”الرؤية والمدفع والموائد والتراويح والكنافة”.. سمات رمضانية في تاريخ المحروسة
الجمعة 03/يونيو/2016 - 10:06 م
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن شهر رمضان المبارك، يمثل قيمة كبرى في العالم الإسلامي على مدى التاريخ وارتبط بمفردات دينية تراثية محفورة في ذاكرة العالم الإسلامي.
واستعرض ريحان - في تصريح اليوم /الجمعة/ بمناسبة قرب حلول شهر رمضان - أبرز المفردات التراثية، والتي تبدأ بليلة رؤية الهلال، مشيرا إلى أنه بدأ الاحتفال بها في عام 920هـ/1514م في عهد السلطان الأشرف قنصوه الغوري، بحضور القضاة الأربعة بالمدرسة المنصورية، والزيني بركات بن موسى المحتسب، وعندما ثبتت رؤية الهلال وانفض المجلس، ركب المحتسب ومشى أمامه السقاة بالقرّب الجلدية، وأوقدوا الشموع على الدكاكين وعلقوا المواقد والقناديل على طول الطريق إلى بيت الزيني بركات.
وأضاف أنه في مستهل الشهر المبارك، جلس السلطان، في ميدان القلعة وتقدم إليه الخليفة والقضاة الأربعة بالتهنئة، ثم استعرض كميات الدقيق والخبز والسكر والغنم والبقر المخصصة لصدقات رمضان، الذي عرضها عليه المحتسب بعد استعرضها في أنحاء القاهرة تتقدمها الموسيقى.
وأشار إلى أن الشهر الكريم، ارتبط أيضا بصلاة التراويح، والتي أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - وأمر الناس بها في شهر رمضان سنة 14هـ، لافتا إلى أن الوالي عنبسة بن إسحاق عام 238هـ كان يخرج وحده في ظلمات الليل وينادي في شهر رمضان بالسحور، وكان في بعض القلاع الإسلامية مثل قلعة الجندي بجنوب سيناء مكان مخصص لصلاة التراويح والعيدين عبارة عن مكان مكشوف وبه محراب يحدد اتجاه القبلة.
وعن فكرة موائد الرحمن، أوضح الدكتور ريحان، أنها تعود إلى ولائم أقامها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطميين، وهو ما يطلق عليها سماط الخليفة وموائد الرحمن، وكان القائمين على قصر الخليفة الفاطمي يوفرون راتبا كبيرا من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان الكنافة والقطائف وغيرها، لافتا إلى أن العصر المملوكي اشتهر بتوسعة الحكام على الفقراء والمحتاجين في شهر رمضان، ومنها عدم صرف رواتب إضافية لأرباب الوظائف ولحملة العلم والأيتام، ولا سيما من السكر الذي يتضاعف كمية المستهلك منه في هذا الشهر بسبب الإكثار من عمل الحلوى.
وتابع قائلا إنه كان هناك باب بالقصر الشرقي الكبير بشارع المعز الذي أنشأه جوهر الصقلي، قائد جيوش الفاطميين بمصر عام 358هـ يطلق عليه باب (الزهومة) أي باب الزفر، بسبب اللحوم وحوائج الطعام التي كانت تدخل إلى مطبخ القصر، منه وكان يخرج من المطبخ المذكور مدة شهر رمضان 1200 قدر من جميع الألوان في كل يوم يفرق على أصحاب الحاجات والضعفاء ، مشيرا إلى أن الباب يوجد حاليا بشارع المعز، قاعة الحنابلة بالمدرسة الصالحية، التي أنشأها الصالح نجم الدين أيوب.
وبالنسبة لمدفع رمضان، أكد الدكتور ريحان أنه ارتبط بروايات عديدة، أشهرها أن والي مصر محمد علي الكبير، كان اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويا في نفس لحظة غروب الشمس وآذان المغرب من فوق القلعة، فتصور الصائمون أن هذا تقليدا جديدا واعتادوا عليه وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يومياً إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.
بالنسبة للكنافة، أشار ريحان إلى أنها بدأت طعاما للخلفاء إذ تشير الروايات إلى أن أول من قدم له الكنافة، هو معاوية بن أبي سفيان، في زمن ولايته للشام، كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع، ولقد تغنى بها شعراء بني أمية في قصائدهم، وأما حكاية أم علي فهي أم المنصور زوجة الأمير عز الدين أيبك، أول سلاطين المماليك، الذي تزوج السلطانة شجر الدر، بعد موت زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، وبعد زواج أيبك من أم علي غضبت شجر الدر، وقتلتها ثم نصب ابنها علي بن عز الدين أيبك سلطانا، فاحتفلت أم علي بالمناسبة، وظلت تقدم لمدة شهر طبق من السكر واللبن والعيش للناس، ومن هنا أطلق على الطبق أم علي وبهذا الحفل الدموي الانتقامي، دخل هذا الطبق الشهير إلى المطبخ المصري، ومنه إلى العربي بشكل عام.
واستعرض ريحان - في تصريح اليوم /الجمعة/ بمناسبة قرب حلول شهر رمضان - أبرز المفردات التراثية، والتي تبدأ بليلة رؤية الهلال، مشيرا إلى أنه بدأ الاحتفال بها في عام 920هـ/1514م في عهد السلطان الأشرف قنصوه الغوري، بحضور القضاة الأربعة بالمدرسة المنصورية، والزيني بركات بن موسى المحتسب، وعندما ثبتت رؤية الهلال وانفض المجلس، ركب المحتسب ومشى أمامه السقاة بالقرّب الجلدية، وأوقدوا الشموع على الدكاكين وعلقوا المواقد والقناديل على طول الطريق إلى بيت الزيني بركات.
وأضاف أنه في مستهل الشهر المبارك، جلس السلطان، في ميدان القلعة وتقدم إليه الخليفة والقضاة الأربعة بالتهنئة، ثم استعرض كميات الدقيق والخبز والسكر والغنم والبقر المخصصة لصدقات رمضان، الذي عرضها عليه المحتسب بعد استعرضها في أنحاء القاهرة تتقدمها الموسيقى.
وأشار إلى أن الشهر الكريم، ارتبط أيضا بصلاة التراويح، والتي أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - وأمر الناس بها في شهر رمضان سنة 14هـ، لافتا إلى أن الوالي عنبسة بن إسحاق عام 238هـ كان يخرج وحده في ظلمات الليل وينادي في شهر رمضان بالسحور، وكان في بعض القلاع الإسلامية مثل قلعة الجندي بجنوب سيناء مكان مخصص لصلاة التراويح والعيدين عبارة عن مكان مكشوف وبه محراب يحدد اتجاه القبلة.
وعن فكرة موائد الرحمن، أوضح الدكتور ريحان، أنها تعود إلى ولائم أقامها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطميين، وهو ما يطلق عليها سماط الخليفة وموائد الرحمن، وكان القائمين على قصر الخليفة الفاطمي يوفرون راتبا كبيرا من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان الكنافة والقطائف وغيرها، لافتا إلى أن العصر المملوكي اشتهر بتوسعة الحكام على الفقراء والمحتاجين في شهر رمضان، ومنها عدم صرف رواتب إضافية لأرباب الوظائف ولحملة العلم والأيتام، ولا سيما من السكر الذي يتضاعف كمية المستهلك منه في هذا الشهر بسبب الإكثار من عمل الحلوى.
وتابع قائلا إنه كان هناك باب بالقصر الشرقي الكبير بشارع المعز الذي أنشأه جوهر الصقلي، قائد جيوش الفاطميين بمصر عام 358هـ يطلق عليه باب (الزهومة) أي باب الزفر، بسبب اللحوم وحوائج الطعام التي كانت تدخل إلى مطبخ القصر، منه وكان يخرج من المطبخ المذكور مدة شهر رمضان 1200 قدر من جميع الألوان في كل يوم يفرق على أصحاب الحاجات والضعفاء ، مشيرا إلى أن الباب يوجد حاليا بشارع المعز، قاعة الحنابلة بالمدرسة الصالحية، التي أنشأها الصالح نجم الدين أيوب.
وبالنسبة لمدفع رمضان، أكد الدكتور ريحان أنه ارتبط بروايات عديدة، أشهرها أن والي مصر محمد علي الكبير، كان اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويا في نفس لحظة غروب الشمس وآذان المغرب من فوق القلعة، فتصور الصائمون أن هذا تقليدا جديدا واعتادوا عليه وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يومياً إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.
بالنسبة للكنافة، أشار ريحان إلى أنها بدأت طعاما للخلفاء إذ تشير الروايات إلى أن أول من قدم له الكنافة، هو معاوية بن أبي سفيان، في زمن ولايته للشام، كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع، ولقد تغنى بها شعراء بني أمية في قصائدهم، وأما حكاية أم علي فهي أم المنصور زوجة الأمير عز الدين أيبك، أول سلاطين المماليك، الذي تزوج السلطانة شجر الدر، بعد موت زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، وبعد زواج أيبك من أم علي غضبت شجر الدر، وقتلتها ثم نصب ابنها علي بن عز الدين أيبك سلطانا، فاحتفلت أم علي بالمناسبة، وظلت تقدم لمدة شهر طبق من السكر واللبن والعيش للناس، ومن هنا أطلق على الطبق أم علي وبهذا الحفل الدموي الانتقامي، دخل هذا الطبق الشهير إلى المطبخ المصري، ومنه إلى العربي بشكل عام.