"المواطن" يرصد أبرز المعلومات عن هارون الرشيد في ذكري وفاته
الجمعة 24/مارس/2017 - 05:12 م
احمد ابو حمدي
طباعة
يأتي اليوم الأربعاء الموافق 24 مارس، ذكري رحيل رجل من أعظم رجال التاريخ الإسلامي، عاش طفولة هادئة ومستقرة في ظل رعاية والده وجده، بالإضافة إلى أنه محبًا للعلم والعلماء، مما جعله في مكانة متميزة وظل في الخلافة لثلاثة وعشرين عامًا قضاها مهتمًا بأمور الدولة وساعيًا من أجل رفع شأنها إنه "هارون الرشيد".
مولده ونشأته
ولد هارون الرشيد عام 148هـ بالري، وكان والده الخليفة المهدي بن جعفر المنصور، أميرًا على كل من الري وخراسان، ووالدته هي الخيزران.
زوجاته
تزوج الرشيد من "زبيدة بنت جعفر" وهي ابنة عمه، ورغم أنه قد تزوج أكثر من امرأة إلا أن زبيدة كانت المتربعة على قلبه، ومن زوجاته أيضا أمة العزيز وأم محمد ابنة صالح المسكين بنت عمه سليمان بن أبي جعفر، وتزوج أيضا ابنة عبد الله التي تعود بالنسب إلى عثمان بن عفان، وتلقب الجرشية لأنها ولدت بجرش باليمن، ومن زوجاته أيضا عزيزة بنت صالح وهي بنت خاله أخو أمه الخيزران. هذا بخلاف الجواري، حيث كان وجودهم أمرا معروفا في ذلك الوقت وخاصة عند الملوك والأمراء وكبار القوم.
أبناءه
ولد لهارون الرشيد عشرة أبناء واثنتا عشر بنتا، الأبناء فهم: محمد الأمين من زوجته زبيدة، وعبد الله المأمون من جارية فارسية اسمها مراجل، والقاسم بن الرشيد وأمه قصف، وأبو إسحاق محمد المعتصم بالله ووالدته تركية اسمها ماردة خاتون، وأحمد السبتي وعلي من زوجته أمة العزيز، وصالح من جارية اسمها رثم ومحمد أبو يعقوب ومحمد أبو عيسى ومحمد أبو العباس ومحمد أبو علي.
علماء أثروا في حياته
وعاش طفولة هادئة ومستقرة في ضل رعاية والده وجده، وكان ممن تولى تربيته وتعليمه عالم النحو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي المعروف "الكسائي"، الذي ظل معه حتى وفاته ثم صار أيضا معلما لابن الرشيد محمد الأمين. كما تولى تربيته وتعليمه أيضا المعلم المفضل الضبي الذي صنف للمهدي كتاب "المفضليات".
صفاته
كان يصلي كل يوم مائة ركعة، وواظب على ذلك طوال فترة خلافته وإلى أن توفي ولم يمنعه من هذا إلا أن يكون مريضًا أو في إحدى المعارك، وكان يتصدق كل يوم بألف درهم وكان يحج عامًا ويغزو عام.
كان محبًا للعلم والعلماء وجعلهم في مكانة متميزة بالإضافة لتمسكه بالتعاليم الدينية الإسلامية، وظل في الخلافة لثلاثة وعشرين عامًا قضاها مهتمًا بأمور الدولة وساعيًا من أجل رفع شأنها.
وشهد عصره الكثير من التألق والازدهار والقوة للدولة الإسلامية وذلك في جميع المجالات، فقد تمكن من جعلها تتبوأ مكانة متميزة بين غيرها من الدول والممالك التي كانت قائمة في هذا العصر، فكان عصره هو العصر الذهبي للدولة العباسية.
وأمتلك أدبا رفيعا وتذوقا للشعر واللغة لذلك قيل: كان فهم الرشيد فهم العلماء. وكانت مجالسه تملأ الشعراء والعلماء والفقهاء والأطباء والموسيقيين،
أعماله
أنشاء "بيت الحكمة" وهو أشبه بمكتبة ضخمة جُمعت فيها العديد من الكتب من مختلف البلدان كالهند وفارس وغيرها فكانت تضم قاعات للكتب وأخرى للمحاضرات وغيرها للناسخين والمترجمين.
تولى هارون الرشيد مقاليد الخلافة وتمت البيعة له بعد وفاة أخيه الهادي وكان ذلك في الرابع عشر من ربيع الأول عام 170هـ، وكان توليه للخلافة بداية لعصر جديد قوي ومزدهر في تاريخ الدولة العباسية.
عمل خلال فترة خلافته على نشر العدل ورفع المظالم، وفي عصره زادت الأموال الداخلة إلى خزانة الدولة مما عم بالرخاء والازدهار على كافة أركانها، هذا بالإضافة للتقدم في العلوم والفنون وغيرها، فشهد عصره نهضة معمارية أيضًا فبنيت المساجد، والقصور وحفرت الترع والأنهار، وامتد الرخاء إلى بغداد حيث نالت حظها من الرخاء، والازدهار فاتسعت رقعتها وبنيت بها المساجد، والقصور.
وكان كثيرا ما يناقش العلماء والأدباء، كذلك كان ينقد الشعر والشعراء. كان يقول: " البلاغة التباعد عن الاطالة، والتقرب من معنى البغية، والدلالة بالقليل على المعنى"
أسباب شهرته
اشتهرت شخصية الرشيد في أوروبا نتيجة لعلاقته الودية مع إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة شارلمان (768 - 814 م)، بودلت بينهما السفارات، والبعثات الدبلوماسية المتنوعة، ففي عام 801 م وصلت أولى البعثات العباسية إلى بيزا بشمال إيطاليا، تبعتها سفرته الثانية إلى آخن بألمانيا، ولا شك أن المصالح السياسية كانت وراء هذا التفاهم الودي بين الملكين، فقد أراد شارلمان من وراء هذا الحلف أن يضعف من نفوذ إمبراطور الدولة البيزنطية، واستغل الرشيد هذا الحلف ضد أعدائه البيزنطيين والأمويين في الأندلس على السواء.
أقواله المأثورة عنه
من أقوال هارون الرشيد "من شاور كثر صوابه، النفس تطمع والأسباب عاجزة، النفس تهلك بين اليأس والطمع، والشرف يمنع صاحبه من الدناءة".