"إخصاء المتحرش".. بين جدال أهل الفقه والطب.. هل يقضي على الظاهرة؟
الأحد 16/أبريل/2017 - 11:54 ص
هند أحمد
طباعة
جدل واسع أثاره مقترح النائبة زينب سالم عضو مجلس النواب، بتطبيق عقوبة الإخصاء ضد كل من اعتاد جريمة التحرش، حيث شددت على ضرورة أن يتم تغليظ عقوبة التحرش بالفتيات.
وفي تصريحات صحفية للنائبة البرلمانية، أشارت إلى أن ظاهرة التحرش انتشرت، ومحافظة الشرقية شهدت واقعة في الأيام الماضية غير مقبولة.
وأكدت أن القانون تم تفسيره بشكل خاطئ، وكنت أقصد أن يتم الإخصاء للشخص الذي يتحرش أكثر من مرة، فهو في هذة اللحظة إنسان مريض يجب ردعة، وهذا الموضوع منتشر في دول غربية كثيرة".
لا يجوز من الناحية الشرعية
وعن الرؤية الشرعية حول المقترح عبر الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، مساء أمس السبت، عن رفضه فكرة إخصاء المغتصب أو المتحرش، مشيرًا إلى أن المقترح جاء صادمًا.
وأوضح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، خلال برنامج العاشرة مساء الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على فضائية دريم، أن عملية إخصاء الرجال لا تجوز إطلاقًا من الناحية الشرعية، وهذا ما رفضه النبي الكريم، مشددًا على أن فكرة الإخصاء مرفوضة تمامًا من المنطلق الديني والاجتماعي، ولن أحد يتقبلها من المصريين. شاهد أيضا خبير أمني: "تم التحرش بي.. وأطالب بقطع ثدي المتحرشة|" فاجأت الجميع بقصتها مع التحرش.
حل رادع وقوي
وقال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، إن الإخصاء الكيميائي للمتحرش أو المغتصب حل رادع وأقوى من الإعدام، ولكن خطر على المجتمع.
وأضاف أستاذ الطب النفسي في تصريجات صحفية أن الإخصاء الكيميائي تلجأ له بعض الدول، كنوع من العقاب المشدد للمتحرش، مشيرًا إلى أنه يجعله يعيش بلا قدرات جنسية على الإطلاق، وهذا عقاب يعتبر رد فعل لما فعله.
وأوضح أن الإعدام من وجهة نظره كطبيب أفضل، لأنه سيمنع الجرائم للأبد من شخص متحرش، ولكن الإخصاء له يجعل عنده دافع الانتقام والعدوانية طوال الوقت، مع عدم القدرة الجنسية على ما كان يقوم به من قبل، مما يولد شخصية ترعب المجتمع وتسفر عن ضحايا لا ذنب لهم.
وأوضح أن المتحرش مضطرب نفسيًا وليس مريض نفسي، فبالتالي سيكرر فعل التحرش مرة أخرى، مشيرًا إلى أن شخصية المتحرش تتسم بـ"سيكوباتية، سلبية، لا مبالاة، عدم اهتمام بتوابع تصرفاته، لا مشاعر، لا أحاسيس، نمطي ويكرر الأخطاء".
دول طبقت الاخصاء الكيميائي
يذكر أن برلمان دولة قرغيزيا- إحدى الدول السوفييتية سابقًا- كان قد قرر إجراء عملية إخصاء كيميائي لكل من يعتدي على الأطفال جنسيًا في المستقبل ويقضي القانون الجديد بحقن السجناء من المعتدين على الأطفال بجرعات تعمل على تقليل كمية هرمون "تيستوستيرون" الجنسي في دمائهم ما يؤدي إلى التقليل من الرغبة الجنسية لديهم ومن لا يواصل العلاج بعد الإفراج عنه سيتعرض للسجن مدة عامين آخرين.
كما صدرت تشريعات مماثلة لهذا القانون في كل من روسيا وجمهورية مولدوفا السوفييتية السابقة.
وفي يناير 2013 أصدرت محكمة كورية جنوبية حكماً تاريخياً هو الأول من نوعه بالإخصاء الكيميائي على رجل في الـ31 من العمر بالسجن 15 سنة بالإضافة إلى إخصائه كيميائياً من خلال حقنه بهرمونات تقضي على الرغبة الجنسية عنده طوال 3 سنوات لإدانته بالاعتداء الجنسي على أطفال.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فإن ست ولايات بها تطبق عقوبة الإخصاء الكيميائي ضد منتهكي الأطفال وذلك على الرغم من الكثير من الانتقادات الموجهة لمثل هذا العقاب هناك