ملحمة بطولية جديدة سطرها التاريخ بحروف من نور، اليوم الأحد 9 إبريل 2017 ، عندما تصدى شهداء الداخلية للجماعات الإرهابية، التي قامت بتفجير كنيستي المرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا ، ما خلف 43 شهيدًا وأكثر من 100 جريح، كان منهم الرائد عماد الركايبى، المسئول عن أمن الكنيسة أثناء تصديه وطاقم الحراسة لانتحارى حاول تفجير نفسه داخل الكنيسة ليمنع الكارثة.

بطولة جديدة من بطولات رجال الشرطة، كان بطلها أفراد الشرطة القائمين على تأمين الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، والذين حاولوا منع وقوع كارثة كبرى بعد محاولة إرهابي تفجير نفسه داخل الكنيسة فى وقت الصلاة، مما كان ينذر باستشهاد مئات الأقباط، ولكن قام رجال الشرطة المكلفين بتأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بالتصدي للإرهابى الذى حاول اختراق السياج الأمنى ودخول الكنيسة وتفجيرها أثناء تواجد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية داخلها، لترأس الصلوات، وهو ما جعل الإرهابى بعد تيقن أنه سيفشل فى تفجير الكنيسة، بعد تصدى القوات له فجر حزامًا ناسفًا كان بحوزته أمام الكنيسة ليستشهد "العميد نجوى النجار، والرائد عماد الركايبى، والرائد محمد رفعت، وأمين شرطة أحمد إبراهيم".

 وسينعت التاريخ الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائمهم بكل خسة وندالة، تجاه المصلين العزل داخل الكنائس، بأنهم مجرمين دنسوا أرض الوطن بجرائمهم النكراء، فيما سيخلد ضحاياهم من رجال الشرطة والمدنيين بالشهداء، بعد أن قامت ملحمة شهداء الشرطة البطولية فى الكنيسة المرقسية، بإسترجاع الأذهان لملاحم بطولية أخرى سطرها التاريخ من قبل، فقد افتدى المجند المقاتل محمد أيمن محمد السيد، ابن محافظة دمياط، في ديسمبر 2015، زملائه من حزام ناسف كان يحمله إرهابيًا، لتفجير الموقع الذى كانت تتم مداهمته بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش، بعدما نزل من العربة "الهامر" فى مقدمة القوة، وسلاحه جاهز فى وضع الاقتحام، وبعدما شعر العنصر التكفيري الموجود بـ "العشة" بدخول الجندى البطل إليه، بادر بتفجير نفسه بالحزام الناسف، فاحتضنه الجندى البطل، وجنب رفاقه الموجة الانفجارية الضخمة، التى حولّت جسده الطاهر إلى أشلاء.

يذكر أن عماد الركايبى، عمل بالاسكندرية وتدرج حتى وصل رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بالعطارين، ورئيس قوة تأمين الكنيسة المرقسية، وهو متزوج منذ عدة سنوات ولديه طفلين، وكان كثير الحديث عن الشهادة وفضلها بين زملائه، حيث كان الأول على دفعته 2001 بكلية الشرطة، والأول فى الشهادة، عندما قرر أن يتصدى لانتحارى بنفسه لإنقاذ الآلاف من الموت.