أسدلت محافظة المنيا الستار على ملف الفتن الطائفية بين "المسلمين والأقباط"، الذي ضرب المحافظة على مدار عام 2016، والذي كان السبب في تسليط الضوء على "إقليم عروس الصعيد" منذ لحظة اندلاع النيران بإحدى الكنائس مرورًا بتعرية سيدة عجوز، ووصولا لأخر ملفات الفتن الطائفية بعزبة عاصم.

وتصدرت محافظة المنيا المشهد السياسي في النصف الأول من عام 2016، خلال فترة تولي اللواء طارق نصر محافظ المنيا السابق مهام الإقليم، حيث وقع في فترة ولايته عدة مصادمات ومشاحنات لم تنجح القيادات الأمنية والإدارية في معالجتها.

ففي الخميس الموافق 12 مايو الماضي، شهدت المحافظة اندلاع نيران بخيمة مخصصة لأداء الشعائر الكنسية بقرية الإسماعيلية، الأمر الذي ردت عليه الأجهزة الأمنية بكون الحادث جنائي ولا يتعلق بالفتن الطائفية، في الوقت ذاته طالبت الكنيسة في بيان رسمي لها عبر أسقف مطرانية المنيا وأبو قرقاص الأنبا مكاريوس بسرعة ملاحقة الجناة.

ولم يمر الوقت طويلا، حيث شهد الشهر ذاته فتنة طائفية جديدة، هي الأشهر في تاريخ الفتن الطائفية علي مستوي الجمهورية، والشهيرة بـ «سيدة التعري»، والتي وقعت بمركز أبو قرقاص.

واندلعت الفتنة على إثر تردد وجود علاقة عاطفية بين رجل قبطي وزوجة مسلمة، الأمر الذي استدعي قيام زوج الأخيرة، وبرفقته عدد من الأهالي بمهاجمة منزل الشاب القبطي، ما نجم عنه اندلاع النيران بمحل تجاري، و4 منازل، فضلًا عن تردد أنباء عن مهاجمتهم لسيدة عجوز في عقدها السبع، هي والدة الشاب القبطي.

ولم تنجو قرية كوم اللوفي، بمركز سمالوط،بدورها من ملف الفتن الطائفية، عقب تردد أنباء عن قيام مواطن قبطي، يسعي لتحويل منزله إلى كنيسة، لإقامة الشعائر الدينية الكنسية، حينها قرر المئات من أهالي البلدة التوجه إلى منزله، حيث ووقعت مناوشات بين الجانبين، وتم اندلاع النيران بمنزل الأخير، ومنزلين أخرين لجيرانه.
وانتهت الأزمة بتدخل أعضاء بيت العائلة المصرية، وتقديم بعض التعويضات المالية للمتضررين، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 27 شخصًا من المتهمين، وقرر محافظ المنيا آنذاك صرف 30 ألف جنيه للمتضررين.
وفي يوليه من عام 2016 انضمت قرية أبو يعقوب، بمركز المنيا، لقائمة الفتن بالمحافظة، عقب وقوع مناوشات بين مسلمين وأقباط، بسبب زعم تحويل منزل لكنيسة، وتم إضرام النيران بـ 4 منازل الأقباط.

وتم التصالح ثم أعقبه قرار المحافظ بمنح أصحاب المنازل المتضررة 40 ألف جنيه، بواقع 10 ألاف جنيه لكل متضرر، وقيام بيت العائلة المصرية بعقد الصلح بين الطرفين

وفي نهاية الشهر ذاته لقي شاب قبطي مصرعه وأصيب اثنين آخرين بينهما سيدة، إثر تدخله لفض مشاجرة نشبت بين عدد من الصبية المسلمين والأقباط، بقرية طهنا الجبل، بمركز المنيا، عقب طلب أحد الصبية يقود عربة كارو، وبرفقته 3 آخرين من الصبية، من طفل قبطي السماح له بالمرور بالشارع لكونه مزدحمًا بالأهالي، إلا أن الأخير رفض، فنشبت بينهما مشاجرة استدعى كلا منهما ذويه، ما ترتب عليه مقتل «فام ماري»، وأصيب اثنين آخرين من الأهالي بينهم سيدة.

و في صباح يوم 13 من سبتمبر الماضي، وعقب مضي 6 أيام على تولي اللواء عصام الدين البديوي محافظ المنيا الجديد مهام المحافظة،، وقعت فتنة أخيرة أسدلت بها المحافظة مسلسل الفتن الذي اندلع بالمحافظة علي مدار العام، والذي وقعت بوادرها بين سائق مسلم، وآخر قبطي، على خلفية أولوية المرور بالسيارة، وقام كل طرف منهما باستدعاء ذويه، ومن ثم تطورت إلى اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها الأسلحة البيضاء، ما أسفر عن إصابة مواطن قبطي، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على عشرات المتهمين.