أخصائيون: رفض الآباء فض "غشاء البكارة" للفتاة المصابة بالسرطان خطر لابد من وقفه
الأحد 23/أبريل/2017 - 02:01 م
رشا محمد
طباعة
أثارت فكرة الحفاظ على غشاء البكارة أثناء تعرض الفتاة المصابة بـ "سرطان مهبلي"، بدلًا من إجراء عملية لإزالة المرض والتي ينتج عنه فض "الغشاء"، جدلًا واسعًا في الوسط الطبي، وحقوق الإنسان، مُشددين على خطورة المرض والتشبث بالعادات والتقاليد مقابل صحة الفتاة، فضلًا عن تأكيد البعض أن هناك شهادة معتمدة بإجراء العملية من وزارة الصحة.
"السرطان المهبلي"، أحد أنواع الأورام الخبيثة النادرة، غالبًا ما يصيب الطبقة الطلائية الحرشفية التي تبطن سطح المهبل، وغالبا ما يكون مهاجرا من الأعضاء المحيطة أو أعضاء بعيدة 80%، ويُعرف السرطان المهبلي الأولي بالسرطان الناشئ في المهبل فقط، ويُعد السرطان الذي يصيب المهبل وفم عنق الرحم الخارجي سرطان عنق الرحم ويعالج بنفس أسلوب علاجه.
تأثيره على صحة الفتاة خطير جدًا
قال الدكتور عمرو حسن، استشاري النساء والتوليد بالقصر العيني، إن بعض أنواع أمراض السرطان تصيب الجهاز التناسلي للمرأة ولكن بشكل نادر، ورغم من ندرته إلا أن تأثيره على صحة المرأة لا يمكن تجاهله، لاسيما الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم مابين 7 سنوات إلى 18 عامًا، لذا تخضع لعمليات جراحية وفض غشاء البكارة، للحفاظ على سلامتها.
بسؤاله عن استجابة ولي الأمر في أخذ القرار بفض غشاء البكارة مقابل سلامة ابنته، أوضح "حسن" في تصريحات خاصة لـ "المواطن"، أن المشكلة في هذه الحالة ليست "الغشاء" مقابل حجم الخطورة التي ستقع على صحة الفتاة، فالأزمة تتمثل في "السرطان" نفسه الذي من الممكن أن يؤدي بها للموت، لذا فالكثير أولياء الأمور تدرك ذلك، ويصبون جل تركيزهم في كيفية حماية ابنتهم من المرض وسلامتها، بالإضافة إلى دخولها في رحلة العلاج والخوف من أن المرض يؤدي بحياتها للموت، وفي المقابل لازال هناك حالات غير مدركة حجم الخطورة التي ستقع على بناتهم، وبمجرد سماع كلمة فض"الغشاء" ينتابهم صدمة، وقراره يكون مأسويًا ونتيجته تؤدي بحياة الابنة.
أشار "حسن"، إلى أن نسبة انتشار سرطان الجهاز التناسلي "المهبل" لا تتعدى 5% في الأطفال، وبالنسبة للمرأة ما فوق 25 عامًا تصل إلى أقل بنسبة الأطفال بقليل، وبشكل عام يكون مرضًا نادرًا.
حالات مرضية
من جانبه قال أحد الأطباء بمستشفى قصر العيني، والذي رفض ذكر اسمه، إنه منذ فترة كان هناك حالتين من الصعيد، فتاة في الخامسة عشر من عمرها وتعرضت لمرض "سرطان المهبل"، وحين علم والدها أول بطبيعة العملية التي من شأنها أن تفض غشاء البكرة رفض وفضل مغادرة المستشفى، حيث وقع على إقرار بذلك لإخلاء مسئولية الطبيب، مضيفًا أنه بعد فترة زمنية جاءت البنت عقب تدهور حالتها الصحية حتى وصل الأمر إلى المبيض وهذا الأمر الأخطر: "دائما بنفضل بعد إجراء العملية معالجة المبيض بالكمياء وليس العلاج الإشعاعي، محاولة منا لإعطاء البنت بعد ذلك فرصة للحمل، ولكن تأخر الحالة بيؤدي للجوء إلى الإشعاع، وهو الأمر الذي يدركه جميع الآباء، أن صحة البنت أكبر بكثير من "غشاء البكارة".
ويتابع، في حالة أخرى كانت هناك طفلة تبلغ 10 سنوات، وكما أسلفنا في القصة السابقة، مجرد ما أسرتها علمت بأن غشاء البكارة سيفض للوصول للمرض الذي داخل "المهبل"، رفضوا إجراء العملية وفضلوا بأن يحاولوا معالجتها بشكل أخر دون إجراء عملية جراحية، بالرغم من تحذيرهم من خطورة المرض على صحتها، إلا أن ترسيخ فكرة أن ابنتهم بات من الواضح أن مستقبلها قد انتهى كانت مسيطرة عليهم، ما جعل والدها يرفض إجراء العملية الجراحية ومن ثم غادر ولم يعد مرة أخرى.
شهادة معتمدة من وزارة الصحة
وفي سياق متصل، علقت الدكتورة حمدية محمود، استشاري نساء وتوليد بمديرية الصحة بالجيزة، عن حل بديل لإجراء عملية بشأن السرطان المهبلي وعدم التطرق لفض غشاء البكارة، جاء ردها بالقطع لابد من إجراء العملية، لأن مرض"السرطان المهبلي" خطير على صحة البنت، وإجراء العملية الجراحية مهم جدًا، مشيرة إلى أن المستشفى والدكتور المعالج بيقر شهادة معتمدة بكل تفاصيل العملية وعلى أساسها بيكون الأمر واضح ولا خوف من فكرة عدم الزواج وترسخ الأفكار الشرقية لدى البعض.
أضافت "محمود"، في تصريحات صحفية لـ "المواطن"، أن في حالات كثيرة بيكون فض غشاء البكارة هو الحل لإنقاذ حياة الفتاة غير سرطان المهبل، موضحة أن فيه حالات "الغشاء" بيكون مغلق تمامًا مما يؤثر على وجود "الدورة الشهرية"، ويتسبب في تسمم وانتفاخ في البطن بشكل ملفت، وفي هذه الحالة لابد من فض الغشاء بشكل "مربع" لنجاة حياة الفتاة.
أشارت "حسن"، إلى أنه يوجد أولياء أمور تفضل أن تظل الفتاة في هذه الحالة المنتفخة، وألا يفض غشاء البكارة خوفًا من المجتمع، وألا تظل دون زواج، لافتة إلى أنه كانت توجد حالة تعاني من أعراض انتفاخ أدى إلى ارتفاع حجم البطن بشكل ملفت إزاء غلق غشاء البكارة ولكن ولي أمرها رفض آنذاك عملية فض "الغشاء"، إلى أن وصلت لحالة تسمم وتدهورت صحتها وبالنهاية تمت العملية لإنقاذها.
غشاء البكارة "شيء رمزي"
في السياق ذاته، قالت هالة عبد القادر، مديرة مركز قضايا المرأة، إن فض "غشاء البكارة" شىء رمزي، وليس له علاقة بفكرة الحفاظ على عفة وطهارة البنت أم لا، فمن الجهل أن يقضوا أباء على بناتهن ويودي على حياتهن بالخطر مقابل هذا الغشاء.
أضافت "عبد القادر"، في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، الصحة العامة للطفل أهم بحسب شرع الله، وقانون الطفل، متسائل: كيف لولي أمر يتحمل مرض وألم ابنته نفسيًا وجسديًا مقابل الحفاظ على سلوكيات اجتماعية وعادات وتقاليد لا تغني ولا تسمن.
وأردفت "عبد القادر"، أنه في هذه الحالات الأهل تفكر في صحة الابنة والطرق الأسلم للعلاج، لاسيما وأن في أهل يفضلون العلاج بالمواد الكيمائية رغم خطورتها على خلايا الجسد أملا منهم بالحفاظ على "الغشاء"، والابنة بنفس الوقت، وهو أمر غير إنساني، منوهة إلى أن في شهادة صحية بتثبت العملية.