"عصابات المترو تحكم".. تلك العبارة التي عبر بها عدد من المواطنين عن الوضع داخل محطات مترو الأنفاق، حول العلاقة بين الباعة الجائلين وأمن المترو، والتي تظهر بوضوح خلال دعم أمن المترو للباعة الجائلين فور نشوب أي اشتباك بينهم وبين المواطنين العاديين.

الإلحاح على التنازل.. الأمر الذي يشغل أمن المترو في وقوع أي اشتباك بين مواطن عادي وبين أحد الباعة، فمهما كانت درجة تطاول البائع ورغم مخالفته للبيع داخل محطات المترو، إلا أن الأمن يدعمه وبكل قوة، لدرجة جعلت الكثير من المواطنين يتسائلون عن سر ذلك الدعم الغريب.

"المواطن" تواصل مع عدد من الحالات التي تعرضت لإهانات داخل محطات المترو مع الباعة الجائلين، وقام برصد روايتهم التي تبيّن جزء من دعم الأمن لهؤلاء الباعة.

حاولت أمنعه دخول عربة السيدات فضربني وهرب
سردت سعاد نجيب، قصتها مع الباعة المتجولين وأمن المترو، قائلة: "في مرة كنت راكبة المترو وكان فيه بائع بيبع داخل العربة المخصصة للسيدات، حاولت أمنعه الأول من التواجد داخل عربة السيدات بالكلام، بس شتمني، ولما مسكت الباب عشان ينزل رفض، ولا وجود للأمن بكل المحطة اتغلب عليا بس قبل ما انزل استنجدت بأحد المواطنين الرجال لإمساكه بسبب الإهانات اللي وصلت لضربي بالقلم".

واستكملت: "فعلا الراجل مسكه ولما روحنا لقسم المترو في غمضة عين الولد اختفى، واللي كانوا واقفين قالولي أن واحد من الأمن هربه، لأني كنت مصرة على محضر".

واستطرت قائلة: "أنا حسيت بإهانة، وجوزي وابني نفس الكلام، إحساس إني اتضرب واتهان ولما ألجأ للقانون الأمن يهربوا ده ظل، الموقف تعبني نفسيًا فترة وللأسف مكنش فيه طريقة أخد بيها حقي من العصابات اللي موجودة في المترو تحت إشراف أمنها".

الباعة الجائلين ضربوني والقانون معاهم
وانتشر مؤخرًا على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" قصة سيدة تروي حكايتها مع 3 فتيات من الباعة الجائلين داخل المترو، فنشرت صور لها قبل دخولها المترو وصورة بعد خروجها منه بعد اشتباكات مع الباعة الحائلين، ووجهها ملئ الكدمات من أثر الاشتباك.

وقالت في بوست على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنها كانت داخل عربة السيدات بالمترو ومعها ابنها 3 سنوات، وقامت بالاشتباك مع 3 فتيات قاموا بإهانتها -حسب كلامها- وعندما توجهت لأمن المترو اكتشفت أنهم من الباعة الجائلين.

وأضافت أنها قامت بعمل محضر لهن، وأرفقت به الكشف الطبي الذي يوضح حجم الإصابات التي تعرضت لها، مشيرة إلى أن أمن المترو رغم تضررها طلب منها التنازل عن المحضر، بحجة أن التقرير الطبي بأقل من 21 يوم، وقالت: "قالولي تقريرك بأقل من 21 يوم، يعني لازم اتنازل عن المحضر، لأني لو متنازلتش قانونيًا مش هيتحبسوا وهيخرجوا بكفالة 100 جنيه..أنا اتشتمت واتضربت قدام ابني اللي إنهار من كتر الخوف وفي الآخر القانون ناصفهم".

واستكملت: "الشرطة قالولي انهم مش قادرين على الباعة الجائلين جوا المترو، قالولي حرفيًا وباء وانتشر واحنا مش قادرين عليه، كنت واقفة أنا والبنات دول قدام رجال الشرطة بيشتموني ويشتموا الحكومة بكل بجاحة لأنهم عارفين أنهم مش هيتحبسوا".

وفي نهاية روايتها طلبت من مواقع التواصل الاجتماعي أن يقوموا بنشر حكايتها حتى تقوم بتوصيلها للمسئولين للسيطرة على الباعة الجائلين داخل المترو ومنعهم من التواجد داخله، فقالت: "انا اتكسرت قدام ابنى وقدام نفسى بس قسما بالله مش هسيب حقى وحق اى بنت او ست كان ممكن تكون مكانى انا هخلى الموضوع قضية رأى عام وهحاول أمنع دخول الباعة الجائلين للمترو انا هحاول أوصل لأعلى صوت وأقوله لازم يكون فى قانون يجيب حق كل واحدة ممكن تكون مكانى..يا ريت تعملوا شير لكلامي عشان نوصل صوتنا للمسئولين علشان حقي وحقكم".

شرطة المترو: وجود الباعة الجائلين بالمترو مخالف واشتباكاتهم مع المواطنين تنتهي بالتراضي للطرفين
ومن جانبه قال أحد افراد شرطة المترو، بمحطة "ضواحي الجيزة" أن وجود الباعة الجائلين أمر مخالف وغرامته تكون 100 جنيه، موضحًا أن الباعة يتحايلون على رجال شرطة المترو بأنهم أفراد عاديين، موضحًا أنه في حالة الإمساك بالبائع ورفض دفع الغرامة يتم تحرير محضر له، وفي حال تكرار الأمر يتم حبسه عام.

وأشار إلى أنه في حالة نشوب أزمة بين المواطنين والباعة الجائلين يتم التعامل بين الطرفين معاملة متساوية، المخطئ فيها هو من يتعرض للحساب، مؤكدًا أن غالبًا ما تنتهي الأزمات بالمصالحة والتراضي بين الطرفين.