أثار خبر القبض على المستشار جمال الدين محمد إبراهيم اللبان، مدير عام التوريدات والمشتريات بمجلس الدولة، اهتمام الرأي العام في الآونة الأخيرة، حيث تلقى رشوة شملت ملايين من العملات المختلفة، وكانت البداية بوصول معلومات لرجال الرقابة الإدارية تفيد بتلقيه رشاوى كبيرة من إحدى الجهات الخاصة لإسناد أعمال توريدات لشركات معينة، وأسفرت التحريات عن صحة المعلومات، وتم رصد المتهم بعدد من التسجيلات لتنفيذ الجريمة بينه وبين آخرين.

وخلال هذا التقرير يرصد "المواطن" الرأي الشرعي لتلك الجريمة، والعقوبة التي من المفترض يتم تنفيذها على مركبيها.

من جانبه قال الدكتور عبد الله رشدي، أحد علماء الأزهر، أن الرشوة من الأمور التي حرمتها الشريعة الإسلامية قولًا واحدًا ونهت عنها نصوص واضحة، مضيفًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن تلك التصرفات في أحاديثه النبوية الشريفة.

وأضاف رشدي، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن التحريم يشمل ما يحصل عليه الإنسان بدون وجه حق فيدخل تحت بند الرشوة، ويجب أن يكون القانون أكثر صرامة وشدة مع هؤلاء الناس، موضحًا أن المرتشي ملعون ومطرود من رحمه الله في الدنيا والآخرة، مستدلًا بالحديث النبوي، قال الرسول "صلى الله عليه وسلم "لعن الله الراشي والمرتشي بين الناس".

وفى سياق متصل، ذكر الدكتور محمد العربي، عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، إن الثابت في أحكام الشرع الحنيف أن الرشوة من كبائر الذنوب، بقوله تعالى " سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ".

وأضاف أن الحسن وسعيد بن جبير، قالا أن السحت هو الرشوة، حيث حرمت كافة الأحاديث النبوية الرشوة لقوله "صلى الله عليه وسلم" لعن الله الراشي والمرتشي والراءش" أي الوسيط بينهما.


وأوضح العربي في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن الحرمة في الحديث النبوي تشمل قبول الرشوة أو التعامل بها، وكذلك يحرم عمل الوسيط بين الراشي والمرتشي، موضحًا أن من أخذ شيئًا من الرشوة أثناء توليه المال العام على سبيل الرشوة فعليه رده لخزينة الدولة.

وعن عقوبة المرتشي، قال إن عقوبته تتمثل في العذاب الأليم يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى، مستدلا بقول "صلى الله عليه وسلم"، "إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة".

وتابع العربي، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، استعمل رجلا فاجئه بعد أن فرغ من عمله فقال هذا اهدي لكم وهذا اهدي لي، فقال النبي، أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك لتنظر أن يهدي لك أم لا، فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء يوم القيامة يحمله على عنقه".

"الرشوة تعتبر جريمة كبرى في حق المجتمع" قالها الدكتور محمود كبيش، الخبير القانوني موضحًا أن عقوبة المرتشي وكل من يثبت اشتراكه في هذه الجريمة تكون بالسجن المشدد فورًا دون رأفة.

وأضاف كبيش، في تصريح خاص لـ"المواطن"، إن السلطة القضائية هي المختصة بتقرير مدة السجن التي قد تصل إلى 15 عامًا للمرتشي حسب الواقعة، مشيرًا إلى أن العقوبة تصل إلى الإعدام إذا ألحقت الضرر بالأمن القومي المصري.