الساحر "جوزيه".. فصل النهاية لأجمل حدوتة برتغالية-أهلاوية (بروفايل)
الأحد 26/مارس/2017 - 07:41 م
للراء مع الحب سر مستتر، فلا حب إلا وفيه رحمة، رُقي، ورأفة، لكن الحب لجماهير النادي الأهلي له سر آخر مع الميم والجيم، لما لا ومعشوقهم الأول هو مانويل جوزيه دا سيلفا، ذلك البرتغالي الذي خطف قلوب الجماهير الحمراء، وعاشت على آمل اللقاء من جديد في كل عام يتجدد الأمل.
مانويل جوزيه حطم تلك الآمال، عقب إعلانه اليوم عن اعتزاله التدريب في عامل كرة القدم، قبل أيام من بلوغه عامه الـ"71"، ليضع حد لمسيرته الطويلة الممتدة عبر 28 عام بملاعب الساحرة المستديرة.
جوزية الذي خاض حياته الكروية كلاعب في صفوف الأندية البرتغالية بمسيرة لم تكن كبيرة، حيث بدأ جوزيه مشواره بين صفوف شباب نادي بنفيكا وتم تصعيده للفريق الاول في 1962 وعمره 16 عاما، ولعب بجوار النجم البرتغالي الكبير ايزيبيو في العصر الذهبي للنادي العريق في منتصف ستينات القرن الماضي.
الفصل الأول في مسيرة جوزيه بمشواره التدريبي مع نادي بورتيمونينزي وقاده لاحتلال المركز السابع في موسم "1985-1986"، ليتأهل لكأس الاتحاد الاوروبي لكنه خرج من الدور الاول على يد بارتيزان بلجراد الصربي.
الفصل الثاني، كان تولى جوزيه أيضا تدريب سبورتنج لشبونة وبراجا في اواخر ثمانينات القرن الماضي، ويعد أهم اكتشافاته هو البرتغالي لويس فيجو أفضل لاعب بالعالم فيما بعد عام 2001، لكن أفضل انجازاته كانت مع بوافيستا الذي قاده للفوز بكأس البرتغال في موسم 1991-1992، عمل جوزيه أيضا مع بنفيكا وماريتيمو ويونياو ليريا في التسعينات قبل تعيينه مدربا للأهلي المصري عام 2001.
الفصل الثالث، وهي بداية الرواية بالنسبة لجماهير الأهلي، حينما جاء ذلك البرتغالي غير المعروف لتدريب الأهلي، وقاد الفريق للفوز بدوري أبطال أفريقيا 2001 بعد غياب 14 عام عن مصات التتويج الإفريقية، والسوبر الإفريقي 2002، إلى جانب الفوز الأشهر على حساب ريال مدريد الإسباني في القاهرة، وروما الإيطالي بهدفين مقابل هدف، واللقاء الذي لا ينسى لجماهير الأهلي وأيضاً الغريم التقليدي الزمالك في "ديربي" الـ"6-1" الشهير، غير أن إدارة الأهلي استغنت عنه نهاية الموسم لعدم الفوز بلقب الدوري، عندما خسره باللحظات الأخيرة لصالح الإسماعيلي.
تولى جوزيه تدريب بلنينسيس بعد رحيله عن الأهلي قبل أن يعود الى مصر لقيادة النادي الأهلي من جديد في الولاية الثانية في ديسمبر2003، وقاد جوزيه الأهلي للفوز بالدوري المحلي خمس مرات متتالية وكأس مصر مرتين بالاضافة لفوزه بدوري ابطال افريقيا ثلاث مرات في 2005 و2006 و2008، وسيطر الأهلي على الألقاب محلياً وأفريقياً بالكامل، و تأهل جوزيه مع الأهلي الى كأس العالم للاندية ونجح مع الفريق في احتلال المركز الثالث في البطولة عام 2006 وهو ما ساهم في حصوله على شعبية جارفة بين المشجعين لا تزال قائمة حتى الان.
قبل أن ينهي جوزيه ارتباطه بالأهلي للمرة الثانية في يونيو 2009، لكن أمل اللقاء من جديد ظل قائماً بين جماهير الأهلي ومعشوقهم جوزيه، رغم خوضه عدة تجارب ليست ناجحة مع المنتخب الأنجولي بكأس الامم الأفريقية 2010 وخرج من الدور الأول، ثم اتحاد جدة السعودي.
وكأن النجاح يرتبط بالحب، عاد جوزية للمرة الثالثة إلى قلعته المحببة مع الأهلي، وكان الفريق متخلف بفارق 6 نقاط عن غريمه الزمالك، ليقود الساحر كما تلقبه جماهير الأهلي، ليحقق لقب الدوري للمرة السادسة، ويحقق اللقب رقم 20 في تاريخه مع الأهلي، ليصبح الرجل الأكثر نجاحاً بتاريخ القلعة الحمراء، والأكثر شعبية بقلوب جماهيره.