صحيفة ايطالية: البغدادي هرب من الموصل متنكراً بهيئة راعي غنم
قالت صحيفة لاستامبا الإيطالية نقلاً عن
مصادر استخباراتية عراقية وغربية، إن زعيم داعش أبوبكر البغدادي، يقضي أيامه منذ أسابيع
هارباً متنقلاً بين القرى والمناطق العراقية الموالية للتنظيم، مع اعتماد أشد درجات
الحذر، محاطاً بعناصر مقربة لحمايته، التي لا تتوقف عن الحركة في سيارات رباعية الدفع،
تجوب المناطق التي لا تزال آمنة نسبياً لتأمين حياة زعيم التنظيم.
وبعيداً عن الزعيم الملهم والمصمم على الموت
دون التخلي عن سلاحه، قالت بعض المصادر العراقية حسب الصحيفة إن البغدادي ينام في بيت
مختلف كل ليلة، مع حزام ناسف من باب الاحتياط، بسبب الرعب الذي يُسيطر عليه والخوف
من الوقوع في يد قوات مكافحة الإرهاب العراقية، أو بعض الفصائل الشيعية التابعة للحشد
الشعبي.
وبعد هروبه من الموصل التي تركها لبعض القيادات
من الصفوف الخلفية في التنظيم، أعاد البغدادي جدولة أولوياته وأهدافه، وعلى رأسها البقاء
على قيد الحياة، ثم العمل على تنظيم وتأمين شروط انتفاضة مسلحة في المناطق الصحراوية
الفاصلة بين المدن العراقية الكبرى، خاصةً بين الموصل وبغداد، بعد خسارتها جميعها.
وحسب مصادر أمنية متطابقة عراقية وغربية،
غادر البغدادي الموصل منذ بداية الهجوم العسكري الواسع، فبعد انطلاق العمليات في نوفمبر(تشرين
الثاني) تحول البغدادي إلى خطوط الجبهة في ثلاث مناسبات على الأقل، لدعم وتشجيع مقاتليه،
ولكنه اختفى من المدينة منذ ديسمبر(كانون الأول) حسب المخابرات العراقية، التي نجحت
منذ إطلاق عمليات تحرير الموصل رسمياً، في الحصول على كم ضخم من المعلومات عن البغدادي،
من الأحياء المحررة، ومن أسرى التنظيم أيضاً.
واعتماداً على المعلومات المتوفرة اليوم،
تؤكد الصحيفة أن البغدادي لن يحاول الوصول لا إلى الرقة السورية ولا إلى أي منطقة أخرى
في سوريا، بعد تأكده من استحالة وصوله إليها سالماً أو ضمان حياته فيها إذا بلغها،
بسبب القصف المستمر والاختراقات الكثيرة التي نجحت القوات العراقية، وقوات أخرى دولية
ومحلية في العراق وسوريا أيضاً في تحقيقها على حساب التنظيم وأجهزته الأمنية.
وحسب مصادر استخباراتية، تعرف السلطات العراقية
والسورية وقوات التحالف والفصائل المسلحة في البلدين، أن البغدادي يتنقل بين ثلاث مناطق
عراقية، في غرب الموصل، متنكراً في شكل راعي غنم أحياناً وفي شكل فلاح فقير أحياناً
أخرى، مع حماية غير مباشرة شديدة لزعيم التنظيم بواسطة بعض الخلايا التي تعمل على حراسته،
وتأمين خط سيره خاصةً بين أسواق المدن والقرى التي يتحرك فيها البغدادي، وأغنامه.