أخطاء الحكومة.. هدايا ربانية لمعارضيها
السبت 11/مارس/2017 - 05:00 ص
سعيدة عامر
طباعة
" مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ" ينطبق كثيرًا هذا المثل على حال حكومة المهندس شريف اسماعيل ومعارضيها فكل خطأ أو قرار يثير غضب الجماهير يكون ذلك بمثابة الصيد الثمين لمعارضيها، ويتحفز المعارضون لها ويتمنون أن يكون ذلك السخط الشعبي بمثابة بادرة لثورة ثالثة تطيح بالحكومة وخاضة جماعة الإخوان التى تستخدم قنواتها الإعلامية فى عرض تلك المشاكل لتأكيد وجهة نظرهم بكونه أصحاب الحق.
فقد أكد أحمد بان الخبير بشئون الحركات الإسلامية، أن جماعات المعارضة ستستغل الأزمات الداخلية التى تشهدها البلاد كاحتجاجات الخبز وارتفاع الأسعار وتحاول تضخيمها كاثبات على فشل الحكومة، مشيرًا إلى أن أى جماعة معارضة سياسية سواء كانت جزء من تركيبة الدولة أو من خارجها تستغل أى اخفاقات للحكومة أو للنظام السياسي وهو أمر طبيعى فى كل الديمقراطيات، وبالحديث عن جماعة الإخوان فإنهم ربما يضخموا بعض الأمور وربما يعطوها أكبر من وزنها الحقيقي من خلال قنواتهم التليفزيونية ووسائل إعلامهم.
واستطرد بان فى تصريحات لـ"المواطن" هذا لاينفى أن هناك مشكلات ضخمة يواجهها النظام السياسي والحكومة المصرية فأداء الحكومة أقل كثيرًا من طموحات المواطن وهذا ما يعد صيد ثمين بالنسبة لأى جماعة معارضة سياسية وقد لا تبذل جهد كبير فى الحديث عن اخفاقات النظام لأنها كثيرة.
وشدد الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، على أنه على الرغم من ذلك فإنه من المستبعد أن تعود جماعة الإخوان للشارع مرة أخرى بعدما فقدت أرصدتها لدى الشعب منذ وقت مبكر.
وقال الدكتور سعيد الصادق، أستاذ الاجتماع السياسي، إن مصر لن تشهد ثورة ثالثة، على الرغم من محاولات المعارضة تضخيم الأزمات وتصويرها على أنها بداية ثورة باستخدام وسائل إعلامهم.
وأضاف الصادق لـ"المواطن" من الخطأ توقع قيام ثورة لأن بعض الأزمات التى شهدتها البلاد سببها سوء إدارة، كما أن الاحتجاجات التى حدثت أخيرُا وقعت فى بعض المناطق من المحافظات ولم تمتد لكل المحافظات فلم يعد هناك رغبة عارمة للتغيير كما حدث فى ثورة يناير، كما أن أغلب المصريين لديهم أكثر من وظيفة وهو ما يقلل الضغط الاقتصادى عليهم.
وأشار أستاذ الاجتماع السياسي إلى أن المصريين جربوا القيام بالثورة ولم يحدث التغيير المطلوب، فمعدلات البطالة والاستثمار والسياحة كانت فى عام 2010 أفضل من 2017، ولذلك لن يلجأ المصريون إلى ثورة جديدة حتى لا تزداد الأوضاع سوءًا وشدد الصادق على أن الجيش والشرطة وأغلب القوى الاجتماعية تقف إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الرغم من وجود بعض الانتقادات إلا أنها لا تصل لمرحلة المطالبة برحيله، كما أن بعض القوى الدولية مثل أوروبا وأمريكا تدعم النظام لمحاربة الإرهاب ووقف الهجرة غير الشرعية إليهم.
من جانبه رأى محمد بدوى الخبير السياسي، أن حكومة المهندس شريف اسماعيل بسياساتها تعد أكبر داعم لمعارضيها لأنها تعطيها الفرصة الأكبر للتأكيد على فشل الحكومة، على الرغم من ضعف المعارضة بشكل كبير بحسبه، مشددًا على أنه رغم كثرة المشاكل التى يعانى منها المواطن البسيط إلا أنها لن تصنع ثورة وأكد بدوى لـ"المواطن " أن جماعة الإخوان تحاول عبر وسائل إعلامها عرض المشاكل التى تمر بها البلاد كأنها بادرة ثورة إلا أن الحقيقة أن ذلك لن يحدث لأن الكثير من الشعب المصري يرفض هذه الجماعة باعتبارها متهم فى أحداث العنف التى شهدتها البلاد بعد 30 يونيو وطالب الخبير السياسي، الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة بتعديل سياساتهم والاتجاه نحو الاستثمار فى الإنسان بحل مشاكله الاقتصادية والصحة واصلاح التعليم بدلًا من الاتجاه نحو بناء مناطق جديدة.