم الإيراني لكنه يقدم نفسه كزعيم أكثر نزوعا للنهج الوطني .
وتقاتل سرايا الخراساني ومنظمة بدر- وهي من أكبر الجماعات التي تدعمها إيران- إلى جانب كتائب السلام التابعة للصدر وعشرات الجماعات الأصغر الأخرى مع الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في إطار ما يعرف باسم قوات الحشد الشعبي .
لكن وحدة الهدف فيما بينها بدأت تتراجع على ما يبدو ويظهر استعراض القوة من جانب الفصائل المدعومة من إيران معاناة الدولة لكبح نفوذهم المتعاظم .
وبعد سلسلة من التفجيرات الدامية ببغداد تبنتها الدولة الإسلامية خلال الأيام الماضية تبادل سياسيون من منظمة بدر ومن التيار الصدري الاتهامات بالتواطؤ .
في الوقت نفسه يبدو الصدر عازما على ارتداء عباءة القيادي المصلح في البلاد في خطوة ربما تهدف ولو جزئيا على الأقل للاستعداد للانتخابات العامة خلال العامين المقبلين.