كشفت مصادر بالطب الشرعي، عن وجود انفجار في الطائرة المصرية التي اختفت الخميس الماضي أثناء رحلتها من مطار شاردل ديجول بفرنسا إلى القاهرة، وذلك عقب فحص مصلحة الطب الشرعي لبعض أشلاء الجثث التي تم العثور عليها في البحر المتوسط، مما جعل البعض يوجه أصابع الاتهام لفرنسا حول تحملها مسؤولية سقوط الطائرة، حيث أنه إذا ثبت صحة ذلك سيثبت أنه كان هناك خلل في الإجراءات الأمنية بمطار فرنسا، وستكون المسؤولة عن هذا الحادث.
ويرصد حق المواطن تعليقات بعض السياسيين حول ما وصلت إليه تقارير الطب الشرعي.
انفجار الطائرة قبل سقوطها
أعلنت مصادر مطلعة بلجنة التحقيق فى سقوط طائرة مصر للطيران رقم 804 بمياه المتوسط فجر الخميس الماضي، خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة، أن التقرير الأولى للطب الشرعي بعد فحص أشلاء ضحايا الطائرة يؤكد تعرضهم لانفجار قبل سقوط الطائرة .
وقالت المصادر إن فرق البحث كانت عثرت على مجموعة من أشلاء ضحايا الطائرة وتم تسليمها إلى مصلحة الطب الشرعي من خلال مشرحة زينهم بعد وضعها داخل 23 حقيبة بلاستيكية صغيرة، وكانت الأشلاء عبارة عن قطع صغيرة فى حجم كف اليد أو أصغر، وهي عبارة عن جلود بدون أحشاء، حيث تم أخذ عينات من الأشلاء وترقيمها لإجراء تحليل البصمة الوراثية، وتم الحصول على عينات من أسر الضحايا لإجراء تحاليل دى إن إيه عليها للتعرف على الأشلاء وتسليمها إلى ذويهم لدفنها .
وقالت المصادر، إن تقارير الطب الشرعي الأولية بعد فحص الأشلاء أكدت عدم تعرض الأشلاء للافتراس من جانب الأسماك بالبحر المتوسط، كما تبين تعرضها لانفجار قبل سقوط الطائرة، حيث إن الجثث كلها عبارة عن أشلاء صغيرة لم تتغير بعد سقوطها فى المياه، وهذا يؤكد تعرضها للانفجار، وجار فحص الأشلاء بمعرفة خبراء متخصصين فى كشف أسباب الوفاة للتعرف على طبيعة هذا الانفجار، سواء كان بمتفجرات أو أسباب أخرى، وأن حالة الأشلاء تؤكد فرضية الانفجار، لأنه لو أن الطائرة سقطت سليمة ستكون الجثث فى حالتها أو أشلاءً كبيرة جدا، حيث يحدث فى هذه الحالة انفجار فى الرأس فقط نتيجة فرق الضغط، بينما يحتفظ الجسد بحالته .
يحمل فرنسا المسؤولية
أكد الدكتور يسري العزباوي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما توصل إليه الطب الشرعي حول التأكيد على انفجار الطائرة المصرية قبل سقوطها يحمل المسؤولية لفرنسا، مشيراً إلى أن صدق ما صرح به الطب الشرعي يدل على وجود خلل أمني بمطار شارل ديجول بفرنسا .
وأضاف العزباوي، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أنه حال التأكيد من انفجار الطاشرة المصرية المنكوبة قبل سقوطها فإن السلطات الفرنسية ستتحمل كافة تبعيات الحادث، كما ستتحمل كافة مسؤولية صرف كافة التعويضات التي يجب تسليمها لأسر الضحايا وفقاً للقانون الدولي .
وأشار العزباوي، أنه على الرغم من كل هذا يجب ألا يتسرع البعض في إصدار قرارات مسبقة، خاصةً أن التحقيقات ما زالت مستمرة، لافتاً إلى أن الجنيع يجب أن ينتظر ظهور الصندوق الأسود، حتى لا يؤثر ذلك على العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا .
سابقة لأوانها
أكد أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن التصريحات التي خرج بها بعض أطباء مصلحة الطب الشرعي جاءت سابقة لأوانها، مشيراً إلى أن صحة فرضية انفجار الطائرة قبل سقوطها من عدمه لن تتضح إلى بعد الكشف على الصندوق الأسود من قبل الجانبين المصري والفرنسي .
وأضاف شعبان، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أنه يجب التروي جيداً قبل صدور أي تصريحات من الجهات المسؤولة حول حادث الطائرة المصرية المنكوبة، حتى لا تؤثر على العلاقات المصرية مع فرنسا، مناشداً الجميع بعدم التسرع في إصدار أية أحكام قبل الانتهاء من التحقيقات، والتعرف على جميع ملابسات الحادث .
وأوضح رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أنه حالة ثبوت صحة تقرير مصلحة الطب الشرعي حول الطائرة المنكوبة، ستتحمل فرنسا المسؤولية كلها بكل تأكيد باعتبارها بلد الإقلاع، وسيكون من حق السلطات المصرية إرسال فريق تحقيق إلى مطار فرنسا لكشف أسباب الحادث .
استباق غير مبرر
أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن تقرير الطب الشرعي بأن الطائرة المصرية انفجرت قبل سقوطها هو استباق غير مبرر، لافتاً إلى أنه كان يجب أن ينتظر العثور على الصندوق الأسود لكي يعطيه الإجابات على كل الأسئلة المطروحة والتى تكشف كيفية سقوط الطائرة .
وأضاف الشهابي، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أنه إذا ثبت أن انفجار الطائرة سبق سقوطها، فهذا يرجح معه فرضية وجود عمل إرهابي أدى إلى انفجار الطائرة .
وأشار رئيس حزب الجيل، إلى أنه على كل حال، فإن تقرير الطب الشرعي يلتقي مع كل التكهنات التي سادت كل الأوساط منذ اختفاء الطائرة من على شاشات الرادارات، والتي أكدت على وقوع عمل إرهابي على الطائرة أدى إلى سقوطها .