في ذكرى مولده الـ71.. "الطيب" رائد تطوير الخطاب الديني
الجمعة 06/يناير/2017 - 11:24 م
أحمد أبو حمدي
طباعة
71 عامًا مرت في حياة الإمام الأكبر، الشيخ أحمد الطيب، قضى نصف قرن منها، وهو يواصل جهوده المكثفة لنشر السلام والأخوة الإنسانية، والمحبة بين الشعوب، وإيصال رسالة الإسلام الوسطى للعالم أجمع، كرس حياته من أجل العمل علي نشر ثقافة التعايش والحوار، وهو القائل: "إنني مستعد لبذل كل شئ من أجل أن يهنأ الجميع من كل الأعراق والأديان والألوان بالسلام والمحبة والاستقرار".
نشأته
وُلد الإمام الأكبر في 6 يناير،1946 بقرية المراشدة في مركز دشنا بقنا جنوب مصر، لأسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب.
دراسته
التحق "الطيب"بجامعة الأزهر، حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة، عام 1969، ثم شهادة الماجستير عام 1971، ودرجة الدكتوراة عام 1977 فى نفس التخصص، وهو أستاذ فى العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة فى فرنسا، ولديه مؤلفات عديدة فى الفقه والشريعة وفى التصوف الإسلامى.
تم تعيينه رئيسًا لجامعة الأزهر عام 2003 حتى 19 مارس 2010، عندما أصدر الرئيس السابق قرارًا بتعيينه شيخًا للجامع الأزهر خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي، حينئذ.
مواقفه الوطنية
بادر"الطيب" فى أبريل 2011 برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها منذ توليه مسئولية مشيخة الأزهر الشريف، كما طلب العمل بدون أجر دعمًا للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة عقب ثورة 25 يناير إلى يومنا هذا.
"الإمام الحكيم"
يواصل الإمام الأكبر اهتمامه بقضايا المرأة ويدافع عن حقوقها، معلنًا ذلك أمام الجميع بأن الإسلام كدين وسطى جاء ليؤكد على احترام المرأة ويصون حقوقهًا من الضياع أو الإهدار، إضافة إلى عمله على فتح باب الاجتهاد وطالب المفتين من دول العالم خلال إحدى المؤتمرات الصحفية بأن يقتحموا القضايا الشائكة ويجتهدوا فيها للتيسير علي الناس ومراعاة تغير الزمان والأحداث.
"الإمام القائد"
عمل الإمام الأكبر خلال فترة ترأسه للأزهر الشريف على إعادة دور الأزهر الريادي محليًا وإقليميًا ودوليًا، مما أدى إلى احترام زعماء ورؤساء العالم وقادته لدور الإمام الأكبر فى هذا الملف، ويطلبون من فضيلته النصح والإرشاد للاستفادة من خبراته وحكمته، في نشر الوسطية ومكافحة الغلو والتطرف، ويعلمون بكل جهودهم من اجل التعاون التام مع الأزهر الذي لايدخر جهدًا في المواجهة الفكرية لما يهدد الإنسانية من مخاطر التطرف والإرهاب.
"الإمام المجدد"
يقود الإمام الأكبر حركة التجديد والتطوير في الأزهر الشريف، وقطاعاته المختلفة، مما أحدث نهضة لم يذكرها
التاريخ لأحد من مشايخ الأزهر السابقين -رحمهم الله جميعًا-، ولازال يقدم الكثير فى هذا الملف.
ويقود حراكًا فكريًا وتجديدًا في العلوم الإسلامية كافة، وأطلق إستراتيجية التطوير التي تقوم على إعطاء مساحة أكبر للشباب من اجل الإستفادة التامة من طاقتهم في الإصلاح والبناء، والعمل على توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة، لملاحقة الفكر المتطرف وإيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الصحيح، وإظهار قِيَمِة الإنسانية في التعامل مع الآخرين من أصحاب الديانات المختلفة.
"الإمام الإنسان"
لا يدخر الإمام الأكبر وسعا في نصرة المظلومين والضعفاء والبائسين وإغاثة الملهوفين، على كل المستويات الاجتماعية، وهؤلاء يملأون مكتبه صباح كل يوم ولا يغادروه إلا بعد التأكد التام من قضاء حوائجهم - وليس حادث السيول وإغاثة الأزهر للمنكوبين منا ببعيد - فدائما يحمل همّ الفقراء ويشعر بآلامهم وأحزانهم الشديدة.
جهوده في مناصرة الأدباء
كشف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عن حبه الشديد للأديب الراحل طه حسين وأكد خلال أحاديثه: أنه منذ الصغر ينفتح على الأدباء ويقرأ كتب طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم عبد الله، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة.
واعتبر الإمام الأكبر "طه حسين" شديد الأدب مع التراث، وقال:"كنت وأبناء جيلي نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا في هذا المعترك الثقافي الدولي، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا إنني مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله ومع أبى بكر وعمر وعثمان، ومن هذا المنطلق كنّا نعيش دائمًا مع هذه الكتب ومع هذه القامات؛ لأنها فعلًا تربي العقول وتكون الزاد المعرفي".
جهوده مع الأشقاء العرب
لم يسُر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بتردى علاقات مصر بالأشقاء، وتحدث عن نفسه: "إنه يحكم بما أنزل الله، وكان للمختلفين معه خصيمًا قويًا لا يصب في مصلحة المصريين".
أيقن الإمام الأكبر بحكمته المعهودة خطورة الفرقة بين الأشقاء العرب،فلجأ إلى استخدام قوة الأزهر الناعمة فى رأب الصدع مع السعودية والإمارات والبحرين، فسافر إلى السعودية والبحرين، مطبقًا قوله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ".
وتسلم خلال الفترة الماضية من دولة الإمارات الشقيقة جائزة الشيخ زايد للكتاب لاختياره شخصية العام الثقافية على مستوى العالم الإسلامي ورأى انه هذه الفرصة الكبيرة للتقارب بين الأشقاء في وجهات النظر.
جهوده الخارجية العام الماضي
تحرك الإمام الأكبر نحو 10 عواصم عالمية، لمواجهة خطاب التطرف والكراهية، في تحرك هو الأول من نوعه في تاريخ الأزهر العريق، حيث أطلق مبادرة عالمية للحوار بين حكماء الشرق والغرب عقد منها أربع جولات ليحقق حكمة الله تعالي في الخلق "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا".
واتجه الإمام الأكبر في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى الفاتيكان معلنًا للدنيا كلها أن دين الإسلام هو دين السلام والأمان بامتياز، كافح بجهوده الدؤوبة من اجل تحقيق السلام لمواطني بورما إنقاذًا للمسلمين الذين يعانون من الكراهية والاضطهاد في ظل صمت عالمي استمر لسنوات طوال، واستطاع لأول مره أن يجمع شباب منطقة الصراع من مختلف الأديان والطوائف علي مائدة واحدة ليعلن من القاهرة أنه يسعي لتحقيق سلام عادل في بورما للجميع مسلمين وغير مسلمين.
نشأته
وُلد الإمام الأكبر في 6 يناير،1946 بقرية المراشدة في مركز دشنا بقنا جنوب مصر، لأسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب.
دراسته
التحق "الطيب"بجامعة الأزهر، حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة، عام 1969، ثم شهادة الماجستير عام 1971، ودرجة الدكتوراة عام 1977 فى نفس التخصص، وهو أستاذ فى العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرًا جامعيًا لمدة فى فرنسا، ولديه مؤلفات عديدة فى الفقه والشريعة وفى التصوف الإسلامى.
تم تعيينه رئيسًا لجامعة الأزهر عام 2003 حتى 19 مارس 2010، عندما أصدر الرئيس السابق قرارًا بتعيينه شيخًا للجامع الأزهر خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي، حينئذ.
مواقفه الوطنية
بادر"الطيب" فى أبريل 2011 برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها منذ توليه مسئولية مشيخة الأزهر الشريف، كما طلب العمل بدون أجر دعمًا للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة عقب ثورة 25 يناير إلى يومنا هذا.
"الإمام الحكيم"
يواصل الإمام الأكبر اهتمامه بقضايا المرأة ويدافع عن حقوقها، معلنًا ذلك أمام الجميع بأن الإسلام كدين وسطى جاء ليؤكد على احترام المرأة ويصون حقوقهًا من الضياع أو الإهدار، إضافة إلى عمله على فتح باب الاجتهاد وطالب المفتين من دول العالم خلال إحدى المؤتمرات الصحفية بأن يقتحموا القضايا الشائكة ويجتهدوا فيها للتيسير علي الناس ومراعاة تغير الزمان والأحداث.
"الإمام القائد"
عمل الإمام الأكبر خلال فترة ترأسه للأزهر الشريف على إعادة دور الأزهر الريادي محليًا وإقليميًا ودوليًا، مما أدى إلى احترام زعماء ورؤساء العالم وقادته لدور الإمام الأكبر فى هذا الملف، ويطلبون من فضيلته النصح والإرشاد للاستفادة من خبراته وحكمته، في نشر الوسطية ومكافحة الغلو والتطرف، ويعلمون بكل جهودهم من اجل التعاون التام مع الأزهر الذي لايدخر جهدًا في المواجهة الفكرية لما يهدد الإنسانية من مخاطر التطرف والإرهاب.
"الإمام المجدد"
يقود الإمام الأكبر حركة التجديد والتطوير في الأزهر الشريف، وقطاعاته المختلفة، مما أحدث نهضة لم يذكرها
التاريخ لأحد من مشايخ الأزهر السابقين -رحمهم الله جميعًا-، ولازال يقدم الكثير فى هذا الملف.
ويقود حراكًا فكريًا وتجديدًا في العلوم الإسلامية كافة، وأطلق إستراتيجية التطوير التي تقوم على إعطاء مساحة أكبر للشباب من اجل الإستفادة التامة من طاقتهم في الإصلاح والبناء، والعمل على توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة، لملاحقة الفكر المتطرف وإيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الصحيح، وإظهار قِيَمِة الإنسانية في التعامل مع الآخرين من أصحاب الديانات المختلفة.
"الإمام الإنسان"
لا يدخر الإمام الأكبر وسعا في نصرة المظلومين والضعفاء والبائسين وإغاثة الملهوفين، على كل المستويات الاجتماعية، وهؤلاء يملأون مكتبه صباح كل يوم ولا يغادروه إلا بعد التأكد التام من قضاء حوائجهم - وليس حادث السيول وإغاثة الأزهر للمنكوبين منا ببعيد - فدائما يحمل همّ الفقراء ويشعر بآلامهم وأحزانهم الشديدة.
جهوده في مناصرة الأدباء
كشف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عن حبه الشديد للأديب الراحل طه حسين وأكد خلال أحاديثه: أنه منذ الصغر ينفتح على الأدباء ويقرأ كتب طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم عبد الله، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة.
واعتبر الإمام الأكبر "طه حسين" شديد الأدب مع التراث، وقال:"كنت وأبناء جيلي نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا في هذا المعترك الثقافي الدولي، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا إنني مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله ومع أبى بكر وعمر وعثمان، ومن هذا المنطلق كنّا نعيش دائمًا مع هذه الكتب ومع هذه القامات؛ لأنها فعلًا تربي العقول وتكون الزاد المعرفي".
جهوده مع الأشقاء العرب
لم يسُر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بتردى علاقات مصر بالأشقاء، وتحدث عن نفسه: "إنه يحكم بما أنزل الله، وكان للمختلفين معه خصيمًا قويًا لا يصب في مصلحة المصريين".
أيقن الإمام الأكبر بحكمته المعهودة خطورة الفرقة بين الأشقاء العرب،فلجأ إلى استخدام قوة الأزهر الناعمة فى رأب الصدع مع السعودية والإمارات والبحرين، فسافر إلى السعودية والبحرين، مطبقًا قوله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ".
وتسلم خلال الفترة الماضية من دولة الإمارات الشقيقة جائزة الشيخ زايد للكتاب لاختياره شخصية العام الثقافية على مستوى العالم الإسلامي ورأى انه هذه الفرصة الكبيرة للتقارب بين الأشقاء في وجهات النظر.
جهوده الخارجية العام الماضي
تحرك الإمام الأكبر نحو 10 عواصم عالمية، لمواجهة خطاب التطرف والكراهية، في تحرك هو الأول من نوعه في تاريخ الأزهر العريق، حيث أطلق مبادرة عالمية للحوار بين حكماء الشرق والغرب عقد منها أربع جولات ليحقق حكمة الله تعالي في الخلق "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا".
واتجه الإمام الأكبر في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى الفاتيكان معلنًا للدنيا كلها أن دين الإسلام هو دين السلام والأمان بامتياز، كافح بجهوده الدؤوبة من اجل تحقيق السلام لمواطني بورما إنقاذًا للمسلمين الذين يعانون من الكراهية والاضطهاد في ظل صمت عالمي استمر لسنوات طوال، واستطاع لأول مره أن يجمع شباب منطقة الصراع من مختلف الأديان والطوائف علي مائدة واحدة ليعلن من القاهرة أنه يسعي لتحقيق سلام عادل في بورما للجميع مسلمين وغير مسلمين.