تفاقمت أزمة ارتفاع أسعار الدواجن، في الآونة الأخيرة في مصر، خاصة في ظل الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة، أدى ارتفاع قياسي في الأسعار، حيث ارتفع سعر اللحوم البيضاء بنسبة 25% خلال أسبوع واحد، بعد موجه الحارة التي ضربت البلاد، ونفوق الكثير منها، لاسيما بسبب انتشار الفيروسات، وارتفاع أسعار العلف، وقلة المعروض، في ظل استغاثة أصحاب المزارع بالرقابة من قبل الأجهزة الرقابية على الأسواق لضبط الأسعار.
هذا وقد واصلت أسعار الدواجن في المزارع ارتفاعها الجنوني، قبل أيام من بدء شهر رمضان، وبلغ متوسط ارتفاع الأسعار 2 جنيه ليصل سعر كيلو الدواجن البيضاء بالمزارع لـ22 جنيها مقارنة بـ20 جنيه عن أسعارها الأسبوع الماضي.
الزيادة التقديرية
وقال على الدهراوى، مدير الشركة العمومية للدواجن بالمنصورة، إنه على الرغم من أن تقديرات مديرى الشركات تشير إلى أن السعر الحقيقى يتراوح بين 12 و13 جنيها فإن الأسعار واصلت ارتفاعها.
وأضاف الدهراوي، أن سعر اللحم الأحمر بالمزارع استقر عند سعر 23 جنيها كما كان سعره الأسبوع الماضى، علما بأن السعر الثابت له يتراوح ما بين 16 إلى 17 جنيها بالمزارع، وسط توقعات من المربين باستمرار الزيادة لتصل إلى 25 جنيها خلال رمضان.
الفيروسات
ظهر بالمزارع انتشار الفيروسات، منذ 6 شهور وهو مستمر حتى الآن، ومن بين تلك الفيروسات المنتشرة بين الدواجن فى المزارع مرض الجمبورو الشبيه بمرض الإيدز الذى يصيب الإنسان، وهو مرض فيروسى حاد يصيب الطيور غير المحصنة بنسب معينة، ويمكن أن يصيب الطيور بجميع الأعمار، وهو من أخطر أمراض الدواجن وأكثرها انتشارا.
سعر العلف
وأكد مدير الشركة العمومية للدواجن بالمنصورة، أن سعر العلف أصبح مبالغًا فيه، حيث وصلت أسعاره لـ5 آلاف جنيه للطن، والسبب أنه لا توجد رقابة على منتجى الأعلاف، واستيراد منتجاتهم من الخارج، وأن إمكانيات التربية أصبحت ارتفاعها قياسي.
إيقاف نصف المزارع
وأظهرت إحصائيات وزارة الزراعة حول وجود حوالى 29 ألفًا و300 مزرعة قادرة على إنتاج مليار و300 مليون دجاجة، إلا أنه بعد انتشار الفيروسات، أصبحت تلك المزارع تعمل بنصف كفاءتها، حيث يصل الإنتاج الفعلى إلى 615 مليونًا، وهو ما يعنى أن نصف تلك المزارع لا تعمل، ويرجع السبب في ذلك إلى خروج بعض هذه المزارع من المنظومة تخوفاً من الأمراض الوبائية وارتفاع تكلفة الإنتاج، فضلاً عن المشكلات الخاصة بالتراخيص.
استغاثة
وأشار على الدهراوي، إلى أن أصحاب المزارع يستغيثون يوميًا بالرقابة العاجلة على الأسواق لضبط الأسعار للمستهلكين، وكل ما يشمل من الرقابة على الأدوية، وارتفاع سعر العلف وأيضا على اللقاحات.
طلب إحاطة لوزير الزراعة
فيما تقدم المحاسب محمد بدراوى عوض، وكيل لجنة الصناعة بالبرلمان بطلبات إحاطة وبيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب، بعد ارتفاع أسعار الدواء والدواجن وتلف المحاصيل الزراعية وبوار الأراضى بسبب قلة مياه الرى، وارتفاع أسعار الأرز وتخبط سياسة الحكومة.
وأكد بدراوي، أن طلب الإحاطة، موجهاً إلى وزير الزراعة في ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة الأخيرة، وما أصاب تلك الصناعة من تدهور وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لتشريد آلاف العاملين بها وهي سلهة استراتيجية.
الخبير الاقتصادي : تحكم مافيا الدواجن وراء ارتفاع أسعارها ونفوقها
أكد الخبير الاقتصادي، أبو بكر الديب، أن أسباب ارتفاع أسعار الدواجن ترجع إلى العشوائية الكبيرة في السوق، نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج الذي يعتمد بنسبة 70% على الأعلاف المستوردة، وارتفاع سعر الدولار.
وأضاف الديب، في تصريحات خاصة لـ :حق المواطن ، أنه فيما يخص نفوق أعداد كبيرة من الدواجن يرجع إلى الأمراض، وعدم قدرة أصحاب المزارع على توفير التدفئة اللازمة للدواجن، وتحكم مافيا الدواجن أو السماسرة في الأسعار بأكثر من طريقة، منها الاحتكار والمضاربة، وإغلاق الكثير من المزارع، وخروج صغار المربين من تلك الصناعة، مما يهدد استثمارات القطاع.
وقال الديب، إن هناك 22 ألف مزرعة دواجن فى مصر منها 19 ألف مرخص، وبلغت استثمارات صناعة الدواجن 30 مليار جنيه، يعمل بها 2.5 عامل.