"ملك الميلودراما ومكتشف النجوم".. استطاع أن يخلد اسمه في تاريخ السينما المصرية

الأحد 29/يناير/2017 - 03:40 م

ريم محمد

تحل اليوم ذكرى وفاة واحدًا من أهم وأبرز والمع المخرجين في مصر والوطن العربي، الذي قدم العديد من الأفلام والمسلسلات الهامة، وحصل على عدد كبير من الجوائز في مصر والعالم، لقبه جمهوره والمنتجون والمخرجون بـ"مخرج الروائع"، لما كانت تحققه أفلامه من إقبال ونجاح جماهيري كبير، فهو ملك الميلودراما الذي استطاع أن يحفر اسمه في ذهن الجمهور في وقت قصير، هو المخرج الكبير حسن الإمام.

ولد حسن الإمام في 6 مارس عام 1919، بمدينة المنصورة بالقاهرة، عشق القراءة وأحب الفن منذ أن كان صغيرًا، ونمت موهبته في الإخراج، عندما كان يشاهد الفرق المسرحية التي تزور المنصورة كل أسبوع لتقدم عروضها على مسرح "عدن"، فكان يشاهد مسرحيات "جورج أبيض، وعلي الكسار، وفاطمة رشدي"، وكان مثله الأعلى يوسف وهبي.

بدأ حياته الفنية كمترجم للنصوص والمونولوجات في المسرح للمسرحيات، للمؤلف موريس شوفالييه لإتقانه للغة الفرنسية، وكانت بداية انطلاقته الحقيقة عندما عمل مع يوسف وهبي، مساعدًا لهفي المسرح ثم السينما بعد ذلك، اقترب من "وهبي" وتعلم من خبراته في مجال المسرح.

لم يكتف المخرج الكبير بالعمل مع يوسف وهبي فقط، عمل لفترة مع المخرج نيازي مصطفى، وقرر أن يخوض أول تجاربه في عالم الإخراج، فأخرج فيلم "ملائكة في جهنم" بطولة فاتن حمامة، وفريد شوقي، ثم فيلم "الستات عفاريت" للكوميديان إسماعيل ياسين.

وفي نفس العام أخرج "الصيت ولا الغنى" الذي حقق نجاحًا كبيرًا في ذلك الوقت، بطولة عدد كبير من الفنانين من بينهم "محمد عبد المطلب، وإسماعيل ياسين، وزوزو حمدي، وعلي الكسار، ومحمود شكوكو".

تميز "الإمام" بأسلوبه المتفرد، فكان يقدم الأفلام التي تجذب الجماهير، من بينهم "أنا بنت مين، والملاك الظالم، وأنا بنت ناس، وحب في الظلام، واعترافات زوجه، وبنات الليل، والجسد"، وغيرهم.

وقدم كذلك العديد من الأفلام الاستعراضية، مثل خلي بالك من زوزو، والشيطانة الصغيرة، وبنات الليل، وابن مين في المجتمع، والقضية المشهورة، وحب فوق البركان، ودماء على الثوب الوردي، ولا تظلموا النساء، وغيرهم، وقدم الأفلام المأخوذة من الروايات، وكان أبرزها ثلاثية "محفوظ"، بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية.

ولقبه البعض بـ"مكتشف النجوم" لأنه كان يعيد اكتشاف النجم من خلال تقديمه في أدوار مختلفة، فقدم " شادية" بدور مختلف في فيلم "زقاق المدق"، وفي فيلم "التلميذة" بعد أن اعتادت تقديم دور الدلوعة في أفلامها، وقدم الفنانة "نادية لطفى" بشكل مختلف في قصر الشوق، بعد أن اعتادت تقديم دور الفتاة الارستقراطية في أفلامها.

كان صاحب الفضل الكبير للفنان الكبير حسين فهمي، فأعطاه دور البطولة في فيلم "دلال المصرية" الذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية في مشواره الفني، وكان أول من اكتشف موهبة هند رستم الفنية، عندما قدمها في فيلم "بنات الليل" والذي يعتبر أول انطلاقة لها في عالم السينما المصرية.

وتزوج من خارج الوسط الفني السيدة "نعمت الحديدي"، وأنجب منها "حسين الإمام، ومودي الإمام، وزينب الإمام".

ورحل عن عالمنا المخرج الكبير حسن الإمام في 29 يناير عام 1988، عن عمر يناهز 69 عامًا، تاركًا وراءه مسيرة فنية من الإبداعات تعلم منها الكثيرين، وتظل حتى الآن في ذهن الجمهور.