يحتفل آلاف من أبناء الطرق الصوفية بالإسكندرية غداً بذكرى مولد سيدي برهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني بمنطقة غيط العنب بكرموز.
ولد أبو الإخلاص في يوم الاثنين الموافق 11/4/1924م الموافق ذكرى مولد الحبيب المصطفى وذلك أثناء زيارة والدته لأحد أقاربها بحي الأزهر بالقاهرة ثم عاد به والده الى طيبة الجعفرية التابعة لمحافظة الغربية.
واعتنى به وبتربيته (ظاهريا) عمه وشيخه أحمد المرسى الزرقاني قطب وألتحق بالأزهر الشريف فحفظ القران الكريم وهو لم يتجاوز سن السابعة ودرس الفقه والحديث والتفسير وغيرها من علوم أصول الدين والسنة الشريفة، ولما أتم دراسته بالأزهر الشريف أخذه شيخه وعمه سيدي أحمد المرسى الزرقاني وخرج به من الجعفرية في سياحة استغرقت سبع سنوات زار خلالها السودان والقدس الشريف والمسجد الاقصى وبلاد المغرب العربي واليمن والمدينة المنورة.
وفى الروضة الشريفة كتب الأبيات القرآنية والادعية النبوية التي سماها بالوظيفة الإخلاصية وزار مكة المكرمة وحج الى بيت الله الحرام وفى أثناء هذه السياحة تعرف فيها على أكابر الأولياء فى هذه البلاد وهذا هو الجزء الأول من سياحته والتى كانت بصحبة شيخه أحمد المرسى الزرقاني.
ثم بعد ذلك جاء به شيخه الى الإسكندرية وعندما وصلا الى المسجد المعروف بمسجد النبى دانيال أمره شيخه أن يعتكف داخل المسجد ثم أمره بعد ذلك بالنزول أسفل المسجد حيث يوجد مقام النبي دانيال والحكيم لقمان عليهما السلام وقال له هذه خلوتك وأمره ألا يخرج من خلوته حتى يعود اليه وبعد أن فتح الله عليه وأنتهت مده الخلوة وجد شيخه أمامه فأمره بالخروج الى الناس والدعوة الى الله ودعا له فقال ( اللهم أفتح عليه فتوح العارفين بك وأفتح اللهم على يديه وعلى من أخذ بيديه حيا ومنتقلا).
ثم أخذه الى منطقة غيط العنب ليقيم زاوية صغيرة على قنال المحمودية التى هى الأن مسجد أهل الذكر الإخلاصى وقال له (هنا محل اقامتك ومن هنا تنشر طريقتك) وأخبره شيخه بأنه سيواجه صعاب فى أثناء القيام بدعوته ونشر طريقته وقال له (سيكون فى زمانك حروب وستنصرف الناس بحثا عن أرزاقهم وسيتبعك فى ذلك الوقت خيرة الناس).
وبعد أن قام رضى الله عنه بتأسيس الطريقة الإخلاصية الصوفية العلية على أسس شرعية محمدية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها خرج رضى الله عنه فى سياحة زار خلالها العراق وفيها زار سيدنا الأمام على بن ابى طالب كرم الله وجهه فى أرض النجف كما زار سيدى أحمد الرفاعى فى أم عبيده وزار سيدى عبد القادر الجيلانى فى بغداد.
وزار أيضا بلاد الشام وسوريا وزار سيدى محيى الدين بن العربى وكانت هذه السياحة الجزء الثانى من سياحته وكان فيها بمفرده كما هى عادات الأقطاب وكان يقول رضى الله عنه (بحثت عن الأسلوب الأمثل لهذا العصر المتأخر فوجدت أن التربية بالقهر لا تأتى بثمرة فى هذا الزمان وان أفادت فى عصور مضت فجعلت الصبر على الخلق منوالى والنظر بعين الرحمة منهاجى واتباع الحكمة اهتدائى) فقد كان رضى الله عنه صورة نورانية محمدية وكان يقول ( ورثت العلوم وأصول التربية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وأخبر بأن المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه وسلم قال له ( اذا صعب عليك أمر من أمور التربية فدعه لى).
ونال رضى الله عنه العهود من أصحابها وورث المقامات من أهلها وجمع مشارب الطرق الصوفية والأذواق العلية فى الطريقة الإخلاصية.
وكان رضى الله عنه وأرضاه يرتدى زى العلماء(زى الأزهر) وكانت أكثر ملابسه بيضاء وكان وجيها .على وجهه هالة من الأنوار وذو هيبة ووقار، اذا راه أحدا من الخلق ذكر الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وكان رضى الله عنه كثير الخلوات ومن سادات أهل المكاشفات والمشاهدات ذو بصيرة نافذة وصاحب همة عالية وحكمة بالغة وكان من خيرة أهل الكمال ومن صفوة أهل الوصال ظاهرا بالحق خفيا عن الخلق وكان رضى الله عنه يظهر بالمظهر الشرعى لعلماء الاسلام والمسلمين وكان يرجع فى كل أموره وأحواله الى الله جل وعلا ويقتدى فى كل أقواله وأفعاله بسيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وكان رضى الله عنه ذو باع طويل فى علم التفسير والحديث وكان مظهرا محمديا فى جميع الأقوال والأفعال والأحوال.
ومن ألقابه الزرقاني أبوالإخلاص .أبو اليسر . برهان الدين . المحمدى . الأستاذ .امام المحققين . صاحب المقام العالى . سلطان الذاكرين . نبراس الموحدين
جمع الشيخ الزرقاني أبنائه وأحبابه وأتباعه قبل انتقاله بأيام وأخبرهم بأن انتقاله لملاقاة ربه سيكون يو م الجمعه وأوصاهم جميعا بما يجب أن يتبع قبل وبعد الانتقال وواساهم على مفارقته
وفى فجر الجمعة الموافق 20/4/1979م الموافق 22جماد الاول 1399 توفى سيدى برهان الدين أبو الإخلاص أحمد الزرقاني عن عمر 55 عاما لم يتزوج خلالها وظل يدعو الى الله ورسوله ليلا ونهارا وتفانى فى صنع الرجال والابطال ودفن حيث توفى فى المكان الذى كان فيه يتعبد ويقوم بتدريس العلم واقامة حلقات الذكر وبنفس المكان يوجد ضريحه الطاهر ومقامه الشريف ومع مرور الوقت تم تجديد المسجد وتوسعته وجاء الأذن منه رضى الله عنه لأتباعه وأحبابه بنقل جسده الشريف من الزاوية الى المسجد الكبير بعد مرور 6 سنوات تقريبا فى يوم 2/8/1985 فقام ابنائه بنقل جسده الشريف فوجدوه كما هو وبه دفئ وحرارة وتفوح منه روائح الطيب فالأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ولا الأولياء.