بالفيديو والمستندات.. مرضي الفشل الكلوي بالفيوم ”المصعد معطل، والأطباء يتربحون منا لحسابهم الخاص بعلم المسؤولين”
الأربعاء 18/مايو/2016 - 11:30 ص
تحقيق محمد زهران
طباعة
ما بين الضمير، وإنعدامه بارقة أمل يحتفظ بها كل مواطن في هذا الوطن حتي يُثبت لنفسه متحديً أنه قادراً علي مواصلة الحياة، دون ما أن يكترث لكم الفساد الذي زكم الانوف، وشحبت له الوجوه، وما بين أنين المرض، وعنفوان الأصحاء يقبع الضمير في ثُبات المعنيين بملف الصحة في مصر، غير مبالي بهذا الآنين الي تنفطر له القلوب، فلا يشعر بشدة الألم الا من عاني منه، ولكن سيظل حــق المواطن نافذة تبعث بشعاع الآمل عسي أن يستيقظ ضمير أحد مسؤولي الصحة فيجد نفسه أمام معاناة 600 مريض فشل كلوي بقسم الكلي الصناعي بمستشفى الفيوم العام، يتألمون يومياً، ولكن يحملهم الأمل في الحياة الي البحث عن ضمير يقظ للنظر في معاناتهم، التي كانت ولازال ترفع شعار الداخل مفقود.. والخارج مولود .
وعلي الرغم من أن الدولة تنفق 900 ملين حنيه سنوياً لمعالجة مرضي الفشل الكلوي، إلا أن الإهمال ينفق أكثر بكثير، ويهدر جهود الدولة، لترتفع معدلات الوفيات بين مرضي الكلي الي 25% سنوياً، وهو ما أرجعه عدد من الأطباء الي تردي مستوي الخدمات الصحية المقدمة داخل وحدات غسيل الكلي، ويمتد الإهمال الذي أصبح يهدد حياة آلاف من المرضي، ويتسبب في إصابتهم بالفيروسات الكبدية أو مرض نقص المناعة الإيدز ، وغيره من الفيروسات الناجمة عن هذا الفساد الصحي.
ومن واقع معاناة مرضي الفشل الكلوي التي لا تنتهي صرخاتهم، والتي تهز أرجاء المستشفى، وتؤلم المواطنين الذين يشعرون بمعاناتهم، ولكن هذه الصرخات وإن وصلت للمسئولين فهم دائماً لا يعبأون بها، ويتبعون المثال الشعبي الشهير ودن من طين وأخري من عجين ، ولرصد هذه المعاناة عن قرب قمتنا بزيارة لقسم الغسيل الكلوي بمستشفيي الفيوم العام، لنفتح هذا الملف الشائك ونرصد معناة هؤلاء المرضي عن قرب وأبرز مشكلاتهم، وكانت المفاجأة المفجعة هي أن المبني الذي يضم وحدتي غسيل الكلي للكبار والصغار، وأقسام اخري منها العمليات – المناظير – الباطنة – العناية المركزة متهالك نتيجة غمر المياه الجوفية له، علماً بأن هذا المبني تم إنشائه مطلع عام 2013، وهو ما يثير الشكوك حول عملية أنشاء وتسلم مديرية الصحة بالفيوم لهذا المبني، وهو الامر الذي أنعكس علي هؤلاء المرضي وغيرهم بعد أن تسببت المياه الجوفية في توقف المصعد عن العمل بشكل تام، مما دفع اهالي المرضي الي حمل مرضاهم علي الاعناق للصعود بهم الي هذه الاقسام الحيوية التي لا يحتاج مريضها الي بذل أي مجهود ويكفيه ما يعانيه من الالم المرض.
حسبنا الله ونعم الوكيل دعاء ردده سعيد السيد أحد مرضي الفشل الكلوي بالمستشفى، والذي يروي معناته ومعناة الألاف من المرضي الذين يترددون علي هذا المبني، مشيراً الي ان المبني المكون من أربعة طوابق والذي يضم قسمين لغسيل الكلى الإيجابي والسلبى - العناية المركزة - المناظير – الباطنة أيل للسقوط ، وتحديداً منذ عام بدأت إدارة المستشفى في ترميم المبني، وأجريت أعمال الترميم ونحن داخل المبني، وتحملنا ضجيج التكسير، وغبار الأتربة الناتجة عن عمليات الترميم، كل ذلك ونحن نصبر أنفسنا أملاً في تحسين مستوي المبني الذي نقوم بالغسيل به منذ إنشائه بواقع 3 جلسات إسبوعية تستمر كل جلسة منها لمدة أربع ساعات متصلة، وأشار الي أن الادارة استوقفت أعمال الترميم منذ شهور وتركت الوضع علي ما هو عليه، بعد ان وقعت عقد الترميم بــ 4 مليون ونصف جنية ، هذا المبلغ المبالغ فيه، كان كافي لإنشاء مبني نموذجي جديد للمرضي دور أرضي ليتناسب مع حالتنا، التي لم تراعي في عملية إنشاء القسم بالدور الثالثن وهذا صعب علينا خاصة مع تعطل الأسانسير نتيجة المياه الجوفية التي تسببت في تأكل البنية التحتية للمبني، والذي لا يصلح فيه ترميم الا بعد عملية الهدم ووضع أساسات سليمة تمنع تسرب المياه الجوفية مرة أخري.
وأضاف بأنه من الظلم والعذاب أن يصعد مريض الكلي، والعناية المركزة، والباطنة علي قدمية أو محمولاً علي الأكتاف، وطالب مناشداً الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مراعاة هؤلاء المرضي، التي تمثلت مطالبهم في أقل حقوقهم بتشغيل المصعد، وإنشاء مبني نموذجي دور أرضي.
معناة يومية يعيشها مرضي الفشل الكلوي أثناء عملية الغسيل، حيث يقضون ساعات طويلة ما بين عملية الغسيل، وتردي الخدمات المقدمة لهم، وتفشي الإهمال، والاستهانة بمعاناتهم.
ويقول خالد عبد الفتاح أنه يقوم بغسيل الكلي منذ 6 سنوات نعاني من عدم وجود أطباء في النوباتجيات، ودائماً ما يعاني قسم الغسيل من عدم وجود أي رعاية صحية أو أطباء، ولو حدث أي ظرف لأي مريض لا يجد من يغيثه فلا يجد أمامه سوي أن ينقل الي العناية المركزة، أو يلقي ربه، مشيداً بدور التمريض قائلاً الممرضات هن من يعملن علي رعايتنا هن الأطباء، وهن العاملات، وهن كل شيء في القسم.
بينما أكد أحد المرضي والذي يقوم بغسل كلاه علي مدار 15 سنه علي أن أطباء القسم يقومون بإستغلال المرضي، والمتاجرة بهم لتحقيق مكاسب مادية لهم، مشيراً الي أن الدكتور محمد عبدالله مشرف عام المديرية علي القسم الذي أطلق عليه المرضي حسب قولهم زعيم العصابة كان يسعر قسطرة المريض كل جلسة بـ 180 جنيه في حين انها في أي مكان خارجي سعرها 130 جنيه فقط، بخلاف سعر الجلسة 140 جنية عن كل جلسة غسيل، ويسترسل قائلاً : أتي بعد ذلك الدكتور محمد طلبه وقرر من تلقاء نفسه رفع العلاج الذي يصرف لمرضي القسم، وفلاتر الفسفور لحسابه الخاص، ليقوم كل مريض بشرائها من الخارج، وأنا عندي نسبة الفسفور مرتفعة، واحتاج الي هذه الفلاتر، ولا يمكنني تحمل كل هذه الأعباء المادية لكل جلسة، فالجلسة الواحدة تكلفني أكثر من 600 جنية في حين انه من المفترض أنها 140 فقط، ولكن الاستغلال وتجارة أطباء القسم لا ترحم المرضي .
صرخات المرضي صداها ينتشر في كل مكان، بسبب الإهمال المنتشر في ربوع مستشفيات وقطاعات الصحة بالفيوم، وعلي وجه الخصوص مستشفى الفيوم العام.
مسعود خميس جمعه مريض فشل كلوي، لم يجد الرعاية التي تتناسب مع مرضة بل القي به القدر في ظلمات الإهمال داخل مستشفى الفيوم العام، ويقول: دورات المياه الموجودة بالمبني ككل غير إداميه علي الاطلاق، والحنفيات متكسرة، فكيف لنا أن نتوضأ أو نستخدمها عامة، عوضاً عن أن النفايات الطبية والفلاتر توضع بدورات المياه، وتترك لأيام وهذا خطر كبير علي صحة المرضي من الأقسام المختلفة لان ذلك يتسبب بنقل العدوي، وانتشار الاوبئة، والحشرات التي تقوم بدورها بنقل العدوي عن طريق مخلفات الدم، خاصة ونحن في فصل الصيف، وهذا عناء ومشقة كبيره علينا أن نتعايش مع هذه الظروف المفروضة علينا كما فرض علينا بقدر الله أن نكون مرضي، ونخضع لهذه المعاناة .
لم تنتهي رحلة المعناة في بحث هؤلاء المرضي عن بصيص من الآمل، حيث قاموا بإنشاء رابطة تسمي رابطة مرضي الفشل الكلوي والتي تضم قرابة 14 الف مريض علي مستوي الجمهورية واكثر من 600 مريض بمحافظة الفيوم، لتقوم بتعويض دور وزارة الصحة المسلوب منهم بتوعية المرضي الجدد بأليات غسيل الكلي، ودعمهم بالخبرات التي مر بها سابقيهم، كما تعمل علي مساعدة غير القادرين علي تحمل نفقات العلاج، والتواصل مع بعضها البعض لبحث مشكلاتهم المتفشية في أغلب مستشفيات الحكومية والخاصة علي مستوي الجمهورية، وهو ما أكده محمد سويلم دكتور أمراض الكلي، أن هناك العديد من مراكز الغسيل يمتلكها تجار، مهندسون، يستغلون وضع المرضى من أجل جني المزيد من الأموال، مشيراً إلي أن هذا بيزنس والدولة تعلم جيداً أصحابه ولكن لا يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم.
حيث قامت الرابطة بمخاطبة الدكتور أحمد الغندور مدير المستشفى العام، وعرض مذكرة عليه لتضعه في مفارقة بين حالة القسم برئاسة الدكتور محمود رجب الذي كان يبذل قصاري جهده للرقي بالخدمة المقدمة علي الوجه الاكمل ومعاونة أحمد رجب مشرف التمريض، وبين حال القسم في ظل رئاسته الجديدة التي لا تتحدث سوي عن توفير الاقتصادي حتي لو كان علي حساب صحة المريض، ومنع فلاتر هاي فلكس m .f عن المرضي لاسيما المرتفع لدية نسبة الفسفور في الدم، كما طالب كلا من الدكتور محمد عبدالله، والدكتور أشرف حسني من أمين مخازن القسم حسب شهادته التي تضمنتها المذكرة باستبدال وصلات وفلاتر المستشفى بأنواع أقل جودة وتكلفه للمرضي علي أن يقوموا هما بأخذ الوصلات الحكومية لمركز الحياة الخاص بهم، نظير دفع فارق مادي الي الموظف، كما تضمنت المذكرة في بندها السابع أن هناك مرضي يتم علاجها بالقسم دون أن يكون لها مستندات أو علاقة بالقسم، وهو الامر الذي يثير الشكوك بأن رئاسة القسم تجلب مرضي مركزها الخاص للعلاج المجاني بالمستشفى، ويقوموا هم بحصد الأموال منهم.
وجاء رد الغندور علي المذكرة باختيار مجموعة للتحدث باسم مرضي قسم الغسيل الكلوي، وهو ما كان فتم تشكيل لجنة منتخبة ضمت كلا من سعيد محمد سيد – خالد عبدالفتاح –شعبان بكري وتم تسميتها بلجنة داووا مرضاكم وتم ارسال ثلاث نسخ بتشكيل اللجنة الي كلا من مدير مستشفى الفيوم العام – رئيس قسم الكلي الصناعي –جميع مرضي الفشل الكلوي بالمستشفى، دون أن يجد هذا الإجراء محلاً من الاعراب الصحي، فتم تصعيد الشكوى الي اللواء الدكتور ماهر الجاويش وكيل وزارة الصحة بالفيوم، والذي لم يبدي أي أهمية للأمر وطبق المثال الشعبي الشهير ودن من طين وأخري من عجين.
فلم تجد الرابطة ملازاً لها سوي تحرير بلاغ بالنيابة الإدارية، تتهم فيه المعنيين بقسم الغسيل الصناعي بمستشفى الفيوم العام التابعة لمديرية الصحة بالفيوم بالإهمال وإهدار المال العام، وإهدار حقوق المرضي التي نصت عليها المادة 18 من الدستور المصري.
كما صعدت الرابطة الشكوى بإرسال فاكس الي وزير الصحة، ورئاسة الجمهورية تطالب فيه ضرورة التدخل لرفع الضرر عن مرضي الكلي بمحافظة الفيوم، وتضمنت الشكوى رصد توضيحي للمعناة، وإهدار المال العام، ونعنت الاطباء في سلب حقوق المرضي.
ولازال مسلسل جـــــــزارة الأطبـــاء يخرج المزيد من جعبته ليطل علينا بشبح ملائكة الرحمة، دونما أدني رحمة أو مراعاة المرض والفقر، وقلة الحيلة.
وعلي الرغم من أن الدولة تنفق 900 ملين حنيه سنوياً لمعالجة مرضي الفشل الكلوي، إلا أن الإهمال ينفق أكثر بكثير، ويهدر جهود الدولة، لترتفع معدلات الوفيات بين مرضي الكلي الي 25% سنوياً، وهو ما أرجعه عدد من الأطباء الي تردي مستوي الخدمات الصحية المقدمة داخل وحدات غسيل الكلي، ويمتد الإهمال الذي أصبح يهدد حياة آلاف من المرضي، ويتسبب في إصابتهم بالفيروسات الكبدية أو مرض نقص المناعة الإيدز ، وغيره من الفيروسات الناجمة عن هذا الفساد الصحي.
ومن واقع معاناة مرضي الفشل الكلوي التي لا تنتهي صرخاتهم، والتي تهز أرجاء المستشفى، وتؤلم المواطنين الذين يشعرون بمعاناتهم، ولكن هذه الصرخات وإن وصلت للمسئولين فهم دائماً لا يعبأون بها، ويتبعون المثال الشعبي الشهير ودن من طين وأخري من عجين ، ولرصد هذه المعاناة عن قرب قمتنا بزيارة لقسم الغسيل الكلوي بمستشفيي الفيوم العام، لنفتح هذا الملف الشائك ونرصد معناة هؤلاء المرضي عن قرب وأبرز مشكلاتهم، وكانت المفاجأة المفجعة هي أن المبني الذي يضم وحدتي غسيل الكلي للكبار والصغار، وأقسام اخري منها العمليات – المناظير – الباطنة – العناية المركزة متهالك نتيجة غمر المياه الجوفية له، علماً بأن هذا المبني تم إنشائه مطلع عام 2013، وهو ما يثير الشكوك حول عملية أنشاء وتسلم مديرية الصحة بالفيوم لهذا المبني، وهو الامر الذي أنعكس علي هؤلاء المرضي وغيرهم بعد أن تسببت المياه الجوفية في توقف المصعد عن العمل بشكل تام، مما دفع اهالي المرضي الي حمل مرضاهم علي الاعناق للصعود بهم الي هذه الاقسام الحيوية التي لا يحتاج مريضها الي بذل أي مجهود ويكفيه ما يعانيه من الالم المرض.
حسبنا الله ونعم الوكيل دعاء ردده سعيد السيد أحد مرضي الفشل الكلوي بالمستشفى، والذي يروي معناته ومعناة الألاف من المرضي الذين يترددون علي هذا المبني، مشيراً الي ان المبني المكون من أربعة طوابق والذي يضم قسمين لغسيل الكلى الإيجابي والسلبى - العناية المركزة - المناظير – الباطنة أيل للسقوط ، وتحديداً منذ عام بدأت إدارة المستشفى في ترميم المبني، وأجريت أعمال الترميم ونحن داخل المبني، وتحملنا ضجيج التكسير، وغبار الأتربة الناتجة عن عمليات الترميم، كل ذلك ونحن نصبر أنفسنا أملاً في تحسين مستوي المبني الذي نقوم بالغسيل به منذ إنشائه بواقع 3 جلسات إسبوعية تستمر كل جلسة منها لمدة أربع ساعات متصلة، وأشار الي أن الادارة استوقفت أعمال الترميم منذ شهور وتركت الوضع علي ما هو عليه، بعد ان وقعت عقد الترميم بــ 4 مليون ونصف جنية ، هذا المبلغ المبالغ فيه، كان كافي لإنشاء مبني نموذجي جديد للمرضي دور أرضي ليتناسب مع حالتنا، التي لم تراعي في عملية إنشاء القسم بالدور الثالثن وهذا صعب علينا خاصة مع تعطل الأسانسير نتيجة المياه الجوفية التي تسببت في تأكل البنية التحتية للمبني، والذي لا يصلح فيه ترميم الا بعد عملية الهدم ووضع أساسات سليمة تمنع تسرب المياه الجوفية مرة أخري.
وأضاف بأنه من الظلم والعذاب أن يصعد مريض الكلي، والعناية المركزة، والباطنة علي قدمية أو محمولاً علي الأكتاف، وطالب مناشداً الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مراعاة هؤلاء المرضي، التي تمثلت مطالبهم في أقل حقوقهم بتشغيل المصعد، وإنشاء مبني نموذجي دور أرضي.
معناة يومية يعيشها مرضي الفشل الكلوي أثناء عملية الغسيل، حيث يقضون ساعات طويلة ما بين عملية الغسيل، وتردي الخدمات المقدمة لهم، وتفشي الإهمال، والاستهانة بمعاناتهم.
ويقول خالد عبد الفتاح أنه يقوم بغسيل الكلي منذ 6 سنوات نعاني من عدم وجود أطباء في النوباتجيات، ودائماً ما يعاني قسم الغسيل من عدم وجود أي رعاية صحية أو أطباء، ولو حدث أي ظرف لأي مريض لا يجد من يغيثه فلا يجد أمامه سوي أن ينقل الي العناية المركزة، أو يلقي ربه، مشيداً بدور التمريض قائلاً الممرضات هن من يعملن علي رعايتنا هن الأطباء، وهن العاملات، وهن كل شيء في القسم.
بينما أكد أحد المرضي والذي يقوم بغسل كلاه علي مدار 15 سنه علي أن أطباء القسم يقومون بإستغلال المرضي، والمتاجرة بهم لتحقيق مكاسب مادية لهم، مشيراً الي أن الدكتور محمد عبدالله مشرف عام المديرية علي القسم الذي أطلق عليه المرضي حسب قولهم زعيم العصابة كان يسعر قسطرة المريض كل جلسة بـ 180 جنيه في حين انها في أي مكان خارجي سعرها 130 جنيه فقط، بخلاف سعر الجلسة 140 جنية عن كل جلسة غسيل، ويسترسل قائلاً : أتي بعد ذلك الدكتور محمد طلبه وقرر من تلقاء نفسه رفع العلاج الذي يصرف لمرضي القسم، وفلاتر الفسفور لحسابه الخاص، ليقوم كل مريض بشرائها من الخارج، وأنا عندي نسبة الفسفور مرتفعة، واحتاج الي هذه الفلاتر، ولا يمكنني تحمل كل هذه الأعباء المادية لكل جلسة، فالجلسة الواحدة تكلفني أكثر من 600 جنية في حين انه من المفترض أنها 140 فقط، ولكن الاستغلال وتجارة أطباء القسم لا ترحم المرضي .
صرخات المرضي صداها ينتشر في كل مكان، بسبب الإهمال المنتشر في ربوع مستشفيات وقطاعات الصحة بالفيوم، وعلي وجه الخصوص مستشفى الفيوم العام.
مسعود خميس جمعه مريض فشل كلوي، لم يجد الرعاية التي تتناسب مع مرضة بل القي به القدر في ظلمات الإهمال داخل مستشفى الفيوم العام، ويقول: دورات المياه الموجودة بالمبني ككل غير إداميه علي الاطلاق، والحنفيات متكسرة، فكيف لنا أن نتوضأ أو نستخدمها عامة، عوضاً عن أن النفايات الطبية والفلاتر توضع بدورات المياه، وتترك لأيام وهذا خطر كبير علي صحة المرضي من الأقسام المختلفة لان ذلك يتسبب بنقل العدوي، وانتشار الاوبئة، والحشرات التي تقوم بدورها بنقل العدوي عن طريق مخلفات الدم، خاصة ونحن في فصل الصيف، وهذا عناء ومشقة كبيره علينا أن نتعايش مع هذه الظروف المفروضة علينا كما فرض علينا بقدر الله أن نكون مرضي، ونخضع لهذه المعاناة .
لم تنتهي رحلة المعناة في بحث هؤلاء المرضي عن بصيص من الآمل، حيث قاموا بإنشاء رابطة تسمي رابطة مرضي الفشل الكلوي والتي تضم قرابة 14 الف مريض علي مستوي الجمهورية واكثر من 600 مريض بمحافظة الفيوم، لتقوم بتعويض دور وزارة الصحة المسلوب منهم بتوعية المرضي الجدد بأليات غسيل الكلي، ودعمهم بالخبرات التي مر بها سابقيهم، كما تعمل علي مساعدة غير القادرين علي تحمل نفقات العلاج، والتواصل مع بعضها البعض لبحث مشكلاتهم المتفشية في أغلب مستشفيات الحكومية والخاصة علي مستوي الجمهورية، وهو ما أكده محمد سويلم دكتور أمراض الكلي، أن هناك العديد من مراكز الغسيل يمتلكها تجار، مهندسون، يستغلون وضع المرضى من أجل جني المزيد من الأموال، مشيراً إلي أن هذا بيزنس والدولة تعلم جيداً أصحابه ولكن لا يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم.
حيث قامت الرابطة بمخاطبة الدكتور أحمد الغندور مدير المستشفى العام، وعرض مذكرة عليه لتضعه في مفارقة بين حالة القسم برئاسة الدكتور محمود رجب الذي كان يبذل قصاري جهده للرقي بالخدمة المقدمة علي الوجه الاكمل ومعاونة أحمد رجب مشرف التمريض، وبين حال القسم في ظل رئاسته الجديدة التي لا تتحدث سوي عن توفير الاقتصادي حتي لو كان علي حساب صحة المريض، ومنع فلاتر هاي فلكس m .f عن المرضي لاسيما المرتفع لدية نسبة الفسفور في الدم، كما طالب كلا من الدكتور محمد عبدالله، والدكتور أشرف حسني من أمين مخازن القسم حسب شهادته التي تضمنتها المذكرة باستبدال وصلات وفلاتر المستشفى بأنواع أقل جودة وتكلفه للمرضي علي أن يقوموا هما بأخذ الوصلات الحكومية لمركز الحياة الخاص بهم، نظير دفع فارق مادي الي الموظف، كما تضمنت المذكرة في بندها السابع أن هناك مرضي يتم علاجها بالقسم دون أن يكون لها مستندات أو علاقة بالقسم، وهو الامر الذي يثير الشكوك بأن رئاسة القسم تجلب مرضي مركزها الخاص للعلاج المجاني بالمستشفى، ويقوموا هم بحصد الأموال منهم.
وجاء رد الغندور علي المذكرة باختيار مجموعة للتحدث باسم مرضي قسم الغسيل الكلوي، وهو ما كان فتم تشكيل لجنة منتخبة ضمت كلا من سعيد محمد سيد – خالد عبدالفتاح –شعبان بكري وتم تسميتها بلجنة داووا مرضاكم وتم ارسال ثلاث نسخ بتشكيل اللجنة الي كلا من مدير مستشفى الفيوم العام – رئيس قسم الكلي الصناعي –جميع مرضي الفشل الكلوي بالمستشفى، دون أن يجد هذا الإجراء محلاً من الاعراب الصحي، فتم تصعيد الشكوى الي اللواء الدكتور ماهر الجاويش وكيل وزارة الصحة بالفيوم، والذي لم يبدي أي أهمية للأمر وطبق المثال الشعبي الشهير ودن من طين وأخري من عجين.
فلم تجد الرابطة ملازاً لها سوي تحرير بلاغ بالنيابة الإدارية، تتهم فيه المعنيين بقسم الغسيل الصناعي بمستشفى الفيوم العام التابعة لمديرية الصحة بالفيوم بالإهمال وإهدار المال العام، وإهدار حقوق المرضي التي نصت عليها المادة 18 من الدستور المصري.
كما صعدت الرابطة الشكوى بإرسال فاكس الي وزير الصحة، ورئاسة الجمهورية تطالب فيه ضرورة التدخل لرفع الضرر عن مرضي الكلي بمحافظة الفيوم، وتضمنت الشكوى رصد توضيحي للمعناة، وإهدار المال العام، ونعنت الاطباء في سلب حقوق المرضي.
ولازال مسلسل جـــــــزارة الأطبـــاء يخرج المزيد من جعبته ليطل علينا بشبح ملائكة الرحمة، دونما أدني رحمة أو مراعاة المرض والفقر، وقلة الحيلة.