بالصور.. "مجمع الأديان".. الشارع الراقي في قلب عشوائية مصر القديمة
الأحد 01/يناير/2017 - 02:56 م
رحاب إدريس
طباعة
بمجرد أن تطأ قدميك منطقة مصر القديمة، تجد نفسك محاط بمنازل آيلة للسقوط، تمشي فوق طرق متعرجة يغمرها زحام لفئات عمرية مختلفة، نقشت على وجوههم تجاعيد تنم عن شقاء وفقر مدقع يعيشون فيه، وملابسهم الرثة المتسخة هي عنوان بيئتهم العشوائية التي ترعرعوا فيها.
"مصر القديمة" المدينة التي إشتهرت بالعشوائية في مصر المحروسة لإحتوائها على أكثر المناطق تدهورًا، ففيها تجد بطن البقرة، وعزبة خير الله، وسوقي "الجيّارة، ومحمد الصغير" أبرز المناطق العشوائية في الجمهورية، التي إستخدمها أهل الفن كمادة لبلورة حياة المنعدمين في مصر.
فعند محاولة دخولك أي من تلك المناطق لابد أن تصطحب معك أحد أهالي المنطقة، حتى يُسمح لك بالدخول، لتبدأ معاناة مشاهدة حياة المنعدمين في مصر المحروسة، فتجد منازلهم متهالكة، وطرقهم متعرجة ومتدهورة، وكافة جوانب شوارعهم مُكدّسة بالقمامة.
فداخل مصر القديمة تجد رؤوس الشوارع مواقف للميكروباصات، حيث تتجمع الميكروباصات المتهالكة على بدايات الشوارع لتكون نقطة إنطلاق أهالي المنطقة للخروج من مصر القديمة، أو للتنقل بداخلها، وأثناء توغلك داخل المنطقة تستوقفك مناظر "الأسواق الشعبية" المكتظة بالباعة الجائلين، هؤلاء الذين يصطفون بجانب بعضهم البعض دون أن يتركوا أي مسافة للمارة، لبيع الأطعمة، بدايةً من بيع الطماطم وصولًا للحوم، فتجد بائع الطماطم واقفًا بعربته وبجانبه بائع البصل والثوم والخضروات وغيرهم من البائعين الذين لم يفرق بينهم مسافات، وتجد حولهم القمامة التي تغطي رائحتها على رائحة الأطعمة المُباعة.
وبداخل تلك الأسواق سترشدك القطط والذباب عن محال بيع اللحوم والأسماك، حيث تجد المحلات التي تبيع اللحوم والأسماك محاطة بالذباب والقطط، التي إتخذت من بوابات تلك المحلات مستقرًا لها، وبخلاف الذباب والقطط فإن عينيك وأنفك سيتضرران من منظر ورائحة تلك المحلات التي يقوم أصحابها بإستخدام الشارع كجزء مكمل لمحلاتهم.
ففي الشوارع يقوم أصحاب محلات اللحوم، بذبح الخراف والعجول أو الدجاج أمام المارة التي قد تلطخ ملابسهم بدماء تلك الذبيحة، فيما يقوم أصحاب محلات الأسماك بتنظيف الأسماك في الشارع بواسطة بعض القطع الخشبية الشبيهه بالصناديق، حيث يضع صاحب المحل السمك على ذلك الصندوق المفتوح وبسكينة يتم قطع زعانف
وعندما تتجول داخل تلك المناطق ستجدهم حوّلوا محلات بيع الملابس إلى مجرد "ستاندات" تعلق عليها الملابس المختلفة أنواعها وألوانها لتجذب نظر المارة للشراء، وستجد محلات بيع الأثاث تفترش الأرصفة لعرض موبلياتهم التي معظمها مستعملة.
ولم يكن بائعي الأثاث فقط من يفترشون الأرصفة، فهناك الكثيرين من الباعة الجائلين من يتخذون من الرصيف مكانًا لهم لمزاولة مهنتهم، ومن أبرز هؤلاء الباعة نجد بائعي الخبز، الذين يقومون بعرض بضائعهم في الشارع فخبز المناطق العشوائية بسبب طريقة بيعه يُعد خبز مسموم نظرًا لما يتعرض له في الشارع بسبب عوادم السيارات والذباب.
وعقب جولتلك داخل سوق "محمد الصغير" الذي يُعد المثال الأقوى للعشوائية في القاهرة القديمة، المتجسدة في (الشوارع، الأزقة، المنازل، المحلات)، يستوقفك سُلم درجاته متهالكة، مُحاط بخشب متآكل ما إن تتخطاه حتى تجد نفسك تنتقل لعالم آخر، فبدلًا من رائحة القمامة العَفِنة، سيصطدم بك الهواء المُحمّل بعبق التاريخ حيث تقبع منطقة "مجمع الأديان".
وفجأة تتحول العشوائيات لمكان راقي أشبه بالشوارع الأوروبية، المكترثة بالسائحين المختلفة جنسياتهم، لتتحول دكاكين سوق "محمد الصغير" الصغيرة المُهمشة لبازارات، ومولات وأسواق للفن التشكيلي.
ففي شارع مجمع الأديان كأنك تجد إحدى المناطق السياحية تتصارع مع العشوائيات، فتجد كل شئ مختلف، فالأسواق التي ترهقك رائحتها ومنظرها في العشوائيات تتحول لأسواق للفن التشكيلي في منطقة مجمع الأديان.
والمقابر الشبيهه بالصحراء في القاهرة القديمة، والتي يستحال العيش بداخلها، تتحول في منطقة مجمع الأديان لحدائق عامة، حيث إنه يتواجد في المنطقة مقابر لظفن الأجانب تلك المقابر تُعد منطقة سياحية يستخدمها المصريين كحديقة عامة يتنزهون بداخلها من شدة جمالها.
ويختلف تربي العشوائيات عن تربي الأجانب، حيث أن التربي العشوائيات غالبًا ما يكون "ضخم البنيان، خشن اليدين، ملامحه حادة، يعيش داخل عشش في الترب حياة غير آدمية لا يتحملها الكثيرون"، ولكن تربي الأجانب شبيه للإنجليز، ذو بشره بيضاء وشعره يكسوه اللون الأبيض علامة على تقدم السن، يعيش داخل ڤيلا بجوار المدفن الموجود بقلب المناطق السكنية.
لم تكن منطقة "محمع الأديان" المنطقة الراقية الوحيدة التي تصارع العشوائيات، في مصر المحروسة، فمحافظات مصر مليئة بتلك المناطق التي تحاول القضاء على العشوائيات لتسترجع مصر المحروسة كسابق عهدها خالية من التدهو والعشوائية، فقام "المواطن" برصد ذلك التصارع بين العشوائية والرقي والتي بدأها في السطور السابقة بالقاهرة القديمة.
"مصر القديمة" المدينة التي إشتهرت بالعشوائية في مصر المحروسة لإحتوائها على أكثر المناطق تدهورًا، ففيها تجد بطن البقرة، وعزبة خير الله، وسوقي "الجيّارة، ومحمد الصغير" أبرز المناطق العشوائية في الجمهورية، التي إستخدمها أهل الفن كمادة لبلورة حياة المنعدمين في مصر.
فعند محاولة دخولك أي من تلك المناطق لابد أن تصطحب معك أحد أهالي المنطقة، حتى يُسمح لك بالدخول، لتبدأ معاناة مشاهدة حياة المنعدمين في مصر المحروسة، فتجد منازلهم متهالكة، وطرقهم متعرجة ومتدهورة، وكافة جوانب شوارعهم مُكدّسة بالقمامة.
فداخل مصر القديمة تجد رؤوس الشوارع مواقف للميكروباصات، حيث تتجمع الميكروباصات المتهالكة على بدايات الشوارع لتكون نقطة إنطلاق أهالي المنطقة للخروج من مصر القديمة، أو للتنقل بداخلها، وأثناء توغلك داخل المنطقة تستوقفك مناظر "الأسواق الشعبية" المكتظة بالباعة الجائلين، هؤلاء الذين يصطفون بجانب بعضهم البعض دون أن يتركوا أي مسافة للمارة، لبيع الأطعمة، بدايةً من بيع الطماطم وصولًا للحوم، فتجد بائع الطماطم واقفًا بعربته وبجانبه بائع البصل والثوم والخضروات وغيرهم من البائعين الذين لم يفرق بينهم مسافات، وتجد حولهم القمامة التي تغطي رائحتها على رائحة الأطعمة المُباعة.
وبداخل تلك الأسواق سترشدك القطط والذباب عن محال بيع اللحوم والأسماك، حيث تجد المحلات التي تبيع اللحوم والأسماك محاطة بالذباب والقطط، التي إتخذت من بوابات تلك المحلات مستقرًا لها، وبخلاف الذباب والقطط فإن عينيك وأنفك سيتضرران من منظر ورائحة تلك المحلات التي يقوم أصحابها بإستخدام الشارع كجزء مكمل لمحلاتهم.
ففي الشوارع يقوم أصحاب محلات اللحوم، بذبح الخراف والعجول أو الدجاج أمام المارة التي قد تلطخ ملابسهم بدماء تلك الذبيحة، فيما يقوم أصحاب محلات الأسماك بتنظيف الأسماك في الشارع بواسطة بعض القطع الخشبية الشبيهه بالصناديق، حيث يضع صاحب المحل السمك على ذلك الصندوق المفتوح وبسكينة يتم قطع زعانف
وعندما تتجول داخل تلك المناطق ستجدهم حوّلوا محلات بيع الملابس إلى مجرد "ستاندات" تعلق عليها الملابس المختلفة أنواعها وألوانها لتجذب نظر المارة للشراء، وستجد محلات بيع الأثاث تفترش الأرصفة لعرض موبلياتهم التي معظمها مستعملة.
ولم يكن بائعي الأثاث فقط من يفترشون الأرصفة، فهناك الكثيرين من الباعة الجائلين من يتخذون من الرصيف مكانًا لهم لمزاولة مهنتهم، ومن أبرز هؤلاء الباعة نجد بائعي الخبز، الذين يقومون بعرض بضائعهم في الشارع فخبز المناطق العشوائية بسبب طريقة بيعه يُعد خبز مسموم نظرًا لما يتعرض له في الشارع بسبب عوادم السيارات والذباب.
وعقب جولتلك داخل سوق "محمد الصغير" الذي يُعد المثال الأقوى للعشوائية في القاهرة القديمة، المتجسدة في (الشوارع، الأزقة، المنازل، المحلات)، يستوقفك سُلم درجاته متهالكة، مُحاط بخشب متآكل ما إن تتخطاه حتى تجد نفسك تنتقل لعالم آخر، فبدلًا من رائحة القمامة العَفِنة، سيصطدم بك الهواء المُحمّل بعبق التاريخ حيث تقبع منطقة "مجمع الأديان".
وفجأة تتحول العشوائيات لمكان راقي أشبه بالشوارع الأوروبية، المكترثة بالسائحين المختلفة جنسياتهم، لتتحول دكاكين سوق "محمد الصغير" الصغيرة المُهمشة لبازارات، ومولات وأسواق للفن التشكيلي.
ففي شارع مجمع الأديان كأنك تجد إحدى المناطق السياحية تتصارع مع العشوائيات، فتجد كل شئ مختلف، فالأسواق التي ترهقك رائحتها ومنظرها في العشوائيات تتحول لأسواق للفن التشكيلي في منطقة مجمع الأديان.
والمقابر الشبيهه بالصحراء في القاهرة القديمة، والتي يستحال العيش بداخلها، تتحول في منطقة مجمع الأديان لحدائق عامة، حيث إنه يتواجد في المنطقة مقابر لظفن الأجانب تلك المقابر تُعد منطقة سياحية يستخدمها المصريين كحديقة عامة يتنزهون بداخلها من شدة جمالها.
ويختلف تربي العشوائيات عن تربي الأجانب، حيث أن التربي العشوائيات غالبًا ما يكون "ضخم البنيان، خشن اليدين، ملامحه حادة، يعيش داخل عشش في الترب حياة غير آدمية لا يتحملها الكثيرون"، ولكن تربي الأجانب شبيه للإنجليز، ذو بشره بيضاء وشعره يكسوه اللون الأبيض علامة على تقدم السن، يعيش داخل ڤيلا بجوار المدفن الموجود بقلب المناطق السكنية.
لم تكن منطقة "محمع الأديان" المنطقة الراقية الوحيدة التي تصارع العشوائيات، في مصر المحروسة، فمحافظات مصر مليئة بتلك المناطق التي تحاول القضاء على العشوائيات لتسترجع مصر المحروسة كسابق عهدها خالية من التدهو والعشوائية، فقام "المواطن" برصد ذلك التصارع بين العشوائية والرقي والتي بدأها في السطور السابقة بالقاهرة القديمة.