13 عامًا على رحيل رمز المقاومة والنضال الفلسطينى
الأربعاء 22/مارس/2017 - 05:07 م
منى صموئيل
طباعة
عاصر نكبة 1948 والتحق
بمدرسة الجورة الابتدائية حتى الصف الخامس، وعلى أثر نكبة ٤٨ هاجر مع أهله لغزة
وعانت أسرته وترك الدراسة حتى ١٩٥٠ ليعين أسرته بالعمل، وحين كان في السادسة عشرة
أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مما انتهى به للشلل، كما عانى لاحقًا من
فقدان البصر في العين اليمنى وضعف إبصار في اليسرى.
أنه الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"
الذى ولد فى قرية جورة بعسقلان فى يونيو 1938، والذي اغتاله الاحتلال في مثل هذا
اليوم من عام 2004، بعد مشوار دام 66 عاماً من العطاء المتواصل.
عمل بالتدريس وسطع نجمه كداعية وناشط وبعد هزيمة
١٩٦٧ احتلت إسرائيل الأراضى الفلسطينية بما فيها غزة واستمر في إلهاب مشاعر
المسلمين ونشط في جمع التبرعات لمعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، وكانت السلطات
الإسرائيلية اعتقلته في ١٩٨٢ وحكمت عليه بالسجن ١٣عاما، وأطلقت سراحه في ١٩٨٥ في
عملية لتبادل الأسرى، وفى ١٩٨٧ أسس مع مجموعة ممن يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين
في غزة "حركة حماس".
حفر الشيخ المجاهد مكانة عالية بين العظماء، عاش
مقاومًا، وخرج من الدنيا كما عاش فيها مرفوع الرأس، حاملًا لواء المقاومة ورافضا
الذل والاستسلام لكيان اغتصب العرض وسرق الأرض.
لم يكن الشيخ القعيد سوى أكثر من رمز حقيقي تجسيدًا
لفكرة واحدة، كانت ولازالت تهدد كيان الاحتلال، هي فكرة الصمود والمقاومة والتي
هزت أركان واحد من أكبر الجيوش في المنطقة " جيش الاحتلال".
عدم الحركة لم تمنعه من المشاركة وهو في العشرين من
عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر،
وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد
العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل.
عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة إلى أن اعتقل في
1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الدولة اليهودية
من الوجود، وأصدرت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بالسجن 13 عاماً إلا أنه
تم الإفراج عنه عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين سلطات إسرائيل والجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين.
فور خروجه من معتقلات الاحتلال أسس الشيخ الفلسطيني
المجاهد مع مجموعة من رفاقه حركة المقاومة الإسلامية حماس ومع اندلاع الانتفاضة
الفلسطينية الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي، تمكنت الحركة في خلال عامين
من تنظيم صفوفها واعتمدت الحركة المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات
بالسلاح الأبيض على الجنود والمستوطنين واغتيال العملاء.
الأمر الذي استشاطت منه قوات الاحتلال غضبًا فعمدت
إلى مداهمة منزل الشيخ المجاهد وتهديده بالنفي للبنان ثم ألقت القبض عليه 1989
وأصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكمًا بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عامًا أخرى بتهمة
التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري
والأمني.
وفى عملية تبادل أسرى في ١ أكتوبر ١٩٩٧ وبوساطة
أردنية وفى مقابل إفراج الأردن عن اثنين من عملاء الموساد حاولا اغتيال خالد مشعل
ثم إطلاق سراحه، وفى ٦ سبتمبر ٢٠٠٣ تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال فاشلة، وبعدها أغتيل
بالفعل في ٢٢ مارس ٢٠٠٤ من قبل إسرائيل بإطلاق ثلاثة صواريخ من طائرة أباتشى عليه
وهو خارج من مسجد المجمع الإسلامى في غزة.