العنف من الظواهر التي تفشت بشكل ملحوظ فى المجتمع الإسرائيلي، بسبب انعدام المبادئ والقيم المطلوبة لبناء مجتمع متحضر وناضج سلوكيا ، فهناك التحرر المفرط من قبل العلمانيين والتشدد المفرط من قبل الأصوليين والحريديم اللذان انتجا مجتمع مريض سلوكيًا ومتناقض لا يقوى على حياة سوية، هذا إلى جانب الظروف السياسية وممارسات الجيش الإسرائيلي التى تتسم بالعنف والوحشية مع الفلسطينيين، مما أصاب المجتمع الإسرائيلي بالإنسانية والتطرف الفكري والسلوكي.
ومن المؤشرات التى تشير بأن المجتمع الإسرائيلي بات يتآكل، الاستطلاع الذى أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية والذي أظهر أن 54% من الإسرائيليين يرون أن معدلات العنف داخل إسرائيل ازدادت بشكل خطير داخل مجتمعهم، بينما أشار 40% ممن شملهم الاستطلاع إلى أنهم تعرضوا للعنف بأشكاله المختلفة، وأيضًا قال 22% منهم إنهم كانوا شهودًا على الكثير من أعمال وحوادث العنف .
وأخر واقعة عنف حدثت فى إسرائيل كانت منذ ساعات حيث نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأربعاء، جريمة قتل مزدوجة فى مدينة ريشون ليتسيون وهى مدينة تقع جنوب تل أبيب ، حيث قام رجل بإطلاق النار على زوجته السابقة وصديقها حتى الموت .
وكانت البداية عندما عانت امرأة إسرائيلية من سلوكيات طليقها العنيفة، وأدركت أن هناك خطورة على حياتها وأبلغت الشرطة بتهديدات طليقها المستمرة وأنها خائفة على حياتها وحياة طفليها، وبالفعل انتقلت للعيش فى مأوى النساء المعنفات (وهو مأوى تقيم فيه النساء اللاتي تعانين من العنف النفسى والجنسى من قبل أزواجهن ) . ولكن كل ذلك لم يمنع طليق المرأة من ارتكاب جريمته حيث تسلل الى شقة طليقته وأطلق النار عليها وعلى صديقها الذى كان برفقتها فى ذلك الوقت ، عثرت الشرطة على جثتهما بعد ظهر اليوم .
وقام رجل إسرائيلي بالأمس، بقتل أطفاله الإثنين انتقامًا من طليقته وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكانت طليقته تقوم بزيارة إسرائيل مرتين فى السنة لتمكنه من رؤية أطفاله ، إلا أنه قرر الإنتقام منها وإنتظر زيارتها لإسرائيل برفقة الطفلين وطلب منها أن يأخذ الطفلين فى شقته لعدة ساعات ، وأوهم الأطفال أنه يريد أن يلعب معهم لعبة جديدة ، وطلب منهم أن ينفذوا طلباته فى اللعبة وقام بوضع بطانية على الأرض وبدأ بتكتيف الأطفال وتعصيب أعينهم ثم قام بطعنهم حتى الموت انتقاما من طليقته.
ومنذ أسابيع قليلة حدث أكثر من واقعة قتل داخل المجتمع الإسرائيلي حيث عثرت الشرطة على جثة رجل 63 سنة وزوجته 53 سنه فى شقتهما فى مدينة معالية أدوميم ومن خلال التحقيقات اتضح أن الزوج أطلق النار على زوجته ثم قام بإطلاق النار على نفسه.. وأيضًا قامت فتاة إسرائيلية بقتل أمها بسبب خلافاتهما المستمرة وتمكنت الشرطة الإسرائيلية من القبض على الفتاة، وحاولت الفتاة فى بداية الأمر التظاهر بأنها مريضة نفسيًا، ولكن المحققين لم يصدقوا إدعاءاتها وتمت إحالتها إلى المحاكمة.
وأرجع المحللون الإسرائيليون ظاهرة العنف فى إسرائيل، إلى أسباب اقتصادية فمازال هناك عدد كبير من الشباب والفتيات يعاني من البطالة، وأسباب سياسية ترجع إلى عدم شعور المجتمع الإسرائيلي بالأمان بسبب الفشل المستمر لعمليات السلام والمقاومة المستمرة من قبل الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم وأراضيهم وأيضا ترجع إلى أسباب اجتماعية، حيث أصيب المجتمع الإسرائيلي بتوترات سلوكية، بسبب الاختلافات فى القيم والعادات بين يهود الشرق ويهود الغرب بالاضافة الى العنصرية التى تملكت من المجتمع الإسرائيلي .