تحل اليوم 21 فبراير ذكرى وفاة "مختار التتش" أحد أهم أساطير النادي الأهلي الذي توفي عام 1965، وكان مثالًا للأخلاق والانضباط.

محمود مختار رفاعي والشهير بـ"مختار التتش"، كابتن منتخب مصر لكرة القدم، ولاعب النادي الأهلي المصري.

ولد مختار التتش في 29 سبتمبر 1905م بالسيدة زينب بالقاهرة، شارك وهو في الثامنة عشر من عمره مع فريق مدرسة محمد على الابتدائية، انتقل بعدها إلى مدرسة السعيدية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية ألتحق بكلية الحقوق وحصل على البكالوريا.

اكتشفه النادي الأهلي وضمه إلى فريقه الأول في عام 1922م، وكانت أولى مبارياته مع الأهلي ضد فريق الطيران الإنجليزي في الكأس السلطانية، وفاز فيها الأهلي بهدفين مقابل هدف أحرز "التتش" فيها هدف الفوز.

انجازات " التتش":
تولى مختار التتش، قيادة منتخب مصر والنادي الأهلي طوال 17 عامًا وشارك في ثلاث دورات أوليمبية الأولى دورة الألعاب الأوليمبية الثامنة بباريس 1924م، وكان توقيت هذه الدورة يواكب توقيت موعد امتحان شهادة الكفاءة في مصر فقرر رئيس الوزراء الزعيم سعد زغلول مشاركة "التتش" مع الفريق على أن يتم إرسال أوراق الامتحان إلى المفوضية المصرية لكي يؤدى الامتحان هناك.

اعتزاله:
قرر مختار التتش اعتزال كرة القدم وهو في أوج مجده عام 1940م، وحاول الكثيرين إثناءه عن قراره ولكنه فضل أن تبقى ذكراه وهو في أفضل حالاته.

في عام 1943 تلقى الأهلي طلبًا من بعض القادة الفلسطينيين من أجل أن يسافر الفريق إلى فلسطين ليلعب مباراة هناك دعما للشعب الفلسطيني وتشجيع ثورته المستعرة ضد الانتداب الإنجليزي والعصابات الصهيونية فوافقت إدارة النادي على الفور، برئاسة جعفر والي باشا.

أدرك الاحتلال البريطاني وقتها مدى شعبية الأهلي وخطر سفره إلى فلسطين فطلب من حيدر باشا، رئيس اتحاد الكرة ونادي المختلط "الزمالك" حينها، التدخل من أجل منع الأهلي من السفر.

استدعى حيدر باشا مختار التتش، كابتن الفريق، وطلب منه عدم السفر إلى فلسطين فرد عليه مختار قائلًا: "سنسافر يا باشا دعمًا لإخواننا في فلسطين"، فغضب حيدر جدًا وهدده قائلًا: "الأهلي لو سافر سأقوم بإيقاف الفريق كله" فرد "التتش": "سنسافر يا باشا".

غضب "حيدر" للغاية بسبب ما فعله "التتش" فقام بسحب جوازات سفر اللاعبين، ولكن لم تمنع هذه التهديدات الأهلي من السفر حيث لجئت إدارة الأهلي إلى فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية وقتها، من أجل استخراج جوازات سفر جديدة للاعبين.

وبالفعل سافر الفريق تحت مسمى "شباب القاهرة" وتم استقبالهم في فلسطين استقبال الأبطال، وكان في استقبالهم أمين الحسيني، المفتي العام للقدس، ولعب الأهلي 5 مباريات في رحلة استمرت 23 يوم رغم أنه كان من المفترض أن يلعب مباراتين فقط، وكان رجال المقاومة الفلسطينية يرفعون لاعبي الأهلي على الأعناق تقديرًا لما فعلوه من أجل الثورة الفلسطينية.

بعد عودة الأهلي غضب الإنجليز وغضب الملك فاروق ظنًا منه أن حيدر سمح لهم بالسفر، وأوعز الإنجليز إلى حيدر باشا من أجل عقاب الأهلي إرضاءً لليهود، فأصدر حيدر قراره الشهير بإيقاف لاعبي الفريق عن لعب الكرة حتى لو كان خارج النادي.

واستمر هذا الإيقاف لمدة 8 شهور، وهو ما تسبب في غضب كبير من جانب جماهير الأهلي التي توجهت في إلى قصر عابدين في مظاهرات غاضبة ضد الملك والإنجليز وحيدر تطالب برفع الإيقاف عن الأهلي حتى رضخ الملك لهذه التظاهرات، وأمر حيدر برفع الإيقاف عن اللاعبين فرضخ حيدر لطلبه وأصدر قراره برفع الإيقاف، ولعب الأهلي مباراة أمام المختلط بعدها بأسبوع فقط في بطولة الكأس ليهزم الفريق بنتيجة 6-0 عام 1944، بسبب عدم استعداد اللاعبين الذين تم إيقافهم لأكثر من 8 أشهر.

وكانت رسالة مختار التتش لحيدر باشا، رئيس نادي المختلط "الزمالك": "لقد بلغني قرار شطبي مع زملائي لذهابنا إلى رحلة قومية في فلسطين، وإني لفخور بأن يشطب اسمي من اتحاد الكرة يشرف عليه أمثالك".

توفى مختار التتش في 21 فبراير عام 1965م، وقد سُمي ملعب النادي الأهلي بالجزيرة بملعب مختار التتش تكريمًا لذكراه ودوره الكبير في رفع مستوى اللعبة في النادي الأهلي.