للصوم فوائد روحية ونفسية كثيرة منها أنه سبب لزرع تقوى الله في القلوب وكف الجوارح عن المحرمات، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
والصوم مدرسة نتعلم فيها الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وقوة الإرادة وجهاد النفس والامتناع عن أهم رغبات الجسد وحاجاته الضرورية، ونتدرب على السلوك الحسن الذي يبعث على التقوى والإخلاص امتثالا لأمر الله ، فلقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً واضحاً لحسن الأخلاق في شهر رمضان حين قال : إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ ، وَلا يَسْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ .
،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ .
حفظ الجوارح وكفها عن المحرمات غاية الصوم فعلى الصائم أن يراقب الله في جميع أفعاله لتتمثل عظمة الله في قلوبنا ،والصيام فُرض لـ تظهر في قلوبنا التقوى والخشية والمحاسبة والمدارسة لـ كتابه وليس حرمان النفس من الطعام والشراب ،ومن حفظ الجوارح :
- كف اللسان عن الأذى :قال تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)
،وقوله صلى الله عليه وسلم قال: لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُهُ، ولا يستقيمُ قلبُهُ حتى يستقيمَ لسانُـهُ، ولا يدخلُ الجنـةَ حتى يأمنَ جارُهُ بَوائقَهُ
- غض البصر عن المحرمات : قول النبي صلى الله عليه وسلم : النظرةُ سهمٌ مسمومٌ مِن سهامِ إبليسَ، والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإنْ لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار تُرمَى في الحشيش اليابس؛ فإنْ لم تحرقه كله أحرقت بعضه.
_ تنزيه السمع عن اللغو :
قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
-كف اليدين والرجلين عن الحرام :
الصائم كما يكف لسانه وعينه وأذنه وقلبه عن الحرام فإنه كذلك يكف يده ورجله عن الحرام , فلا تمتد يده بأذى الناس ولا بأكل أموالهم بالباطل , ولا يمشي بقدميه إلى ما يغضب الله .
_ تصفية القلب من الذنوب:
ويجب علينا جميعًا أن نعلم أن أهم هذه الأعضاء التي يجب أن نبدأ بها ونصلحها هو القلب، كما قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم-: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب .