عقب أربعة أيام متواصلة من مأساة المعتمرين الذين ظلوا طيلة هذه الفترة عالقين داخل مطار القاهرة الدولي، لتأخر إقلاع رحلات الخطوط السعودية المتجهة إلى جدة والمدينة المنورة، بدأت في طريقها للانتهاء، وذلك على ضوء التواصل الذي حدث بين مصر والسعودية التي بدورها أرسلت العديد من الطائرات لنقل أكبر عدد من المعتمرين.

شهد مطار القاهرة الدولي، تكدسًا كبيرًا من قِبل المعتمرين، وذلك عقب تأخر إقلاع الرحلات السعودية لأكثر من ثماني ساعات، وترحيل الرحلات بسبب تأخر وصول الطائرات من المطارات السعودية.

"المواطن" تستعرض خلال هذا التقرير كيف بدأت الأزمة وتبعاتها إلى أن انتهت.

البداية
بدأت أزمة المعتمرين، تطفو الثلاثاء الماضي، حيث تسبب انتظارهم داخل صالات السفر لساعات طويلة في غضب عارم من قِبلهم، وذلك لتأخر رحلات السفر، فضلًا عن عدم الإجابة علي الأسئلة والاستفسارات الخاصة بهم من قِبل مسئولي المطار.

ما فاقم الأزمة، هو قرار نقل الرحلات الإضافية إلى مبنى الركاب "1" المعروف بالمطار القديم، لتخفيف العبء على مبنى الركاب الجديد "2"، الذى يشهد كثافة تشغيل من رحلات شركات الطيران الأخرى العاملة هناك، والتي تضم حوالى 13 شركة، بالإضافة لرغبة شركة الميناء في الحفاظ على المبنى الجديد من تصرفات المعتمرين، والمشادات المستمرة مع العاملين بالمبنى ومع الجهات الأمنية، كذلك لتخفيف الحمل عن الجهات الأمنية والضباط والأفراد العاملين بمبنى "2".

كان من المفترض أن تسيير الخطوط السعودية 30 رحلة على مدار اليوم، بين القاهرة والمدينة وجدة، ولكن شهد المطار تأخر إقلاع 14 رحلة؛ وذلك بسبب ظروف التشغيل، حيث إن معظم الطائرات المخصصة لإقلاع تلك الرحلات لم تصل من السعودية في الأصل.

ارتباك في مطار القاهرة

لم يتخذ مسئولي مطار القاهرة وسلطة الطيران المدني، قرارًا بشأن تأخر وارتباك رحلاتها طبقًا للقوانين وذلك عن طريق تغريمها غرامات كبيرة بسبب تأخر رحلاتها حتى يتم علاج هذه الظاهرة، ما يجعلهم يتحملون الجزء الأكبر من أزمة رحلات العمرة للخطوط السعودية.

إلا أن مسئولي المطار عقب حالة الغضب العارمة التي عمت، أُصيبوا بحالة تخبط واضحة، جعلتهم يقوموا باستدعاء جميع الموظفين الحاصلين على راحة وإجازات؛ للمساعدة في مواجهة أزمة المعتمرين بصالات السفر؛ نتيجة ارتباك رحلات الخطوط السعودية لنقل المعتمرين إلى الأراضي المقدسة، وذلك بحسب ما أعلنته شركة "ميناء القاهرة".

كما قام مسئولو مطار القاهرة، بدفع أعداد إضافية من المنسقين لامتصاص غضب المعتمرين، ولمنع وقوع أي اشتباكات مع العاملين بالخطوط السعودية، فضلًا عن أنها رفعت إدارة الحجر الصحي حالة الطوارئ، تحسبا لوقوع أي حالات طارئة بين المعتمرين من إغماءات؛ نظرا لحالة الازدحام الشديدة التي تشهدها الصالة.

ولتوضيح الصورة من جانبهم، أصدرت شركة ميناء القاهرة، بيانًا، تقول فيه إن تأخر وصول وإقلاع الطائرات في المواعيد المقررة لها أدى إلى خلل في جداول التشغيل للخطوط السعودية، وشركة ميناء القاهرة تقوم بالتنسيق على مدار الساعة مع المسئولين بالشركة السعودية في سبيل راحة الركاب المعتمرين، وتقديم جميع التسهيلات لهم.

أضافت الشركة، أن ما حدث أمر طارئ خارج عن المألوف من الخطوط السعودية، وتم التنسيق مع الخطوط السعودية لامتصاص غضب الركاب واحتواء الأزمة، حيث تم نقل الرحلات الإضافية الخاصة بالخطوط السعودية إلى مبنى الركاب رقم "1" لتخفيف العبء على مبنى الركاب الجديد، إضافة إلى استعانة الخطوط السعودية بالشركة المصرية لخدمات الطيران للعمل معها لخدمة المعتمرين وسرعة إنهاء إجراءات سفرهم.

تحركات لحل الأزمة

بدأت تحركات عدة، من قِبل عدد من المسئولين بمركز إدارة الأزمات بمطار القاهرة، لبحث أزمة المعتمرين المصريين العالقين بالمطار، وذلك خلال اجتماع ضم كلا من جميع الأجهزة الأمنية وضم كلا من ممثلي الأمن القومي والمخابرات الحربية والرقابة الإدارية وشرطة ميناء بمطار القاهرة بالإضافة إلى رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي المحاسب مجدى إسحق، واللواء محمد كامل رئيس الشركة المصرية لخدمات الطيران، والمستشار أحمد محفوظ رئيس القطاع القانوني بمطار القاهرةً.

بالتوازي مع هذه التحركات داخل مطار القاهرة، بدأت لجنة السياحة الدينية، بغرف شركات السياحة، بإجراء اتصالات هاتفية للتواصل مع مسئولي الخطوط السعودية؛ لإنهاء أزمة تكدس المعتمرين.

في السياق ذاته، قالت رئيس اللجنة إيمان سامي، قالت إن وزارة السياحة أجرت اتصالات هاتفية للتواصل مع مسئولي الخطوط السعودية لإنهاء أزمة تكدس المعتمرين، لافتة إلى أنها تواصلت مع سلطة الطيران المدني، وتم الاتفاق على تسكين المعتمرين بالفنادق القريبة من المطار لتخفيف ضغط المعتمرين داخل مبنى الركاب الجديد رقم 2، موضحا أن عدد من المعتمرين رفضوا التسكين وفضلوا البقاء في المطار لحين تسيير رحلات لنقلهم للأراضي السعودية.

السعودية تستجيب

استجابت السلطات السعودية متمثلة في سليمان بن عبد الله الحمدان وزير النقل السعودي للجانب المصري، وذلك عن طريق اتخاذ خطوات عاجلة أسهمت في حل الأزمة، وسفر جميع الركاب العالقين بمطار القاهرة.

على نفس الصعيد، قال شريف فتحي وزير الطيران المدني، إن الأزمة أوشكت على الانتهاء، عقب التعاون والتنسيق بين الجانبين المصري والسعودي، إذ إنه من المقرر إقلاع طائرة بوينج 747 رحلة رقم 3802 الساعة 4 عصرًا، لنقل باقي الركاب المتجهين إلى جدة، وبذلك يصل عدد الركاب المسافرين إلى 6130 راكب منذ بداية الأزمة وحتى نهايتها عصر اليوم الجمعة.

من جانبه قال رئيس شركة ميناء القاهرة، إن الاستجابة السريعة من قبل السلطات السعودية، والتنسيق الكامل بين كبار مسئولي سلطة الطيران السعودي والخطوط السعودية، مع وزارة الطيران، هو ما ساعد على انتهاء الأزمة، إذ توافد خلال الساعات الماضية كبار مسئولي الخطوط السعودية، وتم نقل الركاب للفنادق وتوفير طائرات عريضة لاستيعاب أكبر عدد من الركاب.

الأزمة في طريقها للانتهاء

بعدما دفعت الخطوط الجوية السعودية بـ(9) طائرات من الطرازات العريضة إلى مطار القاهرة لنقل المعتمرين الموجودين داخل صالات المطار، فضلا عن تجهيز 5 آخرين للقضاء على الأزمة، أخذت الأزمة في طريقها للانتهاء، إذ عادت حركة المسافرين إلى طبيعتها بمبنى الركاب رقم 1 بمطار القاهرة.

بحسب شركة ميناء القاهرة، فإن مبني الركاب القديم بالمطار، يشهد حالة من الانتظام في دخول وخروج المعتمرين وتسهيل كافة إجراءات سفرهم علي متن رحلات الخطوط السعودية ، ونجح مسئولو مطار القاهرة برئاسة المحاسب مجدي إسحاق رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي في إعادة الصالة إلى شكلها السابق عقب حالة التكدس بين المعتمرين التي شهدتها وما صاحبها من انتشار لموائد الأطعمة.