رأفت الهجان.. اسم رسم المعنى الحقيقي للتضحية في حب الوطن
الإثنين 30/يناير/2017 - 04:53 م
ريم محمد
طباعة
محتال ومزور، جاسوس وعميل مزدوج، سجل اسمه في قوائم الممنوعين من الدخول إلى البلاد، نقلته المخابرات العامة المصرية إلى إسرائيل في إطار خطة منظمة، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي والمصري، قام الفنان الراحل محمود عبد العزيز بتجسد شخصيته في مسلسل الشهير الذي يحمل نفس اسمه، "رأفت الهجان".
اسمه الحقيقي "رفعت علي سليمان الجمال" وشهرته "رأفت الهجان" في مدينة دمياط، في عام 1927، لأب ''تاجر فحم"، وانتقل بعد ذلك إلي القاهرة مع أسرته بعد وفاة والده، كان طالبًا مستهترًا غير مهتم بالدراسة، كان يهوى السينما والتمثيل حتى شارك في ثلاثة أفلام أبرزهم فيلم "أحبك أنت" للفنانة سامية جمال، وكانت أدواره لا تتعدى دور الكومبارس الراقص.
لكن لم يحالفه الحظ في التمثيل، وألتحق بعد ذلك بمدرسة التجارة، وبعد تخرجه بدأ العمل في شركة بترول في مدينة "رأس غارب"، ولكنه لم يبقى بها طويلًا فينفصل عنها، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة الإسكندرية، وعمل هناك على مركب شحن، ليغادر بعدها إلى ''نابولي ومارسيليا'' على ظهر إحدى الشاحنات.
وهناك استخدم الهجان أسماء عدد كبير من جوازات السفر المزورة، للفرار من الملاحقة الشرطة له، بعد تورطه في ''مقامرات فاشلة على البلاد''، وعاد بعد ذلك مرحلًا إلى مصر، ومنعته السلطات من دخول بعض الموانئ لنصبة على البحارة والمسافرين، حيث انه لفت نظر أحد الضباط العاملين بالمخابرات عند محاكمته أمام النيابة العامة، حيث رأى فيه القدرة على خداع الآخرين في الوصول لشخصيته الحقيقية وتتم زراعته في إسرائيل، للعمل مع المخابرات.
وسافر إلى إسرائيل بأمر من المخابرات العامة المصرية، والتي استمرت رحلته 17 عامًا في تل أبيب، وعرف بـ''العميل رقم 313'' واشتهر بذلك، واستطاع أن يخدع عدد كبير في المجتمع الإسرائيلي بعد فترة من التدريب في مصر، وأصبح أحد الرجال المشهرين في مجتمع تل أبيب، وصديقًا مقربًا لـ''موشي ديان"، وزير الدفاع الإسرائيلي، وصديقًا لرئيسة الوزراء في إسرائيل.
توفي "الهجان" بعد معاناته طويلة من مرض سرطان الرئة عام 1982 في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا.