شهدت محافظة الفيوم ظاهرة انتشار حوادث السرقات بكافة أشكالها خلال الآونة الأخيرة، ما بين سرقة حقائب السيدات، وسرقة الأطفال لاستغلالهم في أعمال التسول أو بيعهم أحياء، أو الإتجار بأعضائهم، إلا أن حوادث سرقة بطاريات ومحتويات السيارات كانت الأبرز والأوسع انتشارًا، فلا يمضي يوماً إلا وتسجل أقسام الشرطة المنتشرة بالمحافظة عدة محاضر في هذا الشأن، وأيضاً سرقات الدراجات البخارية، ووسط كل هذا الكم الهائل من السرقات التي روعت أمن المواطنين بالمحافظة، تقف الشرطة عاجزة عن حصر هؤلاء اللصوص ، معتمدة علي أرشيف المسجلين خطر سرقات، المتواجد داخل الأقسام، والذي لم يتم استحداثه منذ أكثر من عشرة أعوام.
وعلي الرغم من التقاط بعض كاميرات المراقبة أمام البنوك والكنائس والمنشآت الحيوية لعدد من الفيديوهات والصور، لهؤلاء اللصوص، وأيضا معرفة أن هناك بعض القرى بعينها تأوي مافيا هذا النوع من السرقات، وهو ما يعلمه أهالي الفيوم عامةً، الا أن الداخلية لا تكتفي بالعلم بالشيء فهل تنتظر حدوث كارثة؟
لم تتوقف مافيا السرقات بالفيوم عن العبث بمقدرات البسطاء من المواطنين، أو حتى تقنين حملاتها المكثفة لسرقة ونهب أملاك الشعب وتكدير السلم العام، لأنها لم تجد من يردعها أو جعل ممن تم القبض عليهم عبرة لغيرهم، لوقف هذه الظاهرة التي تتصاعد وتيرتها يومًا تلو الآخر، وهذا ما دفع المواطنين إلى نشر بعض الصور لعدد من سيارات التاكسي التي تقوم بسرقة بطاريات السيارات، في محاولة لمساعدة جهاز الشرطة والأمن الوطني، للقضاء على هذه اللأزمة، عوضاً عن المشاركات الشعبية في الإيقاع بهؤلاء اللصوص، وقد تمكن بالفعل بعض المواطنين من الإيقاع بأكثر من لص وتسليمه إلي الشرطة.
وقد نشر أحد أبناء الفيوم عبر صفحات الفيس بوك، صور لسيارته المسروقة وكيفية سرقتها قائلاً : تعودت أن أركن سيارتي فيرنا موديل 2015 فضي تحمل لوحات ر ر ج 269 تحت البيت ف حارة ف منتصف شارع التجارة ، كل يوم، وفوجئت يوم الجمعة الساعة 7.15 صباحًا بأنها مش موجودة مكانها، نزلت بسرعه لقيت زجاج مكسور على الأرض، والسيارة مش موجودة، ذهبت لقسم ثانِ الفيوم، بحي جنوب لعمل محضر وبالفعل عملت محضر، وبعد عودتي لقيت بعض المعارف واقفين عند أول شارع الدالي، وحكيت لهم إن العربية اتسرقت، قالوا لي هى عربيتك؟، فقولت لهم ايه اللي حصل؟ قالو لي إحنا حوالي الساعة 5.45 صباحًا لقينا واحد طالع جري ﻻبس جلابية و من غير شبشب وعمال يزعق الحق الحق العربية دي شكلها مسروقة، وكانت العربية يادوب معدية وخلفها آخر يستقل موتوسيكل أمامهم خارجة من شارع الدالي ناحيه الكنيسة، وقالو لي شكله مبيعرفش يسوق أو غشيم، لأن العربية عومت منه أمام الكنيسة وهو بيلف، و بعد كدة الشباب حاولوا يجروا وراه، لكن لم يستطيعوا اللحاق به، أنه دخل شارع البوسطة عكس .
وأضاف استطعت بعد ذلك ان أحصل علي فيديو من الكنيسة ولكن جوده الكاميرات رديئة مش موضحة ﻻ السارق وﻻ سائق الموتوسيكل ولكن عرفت إنهم فعلاً دخلوا شارع البوسة عكسي، وتأكدت من ذلك عندما شاهدت فيديو مول النصر ولكن لم استطيع الحصول علي نسخه .
ويروي آخر قائلاً : انا ركنت السيارة أمام قصر الثقافة ولفيت، رحت بنك مصر، كانت الساعة 02:05 ظهراً تقريبًا والبنك قفل، و دا كان من حسن حظي فعدت متجهاً إلى عربيتي، لمحت وأنا من امام البنك في الجهة المقابلة سيارة تاكسي شاهين تقف خلف سيارتي، ورافع الكبوت وفيه اثنين عند التاكسي والثالث اتحرك نحية عربيتيي، انا حسيت أن هيسرق البطارية، بالفعل جريت ولفيت الجنب الثاني، ولما وصلت للسيارة لقيت كبوت سيارتي مفتوح ,ولما الشخص دة شعر بي، راح هو كمان عند التاكسي وعمل انه يصلح التاكسي، بصراحة هما كانوا ثلاثة، وخشيت إني أدخل معهم في مشكلة، اكيد ما كنتش هاسلم ,ولكني تمكنت من أني اصور التاكسي .
فيما نشر آخرون صور لبعض سيارات وأرقام تاكسي، حذروا منها بعد رصدها في أكثر من موقع تمت به سرقات متتالية، منها (تاكسي موديل شاهين رقم 9516ف ر أ) و (تاكسي رقم 1865ف ص أ شاهين) و (تاكسي رقم 6173ف ر أ و) مسجل بمحضر رقم 14837 إداري قسم الفيوم، دراجة بخارية حمراء تحمل رقم (4973) ويتم احيانًا طمس الرقم.
وناشد العديد من أبناء المحافظة وزارة الداخلية بضرورة استحداث وسائلها للتصدي لهذه المافيا التى باتت دون رادع، لتكدر الأمن والسلم العام، وتنهب قوات البسطاء من أبناء الفيوم.