"عم محمد" الرجل السبعيني، بائع الليمون بسوق السد العالي، بمنطقة بفايدة كامل، بوجه شاحب ونظرات تملأها الحسرة على ما وصلت إليه التجارة هذه الأيام، متأملًا في وجوه المارة من أمامه، لعل أحدهم يدخل عليه ليشتري منه ولو قليلًا من "الليمون" كي يستطيع من خلال ذلك توفير لقمة عيش بالحلال، يقول:"الدنيا مولعة والأسعار اليومين دول في الطالع، ومفيش حد مسيطر عليها، وكل واحد بيغلي على مزاجه لأن أصلًا مفيش مراقبة من المسئولين".
"محدش بيشتري حاجة" كلمات عبر بها الرجل السبعيني، عن ضيق المعيشة التي يعانيها في ظل القرارات الاقتصادية الأخيرة التي لجأت إليها الحكومة كتعويم الجنيه خلال الأشهر القليلة الماضية، يضيف:" كيلوا اللمون دلوقتي وصل 16 جنيه والله العظيم، ده حرام".
ويستكمل عم محمد، فيقول:"عندي 76 سنة، وبقالي أكثر من 40 سنة في الزراعة، لأني أساسًا فلاح من الأرياف وبزرع وعندي أرض بتعتنا في العائلة، "، تنوعت واختلفت أنشطة "عم محمد" في البيع، حيث تتوقف على المواسم، فالسلعة التي تشهد رواجًا كبيرًا يتجه إلى بيعها ليضمن مكسبه فيها يقول:"أوقات ببيع لمون وأوقات ببيع كسبرة وشبت وجرجير وبقدونس، حسب الموسم نفسه".
وعن تفاصيل يومه، يقول:"كل يوم أصحى الصبح أقف الوقفة دي من الساعة 10 لحد آخر النهار، لاني مبقدرش اقعد لوقت متأخر، صحتي مش مسعداني، ولما بكون كويس بقف للعشاء مش هخسر حاجة".
ويضيف:"أنا قديم هنا في السوق بقالي سنين وأهل المنطقة يعرفوني، وليا زبايني، بس غلاء الأسعار مش مشجع حد يشتري لمون خالص، الزبون من فترة بسيطة كان يجي ياخد بالكيلو دلوقتي يسأل على السعر ويديني ضهره ويمشي من غير ما يشتري، ومبقناش بنبيع زى زمان".