تعرف على فضة المعداوي.."بنت الصعيد" دفنت بعد وفاتها بـ 4 أيام
الخميس 22/ديسمبر/2016 - 04:36 م
اية محمد
طباعة
يحل اليوم ذكري وفاة الفنانة "سناء جميل" السيدة الارستقراطية التي تتحدث الفرنسية، قدمت عشرات الأعمال الفنية التي ما زالت راسخة حتى الساعة، بين أدوار كوميدية وأخرى درامية.
اسمها الحقيقي ثريا يوسف عطا لله، ولدت في 27 ابريل عام 1930 في مركز ملوي، التابع لمحافظة المنيا، وكان والدها يشتغل محاميًا في المحاكم المختلطة التي ألغيت قديمًا، بينما كانت والدتها من خريجات كلية البنات الأمريكية بمحافظة أسيوط.
ظلت "سناء" داخل المدرسة الفرنسية حتى المرحلة الثانوية، إذ شاركت خلال سنوات الدراسة في العديد من المسرحيات باللغة الفرنسية، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية دون علم شقيقها الأكبر، الذي لجئت إلى الإقامة معه في القاهرة في ظل غياب الأسرة، والذي قام بطردها بعد علمه بالأمر بالإضافة إلى تبرؤ عائلتها منها، ولكن زكي طليمات الذي أسس المعهد العالي للفنون المسرحية وقف إلى جانبها ووفر لها مسكنًا، كما بحثت هي عن وظيفة تعينها على الحياة.
كانت البداية الحقيقية لها من خلال فيلم "بداية ونهاية" للأديب الكاتب نجيب محفوظ، جسدت دور "نفيسة" الفتاة الفقيرة العانس التي تضطرها ظروفها للممارسة الرذيلة، وقالت "جميل" في أحد حواراتها الفنية "لقد فقدت حاسة السمع بسبب "القلم" الذي صفعني إياه عمر الشريف"، وذلك أثناء تصوير المشهد صفعها "الشريف" قلمًا حقيقيًا أصيبت على إثره بفقدان حاسة السمع بإحدى الأذنين.
قامت بالمشاركة في 9 مسرحيات و15 مسلسلًا و46 فيلما سينمائيًا، ولكن مع هذا التألق إلا أنها كانت مقلة في إسهاماتها في مجال المسرح فلم تقدم سناء جميل سوى أعمال قليلة منها "ماكبث"، و"زواج الحلاق"، و"الدخان زهرة الصبار"، و"رجل الأقدار"، و"سقوط فرعون"، و"ابن جلا"، ومن أشهر أعمالها التليفزيونية "الراية البيضاء"، و"ساكن قصادي"، وكان فيلم "الزوجة الثانية" من أكثر الأدوار التي تميزت في أدائها.
التقت بزوجها لويس جريس عن طريق زميلة صحفية سودانية في حفل إقامته بمنزلها، وكانت بداية قصة الحب بينهما، وظل " جريس" كاتمًا حبه لها لفترة طويلة، إذ كان يعتقد خطأ أنها مسلمة، خاصةً وأنها كانت دائمًا ما تردد عبارات مثل "والنبي.. والله العظيم"، ولكنه قرر أن يفاجئها قائلًا: "لو ما كنتيش بس مسلمة وأنا مسيحي كنت طلبتك للجواز"، فابتسمت "سناء" قائلة: "أنا مسيحية يا لويس"، وتم الزواج بين الحبيبين عام 1961، ولكن الفنانة الراحلة أثرت ألا تنجب كي تتفرغ بشكل كامل لفنها.
حصلت سناء جميل على وسام العلوم والفنون في عام 1967، كما تم تكريمها في مهرجان الأفلام الروائية في عام 1998، بالإضافة إلى مجموعة من جوائز وزارتي الثقافة والإعلام، والعديد من التكريمات على مدار مشوارها الفني الطويل في الفترة ما بين 1950 وحتى 1998.
والمفاجأة الكبرى أن الفنانة سناء جميل لم تدفن إلا بعد مرور أربعة أيام كاملة على وفاتها، ولم يعرف الكثيرون السبب وراء ذلك حتى كشفه زوجها الكتاب الصحفي لويس جريس، الذي قال أنه قرر عدم دفن جثة زوجته سناء جميل عسى أن يظهر أحد من أسرتها حيث قام بعمل إعلانات كثيرة على جرائد مختلفة إلا أنه لم يسأل فيها أحد لتدفن وحيدة في 22 ديسمبر عام 2002 بعد إصابتها بالسرطان.