تعرضت مصر في الآونة الأخيرة إلى كثير من الأزمات التي استهدفت ضرب علاقاتها بدول أوروبا من جهة، وتدمير اقتصاد البلاد من خلال تدمير النشاط السياحي بها من جهة أخرى، حيث بدأت تلك الأزمات بسقوط الطائرة الروسية في سيناء، والتي أدت إلى مقتل جميع ركابها وطاقم الطائرة، وتسبب في تدهور العلاقات المصرية الروسية، وجاءت بعد ذلك أزمة مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر لتضرب هي الأخرى العلاقات المصرية الإيطالية، وأخيراً يأتي حادث اختفاء الطائرة المصرية القادمة من فرنسا وسقوطها مما أدى إلى وفاة جميع ركابها بهدف ضرب العلاقات المصرية الفرنسية.
وفي هذا السياق يرصد حق المواطن ، الأزمات الأخيرة التي تعرضت لها مصر بهدف ضرب علاقاتها الخارجية، وتعليقات بعض الخبراء حول من المستفيد من تكرار تلك الحوادث؟.
سقوط الطائرة الروسية
تحطمت طائرة مدنية روسية تقل قرابة 224 شخصاً معظمهم من السياح الروس، في 31 أكتوبر الماضي، قرب العريش وسط شبه جزيرة سيناء في مصر، وذلك بعد وقت وجيز من مغادرتها مطار شرم الشيخ.
وعثرت السلطات المصرية على حطام الطائرة وهي من طراز إيرباص 321 وتشغلها شركة كوغاليمافيا الروسية، في منطقة الحسنة قرب العريش وسط شبه جزيرة سيناء.
وكانت وزارة الطيران المدني المصرية قد قالت إن الاتصال فقد بالطائرة، التي كانت متجهة إلى سانت بطرس بورغ، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في سيناء .
وأدى هذا الحادث إلى وفاة جميع الركاب وأفراد طاقم الطائرة الروسية، وقالت المصادر الأمنية إن الطائرة سقطت بطريقة عمودية ما أدى الى احتراق أجزاء منها وانتشار الجثث والأشلاء على مساحة تصل حوالى 5 كيلو مترا ً.
مقتل جوليو ريجيني
اختفى الشاب الإيطالي جوليو ريجيني البالغ من العمر 28 عاماً، والذي كان يجري بحثا لًرسالة يعدها عن الحركات العمالية في مصر، غامض في 25 كانون يناير الماضي في وسط القاهرة ، وعثر على جثته مقتولاً في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء 4 فبراير الماضي، في حفرة على جانب طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي في ضاحية 6 أكتوبر غرب العاصمة، وجسمانه كان نصف عارياً ويتضح عليه أثار تعذيب، وذلك عقب مرور 10 أيام على اختفائه.
وعلى إثرها، استدعت روما صباح اليوم التالي السفير المصري في إيطاليا لتبلغه استياءها لمقتل طالب إيطالي في مصر، وأعلنت رسمياً مقتل طالب إيطالي في مصر، يدعى جوليو ريجيني.
وبعد ظهر الخميس، توجه السفير الإيطالي في القاهرة إلى المشرحة الرئيسية حيث نقل جثمان الطالب ليتم تشريحه ، وقال نصار، الذي قام بمعاينة جثمان الطالب الإيطالي مساء الأربعاء، إنها جريمة قتل والتحقيقات جارية لمعرفة من يقف وراءها.
وأضاف، أنه تمت معاينة سحجات وكدمات على الجثمان الذي عثر عليه نصف عار بملابس في الجزء العلوي فقط .
ويفيد تقرير النيابة حينها، عن وجود لسعات حول العينين تبدو كأنها آثار لإطفاء السجائر، و آثار احتقان في المعصمين ناجم على الأرجح عن تقييدهما، و كدمات كبيرة في منطقة الحوض وندبات في القدمين يرجح أنها كذلك من آثار حرق بالسجائر و شرخ في الصوان الخارجي للأذن .
تحقيق مشترك
وطلب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، في اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة جثمان ريجيني إلى عائلته، وأعرب عن أمله في أن يتيح التحقيق الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة الرهيبة وتسليمهم للعدالة .
وشددت وزارة الخارجية الإيطالية على أن روما تتوقع تعاوناً أكبر من قبل السلطات المصرية على كل الأصعدة على ضوء المصاب الخطير لأحد مواطنينا.
وتابعت، إن إيطاليا ومع تشديدها على ضرورة إلقاء الضوء بشكل كامل على هذه القضية، تجدد مطالبتها السلطات المصرية بفتح تحقيق مشترك فورا مع خبراء إيطاليين .
اختفاء الطائرة المصرية
اختفت طائرة ركاب تابعة لشركة مصر للطيران خلال رحلة بين باريس والقاهرة ، والتي تقل 57 راكباً من بينهم 3 أطفال و7 من أفراد طاقم الطائرة، و3 من رجال الأمن، و30 مصرياً و15 فرنسياً وبريطاني واحد، أمس الخميس، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن المعلومات المتوفرة تؤكد تحطم الطائرة في البحر المتوسط ، في حين قالت مصر إنه من السابق لأوانه تحديد سبب الحادث.
وقال مسؤلون مصريون وفرنسيون إن الطائرة، وهي من طراز إير باص، اختفت من على شاشات الرادار نحو الساعة 2.30 بتوقيت القاهرة، بعد الخروج من المجال الجوي اليوناني .
كما قالت شركة مصر للطيران، إنها استلمت برقية استغاثة من الطائرة في الساعة 04:26 فجراً بالتوقيت المحلي، وذلك عن طريق الجيش المصري، إلا أن الجيش نفى لاحقاً، في تصريح نشره على موقع الناطق العسكري في فيسبوك، أن يكون قد تسلم أي رسالة من هذا النوع .
داعش تعلن مسؤوليتها
ذكرت قناة زفيزدا الروسية أن تنظيم داعش تبنى إسقاط الطائرة المصرية ، وهدد بشن هجمات أكثر تدميرًا خلال بطولة أوروبا لكرة القدم في فرنسا، وذلك بحسب وكالة سبوتنيك الروسية ..
والجدير بالذكر أن احتمال الهجوم الإرهابي على الطائرة يؤكد كل لحظة، كما أن حطام الطائرة يشير إلى انفجار قوي وقع على متن الطائرة، وتم العثور على جثث بعض الضحايا .
وكان صحفي وكالة أن بي سي توم وينتر، قد صرح في وقت سابق من اليوم، نقلاً عن مصدر قريب من التحقيق، أنه تم العثور في مكان سقوط الطائرة على آثار تدل على حدوث انفجار شديد على متن الطائرة المنكوبة .
كما نقلت صحيفة لاستامبا الإيطالية عن الخبير الإيطالي أنطونيو بوردوني، قوله: إن سيناريو الاعتداء الإرهابي، أقرب إلى الواقع نظرًا لحجم التهديدات التي تتعرض لها مصر، خاصة من تنظيم القاعدة .
عقاب لإفشال المخطط الأمريكي
أكد عمرو علي، المحلل السياسي، أنه يجب أن نعلم أن العالم تحكمه المصلحة المشتركة والتكتلات، وأن مصر استطاعت بثورة الثلاثين من يونيو أن توقف خطة استحواز المعسكر الأمريكي علي مستقبل المنطقة، والذي كان يخطط لما اسمية بكستانية العرب .
وهي الخطة التي كانت تري بتكرار تجربة الاستعانة بالقبليات والنعرات الطائفية والدين للوصول للسلطة، ومن بعدها تفكك تلك الدول لصالح الدول الكبري التي لا تري بداً من السيطرة بالوكالة علي خيرات الدول العربية بعد صفعة البترول في ١٩٧٣ .
وأضاف علي، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن مصر تحاول أن تعود من جديد لممارسة دورها الحقيقي، وأنها شكلت تحالف جديد من دول العالم الأول والثاني، فاستقطبت روسيا والصين لقضيتها، وكسرت الموقف الأوروبي من خلال اتفاقيات تاريخية مع فرنسا وإيطاليا واليونان، وأعادت تشكيل حلفها العربي بعلاقات متميزة مع أغلب دول الخليج وخاصةً السعودية والإمارات، لتعود رقم صعب في معادلة النظام العالمي الجديد الذي حاولت أمريكا وحلفائها تمريره .
وأوضح علي، أنه لذلك تأتي أي تحركات لـ ضرب إسفين الخلاف بين مصر والدول التي كونت معها تخالف في صالح معاقبة مصر علي إفشالها تلك الخطة، لافتاً إلى أنه على النظام المصري وهو يعلم حجم التحديات، أن يستمر في تقوية الروابط بينه وبين الدول القوية، وأن يوسع دائرة علاقاته متخطياً تلك العقبات التي ستوضع أمامه، لأن أول طرق تعدي المصاعب هو مواجهتها .
وطالب المحلل السياسي، الدولة أيضاً بأن تفتح الباب لتقديم نفسها بديلاً حقيقياً لحالة التشرزم الحادثة عبر فتح قنوات الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والتعامل بندية معها، مشيراً إلى أنها مازال حل المشكلة في يد أمريكا رغم النظام العالمي الجديد، قائلاً: وكما قلت سابقاً ليس مطلوباً طلاق من أمريكا، ولكن زواج ثاني من روسيا والاقطاب العالمية .
المخطط الغربي الصهيوني
أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن المخطط الغربى الصهيونى بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل على الأمة العربية وفى القلب منها مصر، هو مخطط تم إعداده بعناية فى ثمانينات القرن الماضي وظهر على السطح بما سمى بثورات الربيع العربي، وكانت البداية تونس ثم مصر فى 25 يناير 2011، مشيراً إلى أن هذا المخطط نجح الشعب المصرى بمعاونة قواته المسلحة فى إيقافه فى 30 يونيو عام 2013 ولكنه لم يستبعد القضاء عليه .
وأضاف الشهابي، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن هذا المخطط يتحرك الآن بخطى واثقة ويريد ضرب علاقات مصر الدولية، وخاصة بتلك الدول الكبرى مثل روسيا وايطاليا وأخيراً فرنسا، لافتاً إلى أن المستفيد من ذلك هو هذا التحالف الشيطاني بقيادة أمريكا، والذي ينضوي تحت لواءه دولاً مثل تركيا وقطر وبريطانيا وإسرائيل .
وأوضح الشهابي، أن السبب وراء اختيار ضرب علاقات مصر بـ روسيا وفرنسا وإيطاليا تحديداً، هو أن مصر استطاعت تكوين علاقات استراتيجية مع تلك الدول، كما أنه يوجد تعاون كبير فى مجال التجارة والصناعة والتسليح بين مصر وتلك الدول الثلاث .