"زكى رستم" رائد مدرسة الاندماج.."الباشا" تفوق على نفسه في شخصية رئيس العصابة
السبت 25/مارس/2017 - 03:12 م
اية محمد
طباعة
يعد أحد ساطير الفن المصرى، كانت حياته الخاصة عبارة عن فيلم تراجيدي طويل وكانت علاقته بزملائه الفنانين تنتهي عند اللحظة التي يخرج فيها من الإستوديو، حتى الخروج والسهرات والحفلات لم تكن من الأشياء التي تستهويه، الباشا الذى أخاف فاتن حمامة رائد مدرسة الاندماج زكى رستم
في ذكرى ميلاده نسترجع رحلة حياة فنان بارع أعطى للفن كل عمره، فاستحق أن يكون من أهم ممثلي السينما المصرية.
ولد زكي محرم محمود رستم، يوم 25 مارس عام 1903 بحي الحلمية بالقاهرة لأسرة ثرية ورغم ثراء أسرته الا أن موهبته المدفنوة بداخلة بدأت تتحرك أمامه، فعشق التمثيل منذ الصغر، وكان يخرج مع مربيته لمشاهدة الموالد وعروض الأراجوز، إلى أن أخذته أسرته ليشاهدوا عرضًا مسرحيًا لفرقة جورج أبيض التي كان يؤدي فيها شخصية ''أوديب ملكًا''، ثم عاد رستم الي بيته وحاول أن يقلده في تمثيله وادائه.
كان القصر الذي عاش فيه رستم كبيرًا جدًا علي مساحة 5 أفدنة، ومقسم إلى 50 غرفة، وفي بدروم هذا القصر، أقام رستم خِلسةً أول مسرح في حياته، وانتهز فرصة سفر أبيه إلى المنصورة ليباشر أراضيه الزراعية ليقوم بجمع ''الطرابيزات والستائر والمفارش'' ليصنع بها مسرحًا صغيرًا، وكان يقوم بجمع أشقاءه وعدد من الخدم لتجسيد باقي الشخصيات في عرضه المسرحي الصغير داخل القصر، ولا تعلم والدته ولا أبيه عن هذا الأمر شيئًا، الا عندما أفشت المربية الخاصة به السر الي والدته التي صفعته بشدة وقامت بحجز جميع مستخدمات مسرحه الصغير، وسرعان ما علم والده أيضا بهذا السر فهدد بحبسه في العزبة حتى يستقيم.
وبعد وفاة والده محرم محمود باشا اضطرت الأسرة الي أن تبيع القصر وتسكن في منطقة الزمالك وفي هذه الفترة اضطر رستم تلرك عشقه التمثيل، ويخرج طاقته في الرياضة، فكان أحد أبطال المصارعة ورفع الأثقال وحصل علي المركز الثاني علي مستوي مصر عام 1923، وحصل بعدها بعام 1924 علي شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي.
أثار رستم دهشة والدته أمينة هانم عبدالغفار، وأعلن رفضه دخول كلية الحقوق وأنه اختار فن التمثيل معلنًا انضمامه الي فرقة ''جورج أبيض'' فقالت وقتها والدته ''إن من يعمل بالفن فهو أراجوز وأنا لا أسمح للأراجوزات دخول منزلي'' وقامت بطرده من قصر الزمالك، حتي لا يكون مثل سيئ لإخوته، ومنعته من الاتصال بإخوته خاصة أخيه الأصغر عبدالحميد، حتى لا يتأثر به وأرسلته إلى انجلترا ليكمل تعليمه، ويكون تحت رعاية أخيه الأكبر وجيه باشا رستم الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب سفير مصر بفرنسا، الي ان أصيبت والدته بعد ذلك بالشلل حتى وفاتها.
تفوق على نفسه في شخصية رئيس العصابة الداهية الذي يتظاهر بالورع والتقوى ويخدع الجميع في سلسلة أفلام نيازي مصطفى مثل «حميدو»، و«رصيف نمرة 5» عام 1956 أمام فريد شوقي، وهدى سلطان، واشتهر بجملته «نويت أصلي العصر.. الله أكبر»، حيث جسد شخصية زعيم الحقيقي للعصابة التي تسببت في قتل زوجته وفصله من عمله، وكذلك فيلم «إغراء» بصحبة شكري سرحان، وصباح، وشارك كذلك في فيلم «أين عمري» أمام ماجدة، ويحيى شاهين، وأحمد رمزي.
ويعد زكي من أشهر الفنانين الذين لم يتزوجوا في السينما المصرية وكان دائمًا يقول أن زواجه هو للفن فقط، وكانت حياته الطبيعية لا تقبل السهرات الليلية ولا الذهاب الي أماكن غير الاستودوهات وأماكن التصوير والتسجيل، وكان له صديقين هم سليمان نجيب وعبدالوارث عسر، وعاش طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج ولا يشغله سوى الفن.
كبر زكي رستم في السن وقام كل من حوله بالضغط عليه حتي يتزوج امرأة في سنه الا انه رفض قائلًا: ''لا أنا مش هظلم حد معايا''، وعرف وقتها بالانطوائية والعزلة وكان يردد قائلًا: ''أنا لا أُطاق وعارف إني صعب العشرة''، وأتجهت طريقته في الحديث نحو العصبية ولا يريد أن يراه أحد ولا يقوم بزيارة أحد.
وعاش زكي وحيدًا، بعد أن فقد السمع تدريجيًا، مما أصابه بالإحباط والعزلة والانطوائية، فقد رحل زكي رستم في يوم الخامس عشر من شهر فبراير لعام 1972.